Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انهيار منجم ذهب في تركيا يثير مخاوف تسمم نهر الفرات

تخوف في شمال شرقي سوريا من تسرب "السيانيد" وحدوث كارثة بيئية وصحية

ينبع نهر الفرات من داخل الأراضي التركية ويشكل مصدراً رئيساً للمياه في كل من سوريا والعراق (اندبندنت عربية)

ملخص

أصدرت وزارة البيئة بياناً أعلنت فيه "إغلاق المجرى الذي يصل فيه نهر سابرلي إلى الفرات"

بعد قرابة شهر من انهيار منجم للذهب وانجراف الأوحال والمواد الكيماوية المختلطة مع التربة إلى مقربة من رافد لنهر الفرات، جنوب تركيا، حذرت الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا من وقوع كارثة تؤثر في البيئة وتسمم مياه النهر.

وتتخوف الإدارة الذاتية من أن تتسبب الأمطار الغزيرة وذوبان الثلوج من تسريب مادة "السيانيد" السامة إلى رافد لنهر الفرات في ولاية أرزنجان شرق تركيا، حيث يقع منجم "تشوبلر"، قرب منطقة "إيليش"، حيث انزلقت الأتربة المغسولة بالمواد الكيماوية وتسببت في حصار تسعة عمال.

 

ونقلت وكالات الأنباء عن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا قوله إن الانهيار حدث على طول منحدر يبلغ ارتفاعه نحو 200 متر، وإن الحجم الإجمالي للكتلة المنزلقة من التربة يصل إلى 10 ملايين متر مكعب. وأضاف يرلي كايا أن التقديرات تشير إلى أن "الكتلة تحركت نحو 800 متر، وبسرعة 10 أمتار في الثانية في المتوسط".

كما أدلى رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم بتصريح للصحافيين في المنطقة، وأجاب عن سؤال متعلق باحتمال تسرب مادة "السيانيد" إلى نهر الفرات، وقال إن "المادة الكيماوية محفوظة في مكان منفصل".

وأصدرت وزارة البيئة بياناً أعلنت فيه "إغلاق المجرى الذي يصل فيه نهر سابرلي إلى الفرات، لمنع وصول المواد المتدفقة إلى الأخير".

"كارثة على الصحة والبيئة"

من جهتها، نشرت القيادية في "حزب الشعب الجمهوري" زليخة آكساز شاهباز مقطع فيديو، في نهاية فبراير (شباط) الماضي، تتحدث من موقع المنجم المنهار، ويظهر خلفها النهر الرافد للفرات "سابرلي" المتاخم لكتلة الأتربة المنهارة وجبال مغطاة ببعض الثلوج، معتبرة أن الانهيار يشكل كارثة بيئية وصحية، وقالت القيادية في حزب الشعب الجمهوري لـ"سي أن أن تورك" إن الذي "حدث في موقع منجم الذهب الذي تديره شركة "أناغولد" في إيليش بأرزنجان، ليس مجرد كارثة على الصحة العامة، ولكنه أيضاً جريمة إبادة بيئية".

وأفاد مصدر صحافي، فضل عدم ذكر اسمه، وتابع ميدانياً الحدث في الولاية التركية منذ لحظاتها الأولى، بأن حادثة المنجم لم يعد محط اهتمام كبير لدى الأوساط التركية في الأيام الأخيرة، وأنه لا توجد تأكيدات من تسرب "السيانيد" حتى اللحظة إلى مياه النهر القريب من موقع الانهيار، وأن الأوحال وصلت إلى مسافة 300 متر من النهر، حيث كانت تعمل الجرافات على إنشاء حفر وسدود ترابية لإيقاف تدفقها في الوادي المتحدر نحوه، وأكد أنه، حتى الآن، لم تظهر أي علامات على تسرب "السيانيد" مثل نفوق الأسماك في مجرى النهر.

التوقف عن شرب مياه الفرات

من جهتها، طالبت السلطات الصحية في منطقة كوباني (عين العرب) السورية، قبل أيام، الأهالي القريبين من نهر الفرات بالامتناع موقتاً عن استخدام المياه الجارية والاعتماد على الآبار والمياه الجوفية خشية تسرب مادة "السيانيد" إليها.

وقال الرئيس المشترك لهيئة البيئة في الإدارة الذاتية إبراهيم أسعد إن "انهيار المنجم أدى إلى تسرب كميات كبيرة من مادة السيانيد القاتلة، والتي تستخدم في فصل الذهب عن المواد الأخرى، إضافة إلى المواد الكيماوية المستخدمة باستخراج الذهب والمعادن، وإن هذه المواد تحتاج إلى قرون من الزمن حتى تتحلل في الطبيعة إضافة إلى النفايات الناجمة عن استخراج الذهب، مع هطول الأمطار بغزارة وارتفاع مستوى المنسوب المائي للنهر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع أنهم، كهيئة البيئة لإقليم شمال وشرق سوريا، يراقبون آثار هذه الكارثة البيئية عن قرب "كون الانفجار الذي حدث، من ناحية، لها تداعيات على البيئة عموماً، وعلى نهر الفرات بخاصة"، حيث يشكل النهر المصدر الرئيس للزراعة ومياه الشرب للسكان في المنطقة.

الشفافية في الكشف

ولفت أسعد إلى أن تركيا تتعمد حجب الحقائق عن آثار حادثة انهيار المنجم، وأنهم اتخذوا جملة من الإجراءات الأولية من خلال تشكيل لجنة لمراقبة مياه النهر ومتابعة تداعيات تسرب المادة الكيماوية إلى النهر، وجرى أيضاً أخذ عينات من مياه نهر الفرات، من أماكن مختلفة وتحليلها، بغية التأكد من تلوث النهر من عدمه، وقال المسؤول في الإدارة الذاتية إن التحاليل الأولية كانت سليمة، والعينات كانت خالية من مادة "السيانيد"، مشدداً على استمرار هذه الإجراءات "بين الحين والآخر حتى نتأكد تماماً من عدم تسرب مادة السيانيد إلى النهر".

وناشد أسعد المنظمات والحركات البيئية والإنسانية "الكشف عن هذه الكارثة البيئية وإعلام الرأي العام وتوضيح الحقائق للمجتمع الدولي".

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة