Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تونس تطلق تدريبات لمؤذنيها لتطوير قدراتهم الصوتية

كانت البداية بالاستعانة بأحد المعاهد الموسيقية لإتمام هذه المهمة

يواجه العديد من المؤذنين في تونس انتقادات بسبب أصواتهم (أ ب)

ملخص

في قرية "فج التمر" التابعة لولاية الكاف (شمال غربي تونس)، يفخر لطفي، وهو مؤذن، بأنه حظي بدورة تدريبية مكثفة من أجل أن يكون صوته أجمل عند إطلاق الأذان خصوصاً في الصباح، بعد انتقادات عدة في السنوات الماضية لأصوات المؤذنين.

استعانت السلطات الدينية في تونس بتدريبات موجهة إلى المؤذنين من أجل تطوير قدراتهم الصوتية عند أداء ورفع الأذان، في بلد يعرف انتشاراً واسعاً للمساجد التي شيد آلاف منها على إثر الانتفاضة التي أطاحت بحكم الرئيس زين العابدين بن علي في عام 2011.

 

ففي قرية "فج التمر" التابعة لولاية الكاف (شمال غربي تونس)، يفخر لطفي، وهو مؤذن، بأنه حظي بدورة تدريبية مكثفة من أجل أن يكون صوته أجمل عند إطلاق الآذان خصوصاً في الصباح، بعد انتقادات عدة في السنوات الماضية لأصوات المؤذنين.

وقال لطفي إنه تلقى التدريبات برفقة عشرات من زملائه، "لقد كان أمراً رائعاً بالفعل لا سيما أننا نتقاضى أجوراً ضعيفة لا تمكننا من المبادرة بإجراء تدريبات خاصة من تلقاء أنفسنا، لذلك أصابت السلطات في العمل على هذه النقطة".

بحث عن الجمالية

وكانت البداية بالاستعانة بـ"معهد الرشيدية" الحكومي، وهو أعرق المعاهد الموسيقية في تونس، لتدريب الأئمة والمؤذنين في عام 2018، وذلك بعد سنوات من الانتقادات التي يواجهها المؤذنون حول أصواتهم.

وتابع لطفي "لا يمكن لوم الناس بسبب انتقاداتهم، هناك مؤذنون ينفرون الناس من الصلاة خصوصاً في الصباح، لأن الرغبة تكون منعدمة أصلاً في مغادرة الفراش لأداء الصلاة، فما بالك عندما يكون صوت المؤذن مزعجاً وأحياناً يبعث على الاشمئزاز".

وكان وزير الشؤون الدينية السابق أحمد عظوم قد قال إن "الله جميل ويحب الجمال، لذلك أطلقنا مثل هذه التدريبات. رفع الأذان في تونس يجب أن يدعو إلى الفرح، فهو دعوة إلى الحياة لا إلى الحزن". وأوضح عظوم أن "لدينا مدرسة تونسية متأصلة في إسلامها وفي هويتها الإسلامية الحقيقية والصحيحة"، لافتاً إلى أن "الدين هو الوطن. والإسلام لم يكن أبداً إسلام الإرهاب الذي يتحدثون عنه. وهذه مناسبة لنظهر الوجه الحقيقي للإسلام في العالم الإسلامي وفي تونس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولدى تونس عديد من الأعلام والمؤذنين الذين كانت لهم بصمتهم في ترسيخ "أذان محلي وخاص"، على غرار الشيخ علي البراق الذي يعد ملازماً للتونسيين خلال كل شهر رمضان بالنظر إلى جودة أدائه في الأذان وجماليته.

والأذان له حساسية خاصة في تونس، ففي عام 2017 أصدرت السلطات القضائية حكماً بسجن منسق موسيقي بريطاني قام ببث الأذان في ملهى ليلي بمدينة الحمامات الساحلية.

علم خاص

وتزداد أهمية الأذان في تونس بحلول شهر رمضان في كل عام، خصوصاً أن البلاد لها عديد من المؤذنين الذين كانت لهم بصمة خاصة مثل محمد مشفر وأحمد الشحيمي الذين رسخوا أداء تونسياً للقرآن يتسم بالتسامح في مواجهة التعصب.

وقال الأستاذ في العلوم الموسيقية نوفل بن عيسى بـ"معهد الرشيدية"، الذي أشرف على تدريب مئات من المؤذنين في تونس إن "التنفس والتلفظ ومخارج الحروف من الشروط الأساسية لإتقان الإمامة والتلاوة والأذان أن تكون الحروف سليمة ومخارجها صحيحة، إذ إن هناك صوت الرأس وأحرفاً صدرية وغيرها يجب إتقان كل واحدة منها، لذلك يمكن القول إن تكوين الأئمة والمؤذنين، وخصوصاً في مجال التنفس والتلفظ، هو علم خاص".

 

وتابع أن "مدارس تكوين المؤذنين وتجويد القرآن والترتيل كانت موجودة قديماً في تونس وخارجها، ومنها تخرج مثلاً في مصر كبار القارئين، وهو علم شائع، وأي إنسان يريد معرفة مزيد عن الإسلام وأن تكون قراءته للقرآن بشكل سليم بإمكانه التعلم"، وشدد على أن "من هذه المدارس تخرج مطربين أيضاً، مثل زكريا أحمد وأم كلثوم والشيخ أمين حسنين سالم وغيرهم، جميعهم خريجو مدارس تجويد وترتيل القرآن، لذلك تعاملهم مع الكلمة على مستوى التنقيط والتقطيع مميز للغاية".

لكن الاستراتيجية التي تضعها السلطات في تونس من أجل تحسين أداء الأذان قد تواجه صعوبات خصوصاً في ظل العدد الكبير للمؤذنين.

ودافعت السلطات الدينية مراراً عن استراتيجيتها التي تهدف إلى "الحفاظ على الأذان التونسي السلمي"، في مواجهة ما فعله "الإرهاب من تشويه لصورة الإسلام".

لكن بن عيسى رأى أن "هناك آليات أخرى يمكن اللجوء إليها. الإلمام بالأنماط الموسيقية واتباعها في أداء الأذان أمر مهم، خصوصاً أن الأمر كان متبعاً من الطرق الصوفية، لكن يجب أن يكون هناك استعداد، أولاً من الخالق، إذ يجب أن تتوفر في الشخص الذي يسعى إلى أن يكون مؤذناً، أذن صحيحة كما نقول وغير ذلك". وتابع "هناك نقص على مستوى الإمكانات خصوصاً البشرية في معهد الرشيدية أو غيره لتدريب الأئمة والمؤذنين، لأن عددهم كبير جداً. يجب أن تقوم السلطات بدورها، لأنه يمكن الاستعانة مثلاً بالأذان المسجل وبالتقنيات الحديثة في بث الأذان".

المزيد من العالم العربي