فيما جددت الآمال بتجدد التزام أوبك بخفض الإنتاج عبر تصريحات وزراء النفط في المؤتمر السنوي لتجمع كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع الطاقة، في العاصمة الإماراتية أبوظبي سيطرت تصريحات وزير الطاقة الجديد في السعودية الأمير عبد العزيز بن سلمان، على تحركات السوق التي تفاعلت إيجابيا وبدأت رحلة الصعود حيث لامس برنت اليوم 63 دولارا للبرميل . وتوقع مسؤولون تنفيذيون أن تضغط الضبابية التي تكتنف الاقتصاد العالمي والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وزيادة الإمدادات الأميركية، على أسعار النفط هذا العام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
جاءت تعليقات المسؤولين في مؤتمر آسيا والمحيط الهادي للنفط، أكثر هدوءا مقارنة مع العام الماضي، حينما توقع التجار أن يصل سعر الخام إلى 100 دولار للبرميل في بداية العام الحالي. وبدلا من ذلك، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت إلى نحو 86 دولارا للبرميل في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، ثم تراجعت إلى حوالي 50 دولارا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي وتعافت إلى نحو 62 دولارا في الوقت الحالي.
وارتفعت العقود الآجلة للنفط لليوم الخامس اليوم الثلاثاء، مدعومة بالتفاؤل بتوقعات اتفاق أوبك ومنتجين آخرين على تمديد تخفيضات الإنتاج لدعم الأسعار.
وسجّل خام القياس العالمي برنت ارتفاعا بمقدار 31 سنتا أو 0.5% ولامس 63 دولارا للبرميل، بينما كانت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي مرتفعة 32 سنتا أو 0.6% إلى 58.17 دولار للبرميل. وفي وقت سابق كان برنت سجل أعلى مستوياته منذ الأول من أغسطس( آب)، بينما صعد الخام الأميركي إلى أعلى مستوى له منذ 31 يوليو( تموز).
تحالف المنتجين باق لفترة طويلة
وكانت تصريحات وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز على هامش منتدى الطاقة في أبو ظبي أمس عززت استقرار السوق، إذ أكد أن ركائز السياسة السعودية لن تتغير وإن اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي 1.2 مليون برميل يوميا سيستمر.
وأضاف أن التحالف المسمى أوبك+ بين أوبك ودول غير أعضاء من بينها روسيا سيستمر للمدى الطويل. ولفت إلى أن أكبر دولة مُصدرة للنفط في العالم ستظل تعمل مع غيرها من المنتجين لتحقيق التوازن في السوق، وإن اتفاق تقليص الإمدادات الذي تقوده أوبك سيظل قائما بإرادة الجميع.
وذكر أنه لن يحدث أي تغيير جذري في سياسة النفط السعودية التي قال إنها تستند إلى اعتبارات استراتيجية، بينها الاحتياطيات واستهلاك الطاقة.
وقال إن تحالف أوبك+ باق لفترة طويلة وطالب أعضاء أوبك بالالتزام بمستوى الإنتاج المستهدف. وتابع: "عملنا داخل أوبك دوما في تلاحم وترابط لضمان أن يعمل المنتجون ويزدهروا معاً".
"أوبك" تتوقع ارتفاع الطاقة التكريرية
بدوره قال الأمين العام لمنظمة "أوبك" محمد باركيندو، إنه من المتوقع أن ترتفع صادرات نفط الشرق الأوسط لآسيا إلى 20 مليون برميل يوميا بحلول عام 2040 بسبب التوسعات المتزايدة في طاقة التكرير بالمنطقة ونمو الطلب بقيادة الصين والهند.
وأوضح أنه من المتوقع أن ترتفع صادرات الخام من الشرق الأوسط إلى منطقة آسيا والمحيط الهادي بأكثر من خمسة ملايين برميل يوميا بين 2018 و2040، لتزيد إلى 20 مليون برميل يوميا بحلول 2040".
وتابع، "من ثمّ، ستكون منطقة آسيا والمحيط الهادي المنفذ الرئيسي لأوبك. في الأمد الطويل". وفيما يخص الوضع الحالي لسوق النفط، قال باركيندو إن السوق تشهد "قدرا معينا من الضبابية".
وأضاف، "بالنظر إلى المستقبل، ستواصل أوبك وشركاؤنا من خارج المنظمة المضي في هذا المسار الذي يحقق الاستقرار للسوق حتى نصل إلى هدفنا المشترك وهو سوق نفط عالمية متينة ونامية ومستدامة".
وتكبح أوبك وبعض الدول غير الأعضاء، بما في ذلك روسيا، إنتاج النفط عند 1.2 مليون برميل يوميا منذ بداية العام في مسعى لدعم الأسعار.
وفي أغسطس (آب) الماضي، ارتفع إنتاج أوبك النفطي للمرة الأولى هذا العام نتيجة زيادة الإنتاج من العراق ونيجيريا، التي طغت على تخفيضات السعودية والفاقد في إيران بسبب العقوبات.
واتفقت أوبك وروسيا ومنتجون مستقلون آخرون في ديسمبر (كانون الأول) الماضي على خفض الإمدادات 1.2 مليون برميل يوميا منذ الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي. وتبلغ حصة أوبك من التخفيضات السارية حتى مارس (آذار) من العام المقبل 800 ألف برميل يوميا، ويشارك فيها 11 عضوا في المنظمة مع استثناء إيران وليبيا وفنزويلا.
تصورات أخرى للنفط في الفترة المقبلة
في سياق متصل، قال البنك المركزي الروسي إنه لا يستبعد تراجع أسعار النفط إلى 25 دولارا للبرميل في 2020 ضمن تصوره للمخاطر المحتملة.
وأضاف البنك أن تصور المخاطر المحتملة قد يتحقق في حالة تراجع الطلب على منتجات الطاقة في أنحاء العالم وتدهور توقعات النمو الاقتصادي العالمي.
وفي حالة تحقق ذلك التصور، فإن معدل التضخم الروسي قد يقفز إلى ما بين 7 و 8% في 2020 مع تراجع الناتج المحلي الإجمالي بين 1.5 و 2%.
وتوقع الرئيس المشارك لتجارة النفط لدى ترافيجورا، المتخصصة في تجارة السلع الأولية العالمية، انخفاض أسعار النفط حتى نهاية العام وسط تباطؤ اقتصادي عالمي والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وزيادة الإنتاج الأميركي.
وأضاف، "سعر مستقر أفضل ما يمكن حدوثه هذا العام. نتوقع هبوطا حتى نهاية العام. نأمل في أن تسهم المنظمة البحرية الدولية في تعاف في عام 2020. يبدو أن الضبابية هي المهيمنة في الوقت الحالي مثلما تفعل تغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب".
فيما توقع راينر زيله، الرئيس التنفيذي لمجموعة "أو.ام.في" النمساوية للطاقة، أن ينمو الطلب العالمي على النفط في 2019 بأبطأ وتيرة له خلال سنوات عديدة نظرا لضعف الاقتصاد العالمي، متوقعا أن تحفز أسواق الطاقة الضعيفة على عمليات دمج واستحواذ في القطاع.
وأضاف "هناك إشارات من أسواقنا المستهلكة على أن صناعتنا يجب أن تستعد لتباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي. وبالتالي سيعني ذلك أوقاتا أصعب".
ورجح تراجع نمو الطلب العالمي على النفط لما دون المليون برميل يوميا هذا العام، للمرة الأولى خلال سنوات عديدة، مضيفاً: "وسيستمر ذلك في 2020". وتابع أن ضعف الأسعار سيسهم في توازن السوق، حيث سيشجع المنتجون ذوو التكلفة المرتفعة، ومن بينهم شركات النفط الصخري في الولايات المتحدة، على تعديل خططهم. وقال "أرى بعض التوقعات بأن ينخفض نمو إنتاج النفط في الولايات المتحدة ربما بمقدار النصف قريباً".
في السياق ذاته، قال بن لوكوك، المدير المشارك لتداول النفط في "ترافيجورا"، أن "السعر حقق أفضل ما يمكنه تحقيقه هذا العام، نراهن على انخفاض السعر حتى نهاية السنة. من المأمول أن تساعدنا المنظمة البحرية الدولية في التعافي على مدى 2020".