Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انتخابات شكلية في إيران لإظهار مدى الاستقرار والتماسك

النظام لا يزال يعمل على نشر الفوضى في المنطقة لتمديد نفوذه على حساب مواطنيه حتى صار مرفوضاً من الجانبين

أمام لوحة جدارية تصور العلم الإيراني والشعار الوطني في وسطها على طول أحد شوارع طهران (أ ف ب)

ملخص

محاولة لتقييم نجاح النظام في تحقيق ادعاءاته بعد 45 عاماً على الثورة

احتفلت إيران الأحد الماضي، بالذكرى الـ45 للثورة الإسلامية عام 1979، وفي حين حشد النظام الإيراني مسيرات احتفالية لبعض مؤيديه لإرسال إشارات إلى أنه ما زال يتمتع بالشرعية والقبول، نجد تظاهرات أخرى خرجت من مدن مختلفة حول العالم من الإيرانيين المعارضين للنظام نددوا خلالها بالانتهاكات الحقوقية التي يمارسها النظام الحاكم في إيران، مما يدفع إلى محاولة تقييم نجاح النظام في تحقيق ادعاءاته بسياساته وأهدافه.

فمن جهة عمل النظام على إبراز تماسكه الداخلي عبر إتمام جميع الاستحقاقات الانتخابية حتى في ظل حرب الثماني سنوات مع العراق وتحت الحصار، فقد حرص النظام الإيراني على تراكم السياق الانتخابي حرصاً على إظهار مدى استقراره وتماسكه وإتاحة التصويت الشعبي، غير أن المشاركة الانتخابية للمواطنين تراجعت حتى بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية السابقة نحو 42 في المئة، أي أقل من 50 في المئة منذ تأسيس النظام في 1979، ومن المتوقع خفض النسبة أكثر في الانتخابات المقبلة هذا العام لا سيما بعد تزايد الاستياء الشعبي من النظام منذ احتجاجات الحجاب.

بقايا أحلام الهيمنة

ومن جهة الإقليم، ما زالت إيران تتدخل في شؤون الدول الأخرى، وتعمل على نشر الفوضى وعدم الاستقرار وبناء الميليشيات، ولأن إيران سعت إلى أن تكون قوة مهيمنة إقليمياً، وخططت لامتلاك عناصر القوة التي تسمح لها بتحقيق هذا الدور، فقد جاء ذلك على حساب التخصيص الأمثل للموارد بما يحقق رفاه المواطن الإيراني، لذا تزداد درجة استياء المواطنين من سياسة إيران الخارجية إلى جانب السياسات الداخلية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى رغم أن تحليل السلوك والطموحات الإقليمية الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط يوضح كيف سعت إيران إلى امتلاك القدرات المادية وغير المادية، وتفاعل تلك العوامل، وسعي إيران نحو تحويلها إلى تأثير وممارسة للقوة والنفوذ في السياسة الإيرانية تجاه المنطقة، نجد أن نتائج تلك السياسة في كل من سوريا والعراق ولبنان واليمن، عبر أدوات القوة الاقتصادية والعسكرية والفكرية، فضلاً عن شكل استجابة الدول الأخرى بالمنطقة للاستراتيجية الإقليمية الإيرانية وما تطرحه من كوابح ومحفزات أمام تلك الاستراتيجية، إلى جانب العلاقة بين إيران والقوة العظمى كالولايات المتحدة، كل ذلك يوضح أن إيران لم تنجح في تحقيق طموح الهيمنة الإقليمية.

مناكفة الولايات المتحدة

والهيمنة الإقليمية تحتاج إلى اعتراف من القوى الإقليمية والقوى الدولية بنفوذ دولة ما، فضلاً عن تمتع تلك السياسات بدرجة من الشرعية وهو ما تفتقر إليه إيران على الآن، فهي لا تمثل رمزاً للعالم الشيعي فضلاً عن العالم الإسلامي، كما لا تحظى بقبول إقليمي من جيرانها يرتب بناء نوع من الثقة بينهم.

وما زالت إيران تعمل على استغلال أي مناخ لتمديد نفوذها، بدءاً من استغلال الفراغ السياسي النابع من سقوط خصم منافس لها ممثلاً في العراق، مروراً بأحداث 2011 في بعض دول المنطقة.

من جانب آخر، وعلى مستوى العلاقات الدولية، ليس لإيران علاقات دولية متعددة مثلما تروج، إذ تقتصر علاقاتها على دول مثل فيتنام وكوريا الشمالية فضلاً عن محاولة تموضع نفسها في عالم تطمح الصين وروسيا إلى تأسيسه قائم على التعددية، لكن على رغم العلاقات القوية لإيران مع كل من الصين وروسيا تدرك أن كلاً منهما يوظف إيران لصالح مناكفة الولايات المتحدة فقط.

إجمالاً تعد سياسة إيران الخارجية نتاجاً لعوامل كثيرة ومتنافسة في ما بينها، وهي أيديولوجية الثورة الإسلامية، وتصور القيادة الإيرانية لما تعتبره تهديدات للنظام والدولة والمصالح الوطنية الإيرانية، لكن المخرج النهائي لتفاعل هذه العوامل لم يكن سياسة خارجية تحقق الاستقرار والرفاهية لشعب إيران أو شعوب المنطقة.

المزيد من تحلیل