قال رئيس الوزراء ريشي سوناك، أمس الأربعاء، إن بريطانيا تنزلق نحو "حكم الغوغاء" وإن الشرطة ستبذل مزيداً من الجهود لحماية الديمقراطية في البلاد، بعد أن أعلنت الحكومة عن تمويل إضافي للحفاظ على سلامة أعضاء البرلمان.
وقال عديد من المشرعين البريطانيين إن الإساءات الموجهة إليهم أصبحت أكثر حدة منذ هجوم حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الذي أدى إلى اندلاع الحرب في قطاع غزة، وإن بعضهم أصبحوا يشعرون بالخوف على سلامتهم إذا عبروا عن آرائهم في شأن هذا الصراع.
ودخل البرلمان، الأسبوع الماضي، في حالة من الفوضى مع تصاعد التوترات حول تصويت يتعلق بغزة، حيث استند رئيس مجلس العموم إلى تهديدات "مخيفة" ضد المشرعين كذريعة لاتخاذ قرار خالف به الإجراءات البرلمانية المعتادة.
وقال سوناك في اجتماع مع قادة الشرطة، الأربعاء، وفقاً لتصريحات نشرها مكتبه "هناك إجماع متزايد على أن حكم الغوغاء يحل محل الحكم الديمقراطي، وعلينا جميعاً أن نغير ذلك بشكل عاجل".
السلوك العنيف
وأضاف "لا يمكننا ببساطة أن نسمح بهذا النمط من السلوك العنيف والترهيب المتزايد الذي يهدف، بحسب ما هو واضح لأي شخص، إلى قمع النقاش الحر ومنع الممثلين المنتخبين من القيام بعملهم. وهذا ببساطة مخالف للديمقراطية".
وفي وقت سابق أعلنت وزارة الداخلية عن تمويل بقيمة 31 مليون جنيه استرليني (39 مليون دولار) لتوفير إجراءات أمن إضافية للمشرعين وغيرهم من المسؤولين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال سوناك إن بروتوكولاً ديمقراطياً جديداً للعمل الشرطي سيفرض إجراء دوريات حراسة إضافية وينص بشكل واضح على أن الاحتجاجات عند منازل الممثلين المنتخبين يجب أن ينظر إليها على أنها ترهيب.
وأضاف أنه ينص بوضوح أيضاً على أنه يتعين، من الآن فصاعداً، على الشرطة أن تتخذ "نهجاً متسقاً وقوياً لحماية عملياتنا الديمقراطية من الترهيب والتعطيل والتخريب".
حماية المجتمعات اليهودية
كما أعلن سوناك، الأربعاء، عن تمويل جديد بقيمة 54 مليون جنيه استرليني (68 مليون دولار) لحماية المجتمعات اليهودية من معاداة السامية على مدى السنوات الأربع المقبلة.
وكانت قالت الهيئة الاستشارية اليهودية لدى جمعية أمن المجتمع قد قالت، في وقت سابق من الشهر الجاري، إن بريطانيا سجلت الآلاف من وقائع معاداة السامية بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حماس" في أكتوبر، مما يجعل 2023 أكثر عام شهد وقائع لمعاداة السامية في بريطانيا منذ بدء تسجيلها في 1984.
وتشير مقتطفات نشرها مكتب سوناك من كلمة ألقاها خلال عشاء سنوي للجمعية "ما شهدناه في الأشهر الأخيرة من تحيز وعنصرية أمر صادم وخطأ، إنها بوضوح وبساطة كراهية، اعتداء على الشعب اليهودي، سنحارب معاداة السامية بكل ما أوتينا".
كانت الحكومة بالفعل قد منحت الجمعية التي تقدم المشورة لما يقدر بنحو 280 ألف يهودي في بريطانيا في شأن المسائل الأمنية، 18 مليون جنيه استرليني للفترة من 2024 إلى 2025، مما يرفع إجمالي التمويل حتى 2028 إلى 70 مليون جنيه استرليني.
وقالت الحكومة إن التمويل سيتم استخدامه لتعزيز الأمن في مجموعة من المباني اليهودية في أنحاء البلاد، بما يشمل المدارس والمعابد اليهودية، وتوفير تدابير مثل حراس الأمن وكاميرات المراقبة وأنظمة الإنذار.