ملخص
الشباب وتمكين المرأة هما المحرك الحقيقي لاقتصاد السعودية.
ثمن وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان دور الشباب والمرأة في دفع اقتصاد السعودية نحو التقدم والازدهار، مؤكداً أنهما العنصران الأكثر تحفيزاً لتحريك النمو في جميع القطاعات، وذلك خلال كلمته أمام أول مؤتمر عالمي مخصص لتطوير القدرات البشرية والذي انطلق في الرياض بعنوان "مبادرة القدرات البشرية" خلال الفترة من الـ 28 وحتى الـ 29 من فبراير (شباط) الجاري.
وعن المبادرات المهمة التي تهدف إلى تعزيز قطاع الأعمال، أعلن الوزير السعودي خطة طموحة لإنشاء 150 ألف وظيفة جديدة، مؤكداً التزام بلاده بتحقيق توطين القطاع بنسبة 75 في المئة، وذلك لسد كثير من الفجوات الوظيفية وتحقيق التوازن في سوق العمل، لافتاً إلى إطلاق رحلة التحول للمعهد التقني السعودي لخدمات البترول، إذ ستعاد تسميته بالهوية الجديدة "معهد الطاقة"، لتمكين قطاع النفط من مواجهة التحديات الاقتصادية والتطورات العالمية.
ويشارك في المؤتمر أكثر من 150 متحدثاً من القادة والخبراء في مجال تنمية القدرات البشرية عبر أكثر من 60 جلسة حوارية بهدف تبادل الخبرات ومناقشة الأفكار الطموحة التي تعزز جهوزية القدرات البشرية لمواكبة التغيرات السريعة في العالم.
تنقل ديناميكي
وأشار وزير التعليم السعودي ورئيس اللجنة التنفيذية لبرنامج تنمية القدرات البشرية يوسف البنيان خلال كلمته الافتتاحية إلى التزام بلاده تعزيز الحوار العالمي حول تطوير القدرات البشرية والإستراتيجيات والحلول القابلة للتنفيذ التي تلهم التقدم، مضيفاً أن أكثر من200 قائد وخبير عالمي سيشاركون في المبادرة خلال اليومين المقبلين.
وأشار الوزير السعودي إلى أهمية ديناميكية سوق العمل، ولا سيما وأن تقديرات عالمية تشير إلى أن نحو 40 في المئة من مهارات العمال ستصبح غير مستخدمة خلال الأعوام الخمسة المقبلة، في حين سيحول نحو 75 في المئة من الممارسات التجارية على مستوى العالم من طريق اعتماد التكنولوجيا والتوسع.
وأوضح البنيان أن السعودية أنشأت إستراتيجية ديناميكية في إطار برنامج تنمية القدرات البشرية لتمكين الأفراد وإطلاق إمكاناتهم الكاملة من خلال مراحل التعلم المختلفة، عبر التركيز على الشمولية وتعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمنظمات غير الربحية لضمان النجاح والازدهار للجميع، مضيفاً أنه سيعلن عن أكثر من 45 اتفاقاً خلال المؤتمر، تعكس التزام الرياض بالعمل التعاوني مع جميع الشركاء والقطاعات المختلفة التي تشارك فيها أكثر من 70 دولة، وتحقيق مهمة مشتركة للتطوير والتقدم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وخلال المؤتمر دشن وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف "الأكاديمية الوطنية للصناعة" والتي تسعى إلى تقديم برامج تدريبية مباشرة للخبراء والخريجين الجدد مع دعم المعاهد التدريبية الحالية، وكذلك توفير الحوافز وتيسير الشراكات عبر برامج فريدة من نوعها على المستوى العالمي تستهدف أحدث التقنيات في قطاع الصناعة.
ووفقاً لبيان نشرته "وكالة الأنباء السعودية" (واس)، فستلعب الأكاديمية دوراً رئيساً في تحقيق إستراتيجية تنمية القدرات البشرية، إذ ستدعم وتمكن الجهات التدريبية المحلية والعالمية من تقديم برامج تدريبية مباشرة للفئات المستهدفة، ومعالجة التحديات والثغرات من خلال تنسيق جهود تنمية رأس المال البشري الصناعي بـ 18 برنامجاً.
رأس المال البشري
من جهته عبر الرئيس التنفيذي لشركة "تكامل القابضة" أحمد اليماني عن أهمية القدرات البشرية قائلاً إن "التنافس الاقتصادي يرتكز على الكفاءة والمهارات، في حين كان يدور حول القوة العسكرية ثم تحول إلى الموارد الاقتصادية وبعدها الصناعات، وأخيراً إلى التكنولوجيا الرقمية"، منوهاً إلى أن العقود المقبلة ستشهد التنافس بصورة أساس على القدرات البشرية، وستحدد أي اقتصاد سيكون ناجحاً وأيها سيواجه صعوبات.
وأشار اليماني إلى حرص الشباب على مواكبة حاجات سوق العمل وتأهيل أنفسهم للحصول على الوظائف المطلوبة، موضحاً أن "الحصول على شهادة علمية من أفضل جامعة كان كافياً قبل ذلك، ولكن اليوم تغيرت طبيعة التأهيل وأصبح بإمكانهم تطوير أنفسهم بصورة مستمرة"، لافتاً إلى أن اكتساب المهارات الذي كان يستغرق أعواماً أصبح قابلاً للتطبيق خلال أيام.
كما أشار الرئيس التنفيذي لشركة "تكامل القابضة" إلى التخصصات الجديدة، مضيفاً "لم نسمع في السابق عن متخصصين في البيانات الضخمة ولكنهم أصبحوا مطلوبين بصورة متزايدة، وكذلك مجال تجربة العميل الذي اكتسب أهمية كبرى خلال الأعوام الأخيرة".
وقال اليماني إن "التدريب على المهارات الجديدة لا يحتاج إلى أربعة أعوام من التعليم، بل يمكن أن يتم خلال أسبوعين أو ثلاثة"، مطالباً الشباب بإعادة تطوير وتحسين مهاراتهم بصورة مستمرة.
