Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مهندسة عراقية تحول النفايات إلى سماد

تجمع المخلفات العضوية وتعيد تدويرها لمنتجات صديقة للبيئة وزراعة المحاصيل في صوب

فتيان يجمعان المواد القابلة لإعادة التدوير في مكب النفايات في بغداد (رويترز)

ملخص

مهندسة عراقية لديها حلول لمشكلة النفايات وتعمل على حماية البيئة

تجمع المهندسة العراقية مروة النعيمي النفايات منذ أعوام وتعمل لساعات طويلة في حديقتها الصغيرة أملاً في تحويل تلك النفايات إلى أسمدة.

وقالت النعيمي "بدأت بالمشروع في حديقة بيتنا، هي متر في ستة أمتار، وبدأت أجمع في داخلها مخلفاتنا ومخلفات الجيران وبعدها أجريت تجربة لكنها فشلت 100 في المئة، إلا أنها زادتني عزماً وإصراراً على هذا الموضوع لأنني أعرف أن الفشل هو أول خطوات النجاح".

وأوضحت المهندسة العراقية أنه "بعدها، بدأت بمرحلة جديدة فاستعنت بخبراء وأشخاص من داخل العراق وخارجه وانضممت إلى برنامج لإدارة النفايات حتى أتقن هذه العملية والحمد لله والشكر، بتنا اليوم في مزرعة كبيرة جداً، إذ بدأنا بواحد متر مربع وحالياً لدينا أربعة دونمات (نحو 4 آلاف متر مربع) نعمل فيها ونزرعها ونوفر تربة غنية وصالحة للزراعة". 

وتدير  النعيمي الآن هذه المزرعة الكبيرة وتعيد فيها تدوير النفايات العضوية وتحويلها إلى أسمدة صديقة للبيئة وزراعة المحاصيل في صوب.

وقالت "نحن كشعب عراقي لدينا عادات، ومن أهم تقاليدنا أنه إذا قصدنا أحد المطاعم، فنطلب كثيراً من الوجبات، وتبقى بذلك بقايا طعام وتتكدس ثم ترسل إلى مطامر النفايات، ولكن من دون حلول جذرية. لذا فكّرنا في كيف نستطيع أن نقلل من هذه النفايات التي في الوقت نفسه تزيد غاز الميثان وهو واحد من أهم الغازات الدفيئة المضرة في ما يخص التغير المناخي والاحتباس الحراري، إضافة إلى زيادة الأمراض التي تصيب الناس، ومنها الأمراض الرئوية والجلدية".
 
وتردف أنه "أردنا أن نسهم في تقليل النفايات وفي الوقت نفسه أن نقلل التلوث بالتربة والمياه والهواء، وكذلك أن نحسن من خواص التربة الزراعية العراقية، وننتج محاصيل زراعية عضوية تكون صحية ولا تحوي مواد مسرطنة". 

وذكرت مروة، وهي أم لابنتين وتبلغ من العمر 39 سنة، أنها شعرت بالإحباط كامرأة عندما غامرت بالدخول في ما يصفه الآخرون بأنه "عالم الرجال".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشرحت أن "المرأة العراقية تعترضها مشكلات كثيرة وتواجه تحديات عندما ترغب في تنفيذ أي فكرة حتى لو كانت مشروعاً داخل البيت، فهناك الأعراف والتقاليد والمجتمع العشائري، وأنا مثل هذه المرأة، عشت في العراق ودرست فيه، وواجهت هذه المصاعب والتحديات، وسمعت كلاماً من قبيل أني لا أستطيع أن أنجح في هذا المجال وكيف تذهبين إلى مكبات النفايات وما أدراك بأمور الزراعة". 

وإذ اعترفت النعيمي أن "كل هذه محبطات"، أكدت أنه كان لديها إصرار وشغف وإيمان بأنها ستتمكن من تحقيق هدفها مثلما نجحت نساء عراقيات كثيرات تميّزن في مجالات عدة ومنها المجالات الزراعية، وأخريات في مجالي العلوم والطب، وقالت "لهذا السبب قررت أن أستمر والحمد لله والشكر، أصبحت كما ترون جزءاً من المجتمع العراقي وأحاول أن أنشر الوعي في الشابات من حولي وتحفيزهن حتى يبدأن مشاريعهن، خصوصاً البيئية والزراعية منها". 

ومشروعها الذي يحمل اسم "مؤسسة مشروع الذهب الأخضر للتنمية"، هو وسيلة لتمكين نساء أخريات من بدء مشاريعهن البيئية الخاصة ونشر الوعي بتغير المناخ.

وقالت مروة "أقمنا ورشات عدة لتمكين الشابات وتحفيزهن حتى يفكرن بتحسين المهارات الزراعية والبيئية ويتمكّن من إطلاق مشاريع خاصة بهن وأفكار خاصة بهن لكن تخص البيئة والمناخ وحتى الطاقة المتجددة، وكل ذلك بهدف إنعاش الاقتصاد العراقي وتطوير عقلية الشابات ومهاراتهن في هذا الاتجاه". 

وأوضحت أن "الجزء الثاني من المشروع يتعلق بزيادة الوعي البيئي للأفراد والمؤسسات، إذ بدأنا في جزء من المزرعة بزراعة شتلات تتحمل درجات الحرارة العالية وقلة المياه وهي نباتات شمسية كي نشجع الناس على الزراعة، مما قد يسهم في تلطيف درجات الحرارة المرتفعة في العراق وسط قضية التغير المناخي وأزمة شح المياه في البلاد".

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة