ملخص
أثار قرار فصل طالبة جامعية عراقية وضعت صورة لصدام على قبعتها في حفل التخرج موجة استياء بين جيل الشباب موضحين أنها لا تستحق العقوبة، ليخرج من "قبعة التخرج" سجال تاريخي في شأن تقييم حقبة حزب البعث بالبلاد.
مع اقتراب نهاية السنة الدراسية تقيم الجامعات العراقية حفلات التخرج التي يتخللها بالطبع التقاط الصور الجماعية لطلاب المراحل النهائية، ومع حرص الطلاب على خصوصية احتفالية كل سنة بما تتضمنه من ملابس واستعراضات باتت تجابه بالانتقادات للمبالغة في الاحتفال وما يتخلله من سلوك يراه البعض بأنه لا يتلاءم مع الحرم الجامعي.
هذا العام طغت ظاهرة رفع الصور في الاحتفالات. ففي نهاية الحفل وأثناء التقاط الصور الجماعية رفع بعض الطلبة صوراً لذويهم الذين غادروا الحياة وهناك من رفع صوراً لشخصيات دينية ولقيادات موالية لإيران وزعماء ميليشيات وفصائل مسلحة.
غالباً ما يثير رفع هذه الصور الجدل حول ما تبقى من قيم عليا تحتفظ بها الجامعات؟ وكيف تحول الحرم الجامعي مكاناً للتجاذبات السياسية وانعكاساً لما أصاب المجتمع من تشتت بدلاً من أن يكون مكاناً لرأب الصدع الذي طال المجتمع العراقي بفعل الأزمات والحروب؟
ما حدث في كلية الرافدين الأهلية فتح الباب أمام سجال طويل أبطاله جيل الشباب الذي لم يعاصر حقبة ما قبل عام 2003، كما امتد أيضاً للأجيال التي عاصرت تلك الفترة.
البداية
بدأت القصة بارتداء طالبة جامعية في كلية الرافدين الأهلية قبعة تخرج مطبوعاً عليها صورة للرئيس الراحل صدام حسين، وبعد انتشار الفيديو بدأت الآراء تتباين في وسائل التواصل الاجتماعي بين من يطالب بتوجيه أقسى العقوبات للطالبة، ومن يرى أن العقوبات التي تطاول الطالبة لا بد أن توجه أيضاً للطلبة الذين يرفعون صوراً لشخصيات موالية لإيران وإلا ستكون العقوبة انتقائية ولدوافع سياسية.
فصل الطالبة
لم تتأخر جامعة الرافدين الأهلية في توجيه عقوبة الفصل للطالبة، إذ نشرت الجامعة وعلى صفحتها الرسمية الأمر الإداري المتمثل بقرار فصل الطالبة للفترة المتبقية من العام الدراسي لمخالفتها ضوابط الحرم الجامعي.
قرار الفصل يثير الاستياء
يقول شاب يدعى سيف الدين المهنا، إن الطالبة بحكم عمرها لم تكن بعثية ولم يثبت أنها ابنة عائلة بعثية، ليشير بعدها إلى فشل تجربة أحزاب الإسلام السياسي وغيرها منذ 2003 في تقديم نموذج دولة تحترم المواطن وراء تأييد المرحلة السياسية التي سبقتها.
قرار فصل الطالبة أثار موجة استياء بين جيل الشباب موضحين بأنها لا تستحق عقوبة الفصل، متسائلين هل ستنهج الجامعات العراقية النهج نفسه بالنسبة إلى الطلبة الذين رفعوا صور خامنئي الذي حارب شعب العراق.
الطبيعة القانونية للعقوبة
تقر تعليمات انضباط الطلبة في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي رقم 160 لسنة 2007 في الفقرتين (11 و12) بمنع النشاط السياسي والحزبي بجميع أشكالها كون الجامعة مؤسسة تعليمية لا مكاناً للعمل الحزبي والسياسي، لكن ما يلاحظ بأن الجامعات العراقية لا تلتزم نصوص هذه المواد فغالباً ما توجد ملصقات وصور لشخصيات دينية أو شخصيات ترتبط بالفصائل الموالية لإيران، وعليه فإن القوانين في العراق بالغالب تمارس بطريقة انتقائية وذات أبعاد سياسية.
يقول المتخصص في مجال القانون الدكتور أسامة شهاب حمد الجعفري إن تمجيد رموز البعث والترويج لها فعل مجرم بموجب الفقرة (ثالثاً) من المادة (5) من قانون حظر البعث والكيانات والأحزاب والأنشطة العنصرية والإرهابية والتكفيرية رقم 32 لسنة 2016، وقرر هذا القانون عقوبة لـ"تمجيد رموز البعث" تصل إلى السجن لا تزيد على 10 سنوات، وهذا الحكم يشمل عامة الشعب سواء كانوا داخل الحرم الجامعي أم خارجه فهو قانون عام.
الجعفري أشار إلى أن عقوبة الفصل التي شملت الطالبة للعام الدراسي الحالي 2023-2024 تصنف بأنها عقوبة ذات طابع إداري وليست جنائية، استناداً إلى تعليمات انضباط الطلبة في مؤسسات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي رقم 160 لسنة 2007 التي قررت في المادة الأولى أن يلتزم الطالب القوانين والأنظمة وأن انتهاك هذا الالتزام يعرض الطالب إلى عقوبة الفصل لمدة لا تزيد على سنة دراسية واحدة بموجب المادة الخامسة من التعليمات.
جيل الشباب
غالباً ما تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لوزراء في حكومة ما قبل عام 2003، ينشرها شباب لم يعاصروا تلك المرحلة مرفقة بتعليقات لهم وهي "عندما كان العراق بلداً ذا سيادة"، أو "وزراء نزيهون بلا شبهات فساد".
في هذا السياق يرى الإعلامي الدكتور عمر حامد أن تعاطف شريحة من الشباب مع النظام السابق بسبب أخطاء النظام الذي جاء بعد عام 2003، إذ أدى فشل الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 في بناء العراق وكذلك انتشار الفساد والمحاصصة الحزبية لتعاطف شريحة الشباب مع النظام السابق، كما أن تصريحات بعض المسؤولين والنواب الحاليين في عديد من المقابلات التلفزيونية عن حقبة ما قبل 2003 وتأكيدهم أن النظام السابق لم يسرق من خزانة الدولة، أعطى دافعاً لبعض الشباب لتمجيد تلك المرحلة، وعليه فالطالبة التي وضعت صورة صدام حسين لا تخرج من عباءة شريحة الشباب الذين لم يعاصروا الحقبة الماضية ولكنهم يتعاطفون مع النظام السابق بسبب أخطاء النظام ما بعد 2003.
يضيف حامد أن هذا التعاطف يمتد إلى الأغاني الحماسية التي كانت معروفة في مرحلة ما قبل عام 2003، إذ يتم إعادة توزيع هذه الأغاني كونها الأكثر متابعة من قبل جيل الشباب بعد رفع الكلمات التي تتضمن تمجيد الرئيس الراحل صدام حسين.
السيادة في المقدمة
استطلعنا آراء جيل الشباب الذين لم يعاصروا الفترة الزمنية لحكومة حزب البعث وطلبة الجامعات الذين تم استطلاع رأيهم، واشترطوا عدم ذكر أسمائهم.
تقول إحدى طالبات كلية الهندسة "لماذا لا يحاسب الطلبة الذي رفعوا صوراً لخامنئي وسليماني وهؤلاء أجرموا في حق شعب العراق في حين تحاسب طالبة رفعت صورة لرئيس عراقي سابق".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تضيف "لماذا علينا إنكار أن هناك إيجابيات رافقت مرحلة حزب البعث، فالدولة سابقاً كانت دولة حقيقية قادرة على مواجهة التحديات واسترداد الحقوق المسلوبة".
يوضح طالب آخر أن بعض الشباب يرون أن مرحلة ما قبل عام 2003 هي مرحلة السيادة والأمان الذي غاب. الآن "تتحكم إيران بكل شيء من طريق الفصائل التابعة لها، كما أن الجيش التركي ينتهك السيادة العراقية، فبالتأكيد ينجذب جيل الشباب للمرحلة التي يعتقدون أنها مرحلة تتعلق بوجود دولة فرضت سيادتها على كل أراضيها".
يؤكد نور فكرة السيادة التي غالباً ما ترافق الحديث الذي يتداوله جيل الشباب عن فترة حكومة النظام السابق، كان هناك نظام وقانون حقيقي يشعر من خلاله المواطن بالأمن وضمان جميع حقوقه وتغيب فكرة الطائفية، فمن الطبيعي أن تتولد لدى جيل الشباب فكرة أن الحكومة ما قبل 2003 هي الأفضل مقارنة بالحكومات الحالية التي لن نجني منها غير الدمار والفساد.
يضيف أن غياب العقيدة الوطنية للحكومات بعد 2003 أبعد الشباب عن تأييدها، فالغالب منهم يعمل وفق أيديولوجيات لصالح الدولة التي تدعمه والكل يمرر أجندات تملى عليه. ولعل مقاطعة الانتخابات الأخيرة دليل على رفض الشعب لهم، فهم لا يملكون أي شرعية سوى التهديد والقتل لفرض إرادتهم.
تحت المجهر
مع غياب إحصاءات دقيقة لقياس الرأي العام لتحديد من يؤيد أو يعارض النظام السابق يرى الناشط السياسي منتظر عبدالكريم، أن جيل الشاب ينظر إلى النظام السابق بعدة اتجاهات، الأول هو الرافض لنظام صدام بسبب بشاعة جرائمه، وفشله العسكري في ثلاث حروب، والفشل السياسي جراء العزلة الدولية والإقليمية، والفشل الاقتصادي، جراء العقوبات.
أما الاتجاه الثاني وهو المؤيد للنظام فيرى عبدالكريم أن أسباب تأييد هذه الفئة يعود إلى عدة عوامل "أبرزها الثقافة الاجتماعية الموروثة أو التي رسختها الأنظمة الاستبدادية المتعاقبة، التي تنظر للظالم المستبد بنظرة إكبار وعظمة".
يتمثل العامل الثالث والأخير في دور وسائل التواصل التي تظهر صدام بصورة البطل الذي جعل للعراق هيبة"، كما يعد عامل فشل نظام ما بعد 2003 أحد العوامل التي تغذي فئة المؤيدين للنظام السابق. ويرى عبدالكريم أن النشأة العائلية من الممكن أن تؤثر في ميل جيل الشباب لتأييد النظام السابق. وما بين الاتجاه المؤيد والمعارض هناك الفئة الأخيرة من الشباب غير المبالين بالسياسة والشأن العام واهتماماتهم تقتصر على ذواتهم.
يوضح أستاذ الكاريكاتير بمعهد الفنون الجميلة أحمد المتدلاوي أن هناك فئة من الشباب من الذين ينحدرون من عائلات كانت منخرطة بأجهزة النظام السابق أو من المستفيدين منه نراهم يؤيدون النظام. إضافة إلى وجود فئة تعتقد أن النظام السابق هو الأفضل كونها عاصرت انهيار المجتمع العراقي في ظل حكم أحزاب الإسلام السياسي.
الحزب الوطني
أما وسام ميمر، المشارك في حراك أكتوبر (تشرين الأول) 2019، فيرى أن هناك شريحة من الشباب المطلعة بصورة جيدة على التاريخ السياسي للعراق ووصلوا لنتيجة بأن حزب البعث لا يختلف عن الأحزاب الحاكمة الحالية، فكلاهما أصبح حلقة مرتبطة بالثانية قادت العراق والعراقيين إلى الدمار والتخريب وما زال البلد يسير نحو المجهول بسبب سياستهم.
ميمر يوضح أن الفئة الأخرى من الشباب ترى الحكومات المتعاقبة بعد 2003 هزلية يقودها حفنة من اللصوص وأحزاب بعيدة الولاء لفكرة الوطن، فتبدأ هذه الشريحة مقارنة مع حزب البعث وترى أن الأخير حزب وطني، ولاؤه للعراق ولم يسرق من المال العام ولم تنتهك سيادة البلاد إبان حكمه كما يحدث اليوم.
التطرف
من جانبه، يرى الكاتب والصحافي رسلي المالكي أن جيل الشباب ينقسمون في آرائهم تجاه النظام السابق بين مؤيد ومعارض، ويرى أن الفريقين متطرفان بتوجيههما، وإن لم يشهدا النظام السابق بل إنهما سمعا وتأثرا فذهب أحدهما يذمه والآخر يمجده.
فالمعارض غالباً ما يكون من استفاد من النظام السياسي الحالي وإن كان قد فقد سيادة بلده، "فهو يرى بعينه كيف يستباح العراق من كل الأطراف ويتحول إلى مهزلة حقيقية، لكن طالما هو مستفيد فلا يبالي بالأوضاع، أما السبب الثاني فهو الدافع الطائفي، وشعور بأن السلطة له على رغم أنه يرى بعينه أيضاً مهازل هذه السلطة في إدارة البلاد".
أما الجانب المؤيد للنظام السباق فيرى أن تردي الأوضاع الحالية لم تكن لتحدث لو بقي النظام السابق، على رغم أنه لم يكن مثالياً مع غياب الحريات والصعوبات الاقتصادية بسبب الحصار، لكنه يميل تجاه النظام السابق لأنه يعتقد أن العراق كان دولة مهابة.
رؤية ضبابية
يشير الصحافي وصانع المحتوى أحمد الحسيني إلى أن جيل الشباب من مواليد عام 1998 وما تلاها لديهم رؤية ضبابية حول النظام السابق وشخصية صدام حسين، فالمعلومات حوله وحول شخصية الرئيس الأسبق وصلت لهم عبر منصات "يوتيوب"، إذ أشارت إحصائية جرت في 2017 بأن أكثر الشخصيات التي جرى البحث عنها في "يوتيوب" المحتوى العربي هي صدام حسين فيرى هذا الجيل أن حكومة ما قبل 2003 قوية ومنظمة.
الحسيني يرى أن أولوية الأمن تكون بالغالب موضوعاً للمقارنة بين الأنظمة، ومن المؤكد ترجح كفة النظام السابق مع المقارنة مع حكومات ما بعد 2003 بسبب الأمن الذي كان سائداً في تلك المرحلة.
ما قبل 2003
يرجح الجيل الذي عاصر النظام السابق أسباباً عديدة تجعل الجيل الجديد يؤيد النظام السابق، إذ يرى الكاتب صالح الحمداني أن أسباب التأييد محض رد فعل على تردي الأوضاع الحالية، بخاصة تجاه افتقاد العراق المؤسف للسيادة، وضياع مكانته وهيبته بين الدول العربية، إضافة إلى تأثير العائلة والأقارب من المعجبين بالنظام السابق على الشباب.
يشير الحمداني إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على توجهات الشباب، فيقول لا ننسى تأثير حملات تمجيد النظام السابق في السوشيال ميديا، والمقابلات مع رجال النظام السابق التي تظهر الديكتاتور ورجاله على أنهم رجال دولة أنقياء وتنفي عنهم الجرائم. هذا كله يضاف له اعتقاد بعض الشباب أن ما فعله النظام السابق كان عادلاً تجاه من يحكمون الآن، بسبب ما يعيشه العراق من فساد وانفلات وفوضى.
جيل الصدمة
يشخص الأكاديمي والباحث في علم النفس الاجتماعي والسياسي الدكتور حيدر الجوراني الجوانب النفسية لطبيعة هذا الجيل، ويشير إلى أنه الجيل الثاني من الصدمة النفسية، وبحسب البحوث والدراسات النفسية فإن الجيل من مواليد 2003 هو جيل لأبوين عاصرا ثلاث حروب ضمن ثلاثة عقود من حياتهم، وهذا مما يجعل آثار الصدمة النفسية الانتقالية عند الجيل الحالي.
يضيف "هذا الجيل نفسه عاصر تجارب من العنف المسلح بعد 2003، وهو ما يعقد التركيبة النفسية له مع الإهمال لتشخيص كهذا، فمن غير المنصف بأن نحكم على هذا الجيل بأنه يحترم النظام السابق أو رموزه لمجرد حالات فردية ربما تكون ذات دوافع طائشة أو لغرض جذب الانتباه".
تدريس مادة جرائم حزب البعث
أقرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الـ13 من أغسطس (آب) 2023 اعتماد المنهاج الدراسي "جرائم حزب البعث البائد" في الجامعات الحكومية والأهلية ولجميع التخصصات، المنهاج الدراسي الذي يقع في 85 صفحة أثار الجدل حول الجدوى من تدريسه.
يتساءل أحد طلبة كلية الصيدلية عن الجدوى من تدريس مادة جرائم حزب البعث، "نستغرب كطلبة من تدريس هذه المادة فالنظام الحالي لا يخلو من جرائم فحكومات ما بعد 2003 لم تجلب سوى الدمار والفساد وخلق الطائفية".
في هذا السياق يرى الكاتب صالح الحمداني أنه مع بدايات تشكيل الدولة ما بعد 2003 كان يمكن أن يكون تدريس جرائم البعث مجدياً، لكن الآن أصبح غير مجد فغالب الجرائم تكررت تقريباً، ومن كل القوى الموجودة في العراق من عنف إلى قمع إلى إخراس للأصوات المعارضة.
على الصعيد ذاته يذكر الروائي والطبيب زيد بريفكاني أنه ضد تدريس جرائم البعث، لكنني مع تدريس وشرح التأريخ في كل حقبة من النواحي الاجتماعية والإنسانية والنفسية من دون تحيز، والاستعداد لتحمل الأخطاء والاعتراف بها، وكذلك إظهار المحاسن، فكل شيء يبقى وهو تأريخ إما يقبع في رؤوسنا أو ندرسه فيكون مصدراً للإلهام.
خطأ أكاديمي
أما حيدر الجوراني فيرى أن استحداث مادة جرائم البعث لتكون ضمن مناهج الجامعات العراقية خطأ أكاديمي، لأنها وبحسب الجوراني مادة ذات أهداف سياسية أكثر من كونها ذات أهداف تربوية أو تعليمية، فتدريس هذه المادة يمثل استثارة ومضية للذاكرة الصدمية في ضوء تشخيص هذا الجيل بجيل الصدمة الثانية أو الناقل لآثار الصدمة من جيل الأبوين اللذين عاصرا الحروب الثلاث.
يضيف، بدلاً من تدريس مادة جرائم البعث ذات الهدف السياسي كان الأحرى تدريس مادة سيكولوجيا العلاقات الأسرية للتثقيف المضاد للعنف الأسري المتزايد في مجتمع وجيلين من الآباء والأبناء هما تحت تأثير اضطرابات الضغوط ما بعد الصدمة وفقاً للمنظور العلمي والنفسي".
أما عضو القيادة القومية في حزب البعث ضرغام الدباغ فيرى أن البعث أخطأ ومن الممكن نقده بإيجابية وليس من طريق تدريس مادة جرائم البعث، هذا إجراء غير صحيح ويصب في النهاية لصالح حزب البعث. ويشير إلى أنه كان معارضاً وبقوة للبعثيين، لكن هناك من البعثيين من خدم العراق ولا يمكن إنكار ذلك.
أما الباحث والعسكري السابق فرات خورشيد فيذهب إلى أن الهدف من تدريس هذه المادة هو تسييس التدريس من خلال فرض منهج تعليمي يتضمن أكاذيب وإنكاراً لمرحلة تاريخية من تاريخ العراق عبر شيطنتها.
خورشيد يرى أن هذا المنهج يسعى إلى تبرير كل تلك الجرائم في حق العراق وشعبه وتحويل بوصلتها حتى ننسى من تسبب فيها ونبقى ندور في دائرة. وكتبوا وسطها عبارة منهاج جرائم حزب البعث البائد.