ملخص
يحتفي الخليجيون ويحتفلون بالأعياد الوطنية الكويتية هما، عيد الاستقلال والتحرير
هي ظاهرة تتزايد وتتصاعد عاماً بعد عام، ظاهرة خليجية حميدة لا تتكرر إلا في شهر فبراير (شباط) من كل عام، وتحديداً خلال يومي 25 و26 منه.
الخليجيون يحتفون ويحتفلون بالأعياد الوطنية الكويتية، عيد الاستقلال وعيد التحرير، الأول بانتهاء الانتداب البريطاني على الكويت عام 1961، والأخير الاحتفال بعيد تحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991.
وهي احتفالات تشهدها كل الدول الخليجية حين تحتفل إحداها بعيدها الوطني بدرجات متفاوتة، لكن الاحتفال بالأعياد الكويتية خليجياً متميز وتشعر به منطقة الخليج العربي قاطبة.
آلاف من الخليجيين يتدفقون على الكويت هذه الأيام لمشاركتها باحتفالاتها، آلاف من حسابات التواصل الاجتماعي تضع علم الكويت على تعريفها (بروفايل)، آلاف يكتبون ويغردون وينشدون ويهنئون، في ظاهرة نادرة لا تحدث بهذه الدرجة من الوضوح والتجلي إلا بالأعياد الوطنية الكويتية.
ولكن لماذا الكويت بالنسبة لدول الخليج وشعوبها وحكوماتها؟ صحيح أنهم دول وشعوب تفرح لفرح البقية من العرب بمناسباتهم الوطنية، ولكن احتفالهم بالأعياد الوطنية الكويتية متميز وفريد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حاولت صياغة الأسباب التالية لهذه الظاهرة الجميلة الفريدة:
- يشعر الخليجيون برمزية الكويت في وحدتهم، فقد وحدتهم عام 1990 حين اجتاحها العراق، واحتضن الخليجيون الكويت والكويتيين، ودفعوا بالغالي والنفيس من أجل تحريرها. لذلك يشعر كل خليجي، وهو شعور مشروع وفي محله، بأن له يداً مباشرة أو غير مباشرة في تحرير الكويت، وهم لا يعبرون علناً عن ذلك الشعور أو بمنّة أبداً، فشعورهم أنهم حرروا قطعة منهم، وليست بلداً أو أرضاً أجنبية ناصروها للحق وحسب، بل كانت وقفتهم التاريخية نصرة للحق ونصرة لأنفسهم، أو هكذا يشعرون. لذلك فهم معنيون بهذه الاحتفالات ويشكلون جزءاً أساسياً من أسبابها.
- يرى الخليجيون في الأعياد الكويتية مناسبة لتذكير بعضهم البعض بأهمية تلاحمهم ووحدتهم، فهم يشعرون، من دون حاجة لتنظير أو فلسفة وتحليل، أن الأخطار بمنطقتنا لا تزال قائمة كما لو كان عام 1990، وبالتالي هم بحاجة لتراصهم وتضامنهم إذا "حجت حجايجها" لا قدر الله، لذا يرى الخليجيون في الأعياد الكويتية مناسبة لتجديد العهد مع تضامنهم التاريخي معها ووفاء للتضحيات من أجل تحريرها قبل أكثر من ثلاثة عقود.
-يرى الخليجيون في الكويت رمزية حيادية مخلصة وجسراً لتلافي الخلافات، وقد أثبتت بالأمس القريب أنها يمكن أن تلعب دور الحكم الحكيم في المستقبل إذا ما نشبت خلافات خليجية- خليجية (وهو أمر غير مستبعد للأسف الشديد)، ومن ثم فهم بحاجة للدور الكويتي الذي لا يقل شعوراً بالمسؤولية من أشقائه الخليجيين تجاه التضامن الخليجي، لكنه خَبُرَ أهمية ذلك التضامن يوم الخطب الكبير بالغزو العراقي لبلادهم عام 1990، لذلك يثمن الكويتيون ذلك الدور ويتحاشون قدر إمكانهم ألا يدخلوا في أي خلاف مع أي من أشقائهم الخليجيين.
- العرفان والوفاء الخليجي لدولة الكويت يعكس طبيعة النفس العربية بين شعوب الخليج العربي، فهم يذكرون بمناسبة ومن دون مناسبة، الدور الريادي والتنموي المبكر الذي لعبته الكويت بمساندة ومعاونة أشقائها الخليجيين من دون منة أو شعور بالإحسان تجاههم، فهو شعور الواجب الكويتي الذي يقابله اليوم شعور بقية الخليجيين بأن مساندتهم للكويت في محنتها عام 1990 كانت ولا تزال بلا منة أو شعور بالإحسان. مجسدين بذلك روح الشهامة والمروءة العربية بإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم من دون منة.
كل عام والكويت والخليج والعرب وبقية شعوب العالم بخير وسلام وأمن.