Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مشكلة الإسلاموفوبيا في حزب المحافظين البريطاني

إذا كانوا يمتعضون قليلاً من المعركة ومن تنفير "مؤيديهم" يمكنهم دائماً أن يطلبوا من ستارمر بعض النصائح

أطلق لي أندرسون من حزب المحافظين تصريحات معادية للإسلام (غيتي)

ملخص

يحتاج حزب المحافظين إلى تأديب المعادين للإسلام وطردهم من صفوفه ومن الجيد أن يتعلم من جهود حزب العمال المضنية في مكافحة "معاداة السامية"

من الإنصاف القول إن حزب العمال واجه قبل بضع سنوات مشكلة مع معاداة السامية. ولا يزال يواجهها، كما نرى من المواقف التي كان يطلقها مرشح الحزب السابق في روتشديل عن الحرب الدائرة في غزة وعن إسرائيل وعن أثر "الأوساط اليهودية" في السياسيين المنضوين في حزبه (السابق). إن مكافحة معاداة السامية عمل قيد التقدم، وربما سيكون دائماً كذلك، لكن على الأقل يتحقق هذا التقدم منذ الأيام الأكثر ظلاماً.

ويتعلق كثير من ذلك العمل بجهود كير ستارمر لاقتلاع هذا الشر، لكن العمل يجري أيضاً لأن حزب العمال، أثناء قيادة جيريمي كوربين المستكينة وبعدها، تلقى دروساً شاملة في أصول معاداة السامية وطبيعتها وجوانبها الفريدة. لقد فُرِضت الدروس على الحزب حتى رسخت فيه.

ولا تنطوي العنصرية على تسلسل هرمي، لكن لكل نوع من أنواع العنصرية مظاهره وإرثه الفريد في بعض الأحيان، وهناك كثير مما يمكن قوله لفهمه، وهذا أفضل لمقاومته.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هكذا هي الحال مع الإسلاموفوبيا وحاجة المحافظين إلى إلقاء نظرة فاحصة مطولة على أنفسهم، والتفكير قليلاً في الأمر. سيكون من قبيل الابتذال والتبسيط، وحتى التهجم، القول إن حزب المحافظين يعاني مع الإسلاموفوبيا المشكلة نفسها التي واجهها حزب العمال (أو لا يزال يواجهها) مع معاداة السامية قبل خضوعه إلى تنوير جزئي، لكن أوجه التشابه بين المشكلتين مدهشة ومزعجة.

ويبرز التردد الشديد نفسه في معاقبة شخصيات الحزب على قولها أشياء معادية للإسلام كما كانت الحال عندما واجه حزب العمال تصريحات معادية للسامية من قبل نواب وأعضاء منتمين إليه، ولا سيما في مواقف عبر الإنترنت. والإجراءات، حيث تُتخَذ، تكون مترددة وفاترة. لو أن لي أندرسون قال ببساطة وبسرعة "آسف" لتصريحه بأن صادق خان ولندن كانا تحت سيطرة الإسلامويين (أي الإرهابيين) "رفاقه"، من دون أن يتراجع عن المشاعر الكامنة وراء تصريحاته ومن دون أن ينكرها، لكان في الواقع لا يزال عضواً في كتلة حزب المحافظين البرلمانيين.

تحت الضغط، يخفف اليوم جزئياً مما قاله، لكنه لا يزال يرفض التراجع عنه، على رغم أنه قطع شوطاً قبل أن يُظهِر أنه فهم لماذا كان ما قاله معادياً للإسلام، كما لو أن فعل التوبة الأخير أثقل من أن يتحمله كبرياؤه. يظهر ذلك فهماً غير مكتمل للإسلاموفوبيا، فضلاً عن بعض الجهل المتعمد بحقيقة أن عمليات الشرطة لا يسيطر عليها السياسيون في لندن أو في أي مكان آخر – وإلا فقد يحدد أندرسون لرجال الشرطة من يعتقلون (ويأمر "محامين ذوي ميول يسارية" بإدانتهم).

للإنصاف، هذا آخر ما تفوه به أندرسون: "لقد وقف خان مكتوف اليدين وسمح لشرطتنا بأن تغض الطرف عن المشاهد المثيرة للاشمئزاز التي انتشرت حول البرلمان. ليس في نيتي إغضاب أي شخص، فأنا أؤمن بحرية التعبير وأحترم الناس من الخلفيات كلها بنسبة 100 في المئة. ليست غالبية المسلمين العظمى إسلامويين، وبالطريقة نفسها، ليست غالبية المسيحيين العظمى محافظين أو اشتراكيين. الغالبية العظمى من أصدقائنا المسلمين في المملكة المتحدة هم مواطنون محترمون يعملون بجد ويقدمون مساهمة مذهلة في مجتمعنا، ولا ينبغي إلقاء اللوم على دينهم في تصرفات أقلية صغيرة من المتطرفين".

لا ينبغي أن يصل الأمر إلى هذا الحد. حتى الآن، سيقول جميع من هم في قيادة الحزب، أوليفر دودن، وغرانت شابس، وريشي سوناك نفسه، إن أندرسون "أخطأ" عندما قال إن خان كان دمية في يد إرهابيين إسلامويين. وهم يفشلون في أن يروا أن كلمات أندرسون، أو يقروا، بأنها كانت مثالاً على الكراهية ضد المسلمين أو أنه، أي أندرسون، إسلاموفوبي.

في الواقع، نفى دودن أن يكون لي العزيز جداً، على رغم سجله الصريح، "قصد أن يكون معادياً للإسلام". قد يخالفه أندرسون الرأي. وحتى لو لم يفعل، إذا تحلينا بحسن النية، يشير الموقف إلى أن طبيعة الإسلاموفوبيا الخاصة غير مفهومة في صفوف الحزب – بالطريقة التي لم ير بها معادو السامية في حزب العمال سبب معاداة آرائهم للسامية.

كلما ارتفع مستوى المرء في حزب المحافظين، وكلما زاد التهديد المحتمل الذي تواجهه القيادة وما تبقى من تماسك الحزب، كان المرء أكثر حصانة من التوبيخ. لقد أُقصِي أندرسون من التجمع الحزبي في البرلمان لقوله إن لندن يسيطر عليها الإسلامويون، أما سويلا برافيرمان فلا تواجه أي اعتراض لقولها إن بريطانيا يسيطر عليها الآن الإسلامويون.

وفق دودن، لم تنتقد ليز تراس ستيف بانون لوصفه تومي روبنسون [الناشط البريطاني المعادي للإسلام] بالـ"بطل"، عندما شاركت هذا الخبير الاستراتيجي السابق لترمب في "مؤتمر العمل السياسي المحافظ" الأسبوع الماضي، لأنها ربما لم تدرك ما قاله بانون، على رغم أنه كان يقف إلى جانبها، ويتسم بأنه ذرب اللسان إلى درجة كبيرة، وعلى رغم صوت الكلمات المرتفع من خلال نظام تضخيم الصوت. بدلاً من ذلك، جعلت روتشديل [الدائرة الانتخابية المذكورة سلفاً] تبدو مركزاً للعنف الإسلاموي. أو ربما كانت تراس تمارس السخرية الإنجليزية كما تفهمها ولم يفقه البعض منا ذلك.

واعتاد حزب العمال أن يكون في حالة من الإنكار لمعاداة السامية، مع أهميتها التاريخية الخاصة، ويفضل أن يسميها كراهية معادية لليهود، وكان كوربين دائماً يضمها إلى صيغة ما تتعلق بإدانتها تماماً "مثل أشكال العنصرية كلها" وبأنها لا مكان لها في حزب العمال. لهذا أُدِين، لكن على الأقل كان في مقدور كوربين أن ينطق بعبارة "معاداة السامية".

الآن نجد أن سوناك ووزراءه يستخدمون أنواع اللغة المراوغة نفسها التي اعتاد عليها كوربين وحلفاؤه، ولا يمكنهم أن يرغموا أنفسهم بنطق كلمة "الإسلاموفوبيا". وهكذا، يعلن سوناك ببساطة: "أعتقد بأن العنصرية أو التحيز من أي نوع غير مقبول على الإطلاق، ويجب علينا القضاء عليه".

وكما هي الحال دائماً، تكون كيمي بادينوش، التي أُسِيء تعيينها في شكل مؤسف وزيرة للمساواة، أكثر مباشرة، في الرد على الرئيسة الإدارية لحزب العمال أنيليز دودز، بالقول "نستخدم مصطلح الكراهية المعادية للمسلمين". ويوضح ذلك أن القانون يحمي المسلمين. "في هذا البلد، لدينا تقليد فخور بالحرية الدينية وكذلك حرية انتقاد الدين. يخلق تعريف الإسلاموفوبيا الذي تستخدمه [دودز] قانون تجديف غير مباشر إذا جرى تبنيه".

ربما يكون من الأفضل أن ننحي جانباً أي أسئلة حول كيفية تناسب مصطلح معاداة السامية مع عقيدة بادينوش وأن ننتقل إلى نهج بناء أكثر.

ربما حان الوقت لكي يعترف المحافظون بأن لديهم مشكلة (يمكنهم القيام بذلك سراً إذا كان العلن محرجاً لهم)، ويبدأوا بهدوء في الإشارة إلى أتباعهم إلى خطأ إلقاء اللوم على المسلمين جميعاً في شأن أعمال الإرهاب أو أنشطة العصابات التي تستميل القاصرات أو أي شيء آخر، كأن المسلمين مسؤولون في شكل جماعي والمصدر الوحيد للإرهاب أو الاعتداءات الجنسية على الأطفال.

يمكن لقادة حزب المحافظين أن يشيروا إلى أن الإرهابيين لا "يملكون نفوذاً" على أي متحدر من أصل إسلامي يتولى منصباً عاماً في بريطانيا؛ ينبغي ألا يساووا بكسل بين الجميع. لكن تشابهاً مع معاداة السامية يستحق المقارنة يبرز هنا – إلقاء اللوم على اليهود لما تفعله الحكومات الإسرائيلية، وبناء مؤامرات فاحشة على طقوس دينية مفترضة. يمكننا أن نُظهِر في شكل مفيد للغاية كيف أن جوانب التعريف الذي يوفره "التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست" لمعاداة السامية تضيء كيف يمكن للناس أن ينزلقوا إلى الإسلاموفوبيا.

ويفيد التحالف في شكل صحيح بأن معاداة السامية تنطوي على ما يلي: "تقديم مزاعم كاذبة أو نازعة للصفة الإنسانية أو مشيطنة أو نمطية حول اليهود في حد ذاتهم أو حول قوة اليهود في شكل جماعي – خصوصاً لكن ليس حصرياً، على غرار الأسطورة التي تتناول مؤامرة يهودية عالمية أو سيطرة اليهود على وسائل الإعلام أو الاقتصاد أو الحكومة أو مؤسسات مجتمعية أخرى".

وما يلي: "اتهام اليهود كبشر بأنهم مسؤولون عن مخالفات حقيقية أو متخيلة يرتكبها شخص يهودي أو مجموعة يهودية، أو حتى عن أفعال يرتكبها غير اليهود".

أحلوا كلمة "مسلمين" محل كلمة "يهود"، لأغراض الإضاءة على الموضوع، فلربما يرى أمثال لي أندرسون الافتراضات والأحكام المسبقة الأعمق التي تكمن وراء كلماته. بمجرد أن يفهم المرء أن المسلم الذي هو جاره أو زميله في المدرسة أو زميله في العمل أو مجرد شخص يمر به في الشارع ليس مسؤولاً عن تفجير مانشستر أرينا أو هجمات السابع من يوليو (تموز) – وأن هذا المسلم يعتبر جرائم القتل هذه أعمالاً بغيضة مثلما هي في نظر أي شخص آخر – يتحقق بعض الفوز في هذا الصراع.

ما يحتاج المحافظون إلى القيام به الآن واضح. يحتاجون إلى الاعتراف بوجود مشكلة. من خلال ما يمكن تمييزه من رسائل "واتساب" مسربة وأنشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، لا يرى كثيرون من مؤيدي المحافظين واليمينيين أي خطأ في ما قاله أندرسون، بل ويعتقدون بأن الإسلاموفوبيا هي وصف مختلق لاعتقاد عقلاني.

يحتاج حزب المحافظين، إذا أصبح جاداً في هذا الصدد، إلى تأديب المعادين للإسلام وطردهم من صفوفه. ويتعين عليه تعيين مستشار مستقل خبير في الكراهية التي تستهدف المسلمين. هو بحاجة إلى قائد يتولى زمام هذا الجهد من أعلى الهرم. هو بحاجة إلى قبول مصطلح الإسلاموفوبيا واعتماد تعريف عملي له (في غضون ذلك، لدى المجموعة البرلمانية المؤلفة من الأحزاب كلها والمعنية بالإسلاموفوبيا و"صندوق رانيميد" مسودات ممتازة متاحة بسهولة في هذا الشأن). وعليه مواصلة الجهد.

إذا كان المحافظون يمتعضون قليلاً من المعركة ومن تنفير "مؤيديهم"، يمكنهم دائماً أن يطلبوا من ستارمر بعض النصائح. لقد مر بتجربة مشابهة. والآن يحين دورهم.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء