ملخص
وزراء حزب المحافظين زعموا أن زعيم حزب العمال يمكن أن يغير موقفه إذا أصبح رئيساً للوزراء بعد الانتخابات العامة
زعم كبار أعضاء حزب المحافظين أن زعيم حزب العمال السير كير ستارمر سيعيد بريطانيا إلى المربع الأول، وسيخوض الجدل حول خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي "بريكست" مرة أخرى، في حال وصل إلى مركز صنع القرار البريطانية في "10 داونينغ ستريت". وجاءت هذه التحذيرات بعد أن كشف عن أن الاتحاد الأوروبي مستعد لمنح ستارمر "فرصة كبيرة لإعادة ضبط" علاقة بلاده مع بروكسل إذا فاز بالسلطة.
ومن المقرر أن يراجع اتفاق التجارة البريطاني مع الاتحاد الأوروبي، المعروف باسم اتفاق التجارة والتعاون، في مايو (أيار) 2026 بعد خمس سنوات كاملة من التنفيذ.
وبحسب صحيفة "آي"، فإن زعماء الاتحاد الأوروبي يستهدفون المراجعة المقررة كفرصة لربط بريطانيا بعلاقة تجارية أوثق.
وعد ستارمر، الذي دعم سابقاً إجراء استفتاء ثان على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي علناً، بالسعي إلى إعادة كتابة الصفقة التجارية لبريطانيا إذا أصبح رئيساً للوزراء.
يمكن للعلاقة التجارية الأوثق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي أن تشمل قواعد مشتركة لمعايير سلامة السيارات، وفحص الأغذية والنباتات، والخدمات المالية.
وقال أحد كبار الدبلوماسيين الأوروبيين للصحيفة، "إن مراجعة اتفاق التجارة والتعاون لعام 2026 تمثل فرصة كبيرة لستارمر، على الأرجح".
الحكومة المستقبلية لبريطانيا
وأضاف "في حال قرروا ترك الأمر للبيروقراطية، فسيكون الأمر تقنياً للغاية، ولكن إذا كانت هناك إرادة سياسية لإجراء تغييرات حقيقية في العلاقة، فسيكون ذلك مهماً، إلا أن كل هذا يتوقف على الزخم السياسي للحكومة الجديدة".
وقال مصدر آخر في الاتحاد الأوروبي "إن الحكومة المستقبلية المحتملة لبريطانيا تبحث عن طرق يمكن من خلالها الاقتراب من أوروبا بدلاً من الابتعاد عنها، بخاصة في السياق الجيوسياسي الذي من المرجح أن يتغير كثيراً على المستوى الدولي، في حال وصل دونالد ترمب للبيت الأبيض".
وتقول وزيرة الخزانة في حكومة الظل، راشيل ريفز، "إذا كان النمو هو الحل للأزمة الاقتصادية الحالية في بريطانيا، فإن تحقيق النمو يتطلب علاقات تجارية أفضل مع الاتحاد الأوروبي... إن أوروبا هي نصف تجارة بريطانيا، لذا فهي الطريقة السهلة لتحسين الوضع الاقتصادي بصورة كبيرة".
وبحسب المصادر المطلعة، فقد تتوصل بريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق في شأن الخدمات المالية، وكذلك واردات الحيوانات الحية.
من جانبه، استبعد ستارمر العودة للسوق الموحدة للاتحاد الأوروبي أو الاتحاد الجمركي في ظل قيادته حكومة حزب العمال.
الوصول إلى السلطة
لكن وزراء حزب المحافظين زعموا أن زعيم حزب العمال يمكن أن يغير هذا الموقف إذا أصبح رئيساً للوزراء بعد الانتخابات العامة، وكتب وزير التجارة غريغ هاندز على موقع "إكس"، "توقعت منذ فترة طويلة أن يسعى حزب العمال للدخول في اتحاد جمركي (أو ترتيب مماثل) مع الاتحاد الأوروبي، إذا وصل إلى السلطة".
وأضاف هاندز "بعد كل شيء، كانت هذه هي سياسة السير كير ستارمر الخاصة قبل انتخابات عام 2019، عندما كان وزير دولة لشؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي".
وكتبت وزيرة الأعمال والتجارة كيمي بادينوش "هاندز على حق، فقد قضى البرلمان ثلاث سنوات في اتخاذ القرار حول استراتيجية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الصحيحة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت بادينوش "لقد كانت هناك تحديات، لكن الاستراتيجية تحقق أرباحاً كما ذكرت إدارتي في وقت سابق من هذا الشهر... التصويت لحزب العمال يعيدنا إلى المربع الأول، ويعيدنا إلى الجدل حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
وقال وزير داخلية حكومة الظل في حزب العمال، نيك توماس سيموندز، وفقاً لصحيفة "ديلي ميل"، إن حزب العمال يريد إنجاح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأضاف "سنهدف إلى تحسين العلاقات التجارية والاستثمارية للمملكة المتحدة مع أوروبا، بما في ذلك محاولة التفاوض على اتفاق بيطرية للمساعدة في معالجة تضخم أسعار الغذاء".
وأشار سيموندز إلى أنه في ظل الحرب في أوروبا والتهديدات المتزايدة، سيسعى حزب العمال إلى إبرام اتفاق دفاع وأمن بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي لاستكمال حلف شمال الأطلسي وتعزيز الأمن الأوروبي، إضافة إلى تنسيق أفضل للشرطة لسحق عصابات تهريب البشر الإجرامية.
وأضاف "سيكون ذلك ضمن الخطوط الحمراء الواضحة لحزب العمال، المتمثلة في عدم العودة للاتحاد الجمركي أو السوق الموحدة أو حرية الحركة... ستعمل حكومة حزب العمال القادمة على إعادة ضبط العلاقات مع الحلفاء الأوروبيين الرئيسين، ويمكن للمراجعة الأوسع لاتفاق التجارة والتعاون أن توفر فرصة لمعالجة بعض أوجه القصور في صفقة المحافظين".