Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عسكري أوكراني عن الحرب: "الجثث الروسية في كل مكان"

مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية للغزو الروسي، تتحدث "اندبندنت" إلى ضابط برتبة مقدم حول تصاعد الهجمات من قبل القوات الروسية بعد انسحاب الجيش الأوكراني من بلدة "أفدييفكا" الرمزية

قتال عنيف يدور حول الخطوط الأمامية في دونيتسك وزابوريجيا منذ أشهر (أ ب)

ملخص

في الذكرى الثانية للغزو الروسي تتحدث "اندبندنت" إلى ضابط أوكراني على خطوط الجبهة الأمامية

يخوض الآلاف من القوات الأوكرانية، بينهم عديد ممن أصيبوا أكثر من مرة، وجميعهم منهكون عقلياً، والجثث الروسية تتراكم أمامهم، معركة يائسة لمنع قوات فلاديمير بوتين من التقدم في شرق أوكرانيا.

تلك هي الصورة التي رسمها المقدم "كريمين"، وهو اسم حركي لقائد كتيبة أوكرانية على خطوط المواجهة الأمامية جنوب غربي بلدة أفدييفكا، والتي أصبحت ذات أهمية رمزية لكل من كييف وموسكو. ويقول إن هناك شيئاً واحداً واضحاً، وهو أنه في الأيام التي تلت سحب أوكرانيا قواتها من المدينة – في منطقة دونيتسك – تعرض رجاله لهجوم مكثف من الروس.

ويعتقد "كريمين" أن كتيبته تواجه الآن الكتائب والأسلحة الروسية التي كانت منشغلة بالاستيلاء على أفدييفكا وأصبحت متاحة الآن لمحاولة تحقيق مزيد من التقدم فيما لاعتقادهم أن القوات الأوكرانية تترنح وتفقد توازنها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعتبر موسكو أفدييفكا نقطة انطلاق لجزء من هدفها الحربي الأوسع المتمثل في السيطرة على مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك بأكملهما. لكن نظراً إلى أن المدينة دمرت خلال أشهر من القتال العنيف، فإن ما حدث بالنسبة إلى كييف يتعلق بإظهار قدرتها على إبقاء قوات موسكو في وضع حرج، في حين أن الانسحاب من أفدييفكا منح الكرملين نصراً دعائياً.

وفي حديثه من قلب قاعدته خلف القطاع الخاص به من خط المواجهة بين مدينتي هوليبول ومالينيفكا، يقول "كريمين": "نجاحهم في أفدييفكا مرتبط بهجماتهم المكثفة على مواقعنا هناك، لكن هذه الهجمات المتزايدة تحدث في عديد من الأماكن على طول خطوط الجبهة".

ويضيف: "لقد كان القتال عنيفاً للغاية [في الأيام السابقة] لدرجة أن هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها أنني قادر على ترك موقعي على خط المواجهة منذ السبت. لقد استقرت [الجبهة] إلى حد ما في الوقت الحالي".

ويتابع: "لقد ألقى الروس بأنفسهم على خطوطنا بقوة شديدة ويشنون هجمات مكثفة متهورة، بغض النظر عن خسائرهم الكبيرة".

ويضيف أن القوات الروسية التي تهاجم مواقعه ربما جرى تعزيزها أيضاً ببعض القوات الجديدة تماماً، لافتاً إلى "أنهم يستخدمون نفس تكتيكات الموجات البشرية التي استخدموها لأشهر عدة ضد مدافعينا في أفدييفكا. المناطق أمام خطوطنا مغطاة بجثثهم. لكنهم ما زالوا يأتون".

ويقول "كريمين" إنه إضافة إلى الجنود، يبدو أن الروس ينقلون الأسلحة - الدبابات والمدفعية والطائرات من دون طيار - التي كانت مخصصة في السابق لمحاولات الاستيلاء على أفدييفكا، وهي بلدة في ضواحي مدينة دونيتسك التي تشكل أهم جائزة لموسكو في شرق أوكرانيا، والتي سيطرت عليها قوات موالية للكرملين عام 2014، ولا تزال تحتلها منذ ذلك الحين.

وتشكلت كتيبة "كريمين" 74 وهي جزء من اللواء المنفصل 102 من الدفاع الإقليمي، قبل الغزو الروسي الكامل في الـ24 من فبراير (شباط) 2022، وتتكون بصورة أساسية من المشاة. وتقع قاعدتها الرئيسة في منطقة إيفانو فرانكيفسك الجبلية الخلابة في غرب أوكرانيا، ومن هناك تنحدر معظم الكتيبة.

ويقول إن معظم رجاله كانوا متطوعين ليس لديهم أي خبرة عسكرية سابقة ولم يتلقوا سوى قليل من التدريب قبل نشرهم في الخنادق، حيث "كان عليهم أن يتعلموا القتال بسرعة خلال ظروف المعركة الحقيقية".

ويوضح: "نحن نعمل قرب مكان خطر إلى حد ما، هوليايبول. هذه المنطقة مهمة لأنه لدينا قرب منطقة زابوريجيا وعلى بعد 14 كيلومتراً [تسعة أميال] في اتجاه آخر، منطقة دونيتسك.

ويقول إن الروس كانوا حريصين خصوصاً على استعادة السيطرة على قرية روبوتين في منطقة زابوريجيا. وكان الاستيلاء على القرية أحد التوغلات القليلة الناجحة التي حققها الأوكرانيون في هجومهم الصيف الماضي في الأراضي التي تحتلها روسيا. ومع ذلك، فشل الجيش في تحرير أجزاء كبيرة من الأراضي المحتلة أو تحقيق هدفه الرئيس المتمثل في قطع ممر الإمداد البري الحيوي لموسكو على طول ساحل بحر آزوف من روسيا إلى شبه جزيرة القرم.

ويقول "كريمين" إن الضباط في هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني هم وحدهم يعرفون عدد جنودهم الذين قتلوا أو أسروا مع سقوط أفدييفكا.

وذكرت بعض وسائل الإعلام، نقلاً عن مصادر أوكرانية وأميركية مجهولة، أنه طلب من عديد من الوحدات الأوكرانية الانسحاب من أفدييفكا عندما كان الروس قد أطبقوا الحصار تقريباً، مما أدى إلى انسحاب فوضوي. وأدى ذلك إلى مقتل عديد من الأوكرانيين، ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز"، أسر ما يصل إلى 1000 شخص.

ودحض كبار القادة في أوكرانيا أعداد القتلى والأسرى الأوكرانيين ووصفوها بأنها مبالغ فيها ومتأثرة بالجهات الفاعلة في مجال التضليل الروسي، الذين يبذلون قصارى جهدهم لاستثمار أحد الانتصارات القليلة التي يمكن لموسكو أن تتباهى بها مع حلول الذكرى السنوية الثانية لغزوها.

وقال دميترو ليخوفي، المتحدث باسم ما يسميه الجيش الأوكراني باسم "مجموعة قوات تافريسك" - والتي تضم أفدييفكا والمنطقة التي تدافع عنها الكتيبة 74 - إنه على رغم أسر بعض الجنود الأوكرانيين، فإن التقارير التي تفيد بأن عددهم بالمئات خاطئة.

وأشار إلى أنه عندما استولى الروس أخيراً على مدينة ماريوبول الأوكرانية بعد حصار طويل ووحشي عام 2022، قاموا باستعراض المدافعين الناجين أمام كاميرات التلفزيون وكانوا سيفعلون الشيء نفسه لو أنهم أسروا أعداداً كبيرة من السجناء الأوكرانيين في أفدييفكا.

وقال مركز البحوث المرموق "معهد دراسة الحرب" Institute for the Study of War، الذي يتابع الصراع، إنه لم ير دلائل على انسحاب أوكراني غير منظم من أفدييفكا، لافتاً إلى أن الأوكرانيين كانوا قد أعدوا مواقع خلفية للتمركز فيها بعد مغادرة المدينة.

لكن ما هو مؤكد، أن بعض السجناء الأوكرانيين أعدموا بعد وقت قصير من استسلامهم. وكان أحد الجنود يتحدث إلى أقاربه على هاتفه المحمول عندما أخبرهم أنه ورفاقه تلقوا أوامر من قادتهم بعدم المقاومة والاستسلام. وأظهر مقطع الفيديو على الهاتف جندياً روسياً يطلب منه إطفاء هاتفه. وكانت تلك آخر مرة شوهد فيها حياً، وعرض مدونون روس لاحقاً صوراً لجثته.

لكن مثل غيره من العسكريين والمدنيين الأوكرانيين، يلقي "كريمين" اللوم في سقوط أفدييفكا بنسبة كبيرة على المأزق الذي يعيشه مجلس النواب الأميركي، حيث منع الجمهوريون، بقيادة الأعضاء المؤيدين لدونالد ترمب، لأشهر عدة الموافقة على المساعدات لأوكرانيا.

وكانت أميركا المورد الأكثر أهمية والأكبر للذخيرة والأسلحة التي مكنت أوكرانيا من مقاومة الغزو الروسي. ويوضح "كريمين" أن المدفعية التي قدمها الغرب والذخيرة اللازمة لها كانت أساسية في الدفاع عن المواقع الأوكرانية وفي تحقيق تقدم كبير ضد القوات الروسية عام 2022 وأوائل العام الماضي.

ويأمل "كريمين" أن تحل الأزمة في الكونغرس الأميركي قريباً. ويقول إنه على رغم أن الروس كانوا يطلقون ما بين خمسة إلى 10 أضعاف عدد قذائف المدفعية التي تطلقها المدافع الأوكرانية، فإن الذخائر الأميركية والغربية الأخرى الأكثر تطوراً ودقة الخاصة بأنظمة "هيمارس" (نظام صاروخي مدفعي عالي الحركة) يمكنها تحقيق نتيجة أفضل بكميات أقل من الذخيرة.

ويضيف أن الطائرات من دون طيار أصبحت تهيمن على ساحات القتال وأن بلاده تحتاج إلى أكبر عدد ممكن منها لمواجهة العدد الهائل الذي تمكن الروس من تصنيعه بأنفسهم أو الحصول عليه من الحلفاء. ويشير إلى أن طائرات "الدرون من منظور الشخص الأول" فعالة خصوصاً، والتي يقودها مشغلون يرتدون نظارات الفيديو. ويقول "كريمين" إن هذه الطائرات التي تحمل قنابل وتطير بسرعة 60 ميلاً في الساعة (100 كلم/ساعة تقريباً)، تدمر المركبات المدرعة وقطع المدفعية. ويمكنها مطاردة البشر أو الدبابات والمركبات الأخرى ويمكنها حتى دخول المخابئ والانفجار قبل أن يتمكن أولئك الذين يحتمون بالداخل من الهرب.

وهو يعتقد أن الابتكارات التكنولوجية والحصول على أسلحة متفوقة من الناحية التكنولوجية سيكونان أساسيين في تحديد مسار الحرب.

ويشرح قائلاً: "نحن في حاجة إلى أكبر عدد ممكن من الطائرات من دون طيار. المسيرات وبخاصة طائرات ’الدرون من منظور الشخص الأول‘ المزودة بكاميرات الرؤية الليلية، هي الأكثر فاعلية للقضاء على المركبات المدرعة. ربما يمكن لقاذفة ’آر بي جي‘ [قذيفة صاروخية تطلق من على الكتف وتستخدم لاستهداف المركبات المدرعة] أن تعمل على مسافة 600 متر، في حين يمكن لطائرات ’الدرون من منظور الشخص الأول‘، يقودها معالج ماهر، أن تدمر هدفاً على بعد ثمانية كيلومترات. تخيل ذلك – إنه مثل إطلاق قذيفة ’آر بي جي‘ يبلغ مداها ثمانية كيلومترات".

ويضيف: "الشيء الآخر الذي نحتاج إليه جميعاً هو الراحة لأن الناس متعبون جداً. قريباً، سنكون قد قضينا عامين تقريباً مع عدد قليل من الإجازات وكل يوم جديد يصبح صعباً مواجهته نفسياً وجسدياً".

ويقول المقدم: "لقد أصيب عديد من الأشخاص أكثر من مرة، وحتى لو كان الجرح خفيفاً نسبياً، فالجميع يعلم أن الصدمة النفسية من المحتمل أن تظهر في مرحلة ما".

ويقول "كريمين" إن الكتيبة شهدت ارتفاعاً في عدد القتلى والجرحى منذ بدء الهجوم الروسي المكثف السبت الماضي، على رغم أنه لم يذكر أرقاماً. وفي القاعدة التي تجتمع فيها "اندبندنت" مع "كريمين"، يسود جو كئيب حيث يعمل بعض موظفيه على الاتصال بأقارب القتلى ونقل الجثث إلى منازلهم لدفنها.

لكن "كريمين" يقول إنه على رغم الانتكاسات الأخيرة، فإن الروح المعنوية بين قواته لا تزال مرتفعة ولا أحد يريد بدء مفاوضات السلام مع الكرملين.

وتساءل: "كيف يمكن إجراء محادثات مع الروس وهم لم يلتزموا قط الاتفاقات السابقة؟ أنت تخدع نفسك فقط إذا كنت تثق بهم. ليس لديهم أي نية لاحترام الاتفاقات".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات