تتجه أنظار العرب اليوم الخميس إلى البحرين، إذ يتقاطر قادتهم لحضور الدورة الـ33 للقمة العربية، التي من المنتظر أن تتناول مختلف القضايا المتعلقة بالعمل العربي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية، والتقلبات الجيوسياسية في المنطقة والعالم.
واعتبرت الدولة المستضيفة القمة خطوة بارزة يمكن أن تسهم في الدفع بنقاش الهموم العربية المتراكمة على الصعيدين الإقليمي والدولي، في حين تشهد أكثر من دولة عربية أزمات طاحنة مثل فلسطين واليمن وليبيا والسودان.
وقال ولي العهد البحريني الشيخ سلمان آل خليفة خلال لقاء جمعه بكبار المسؤولين ورؤساء الوفود المشاركة "إن الاستضافة تأتي تجسيداً لتعزيز منظومة العمل العربي المشترك".
ورأى المحلل السعودي سلطان السعد أن "قمة البحرين تنعقد في ظرف عصيب جداً، وقد لا تكون مفردة "الظرف العصيب" بجديدة في قاموسنا العربي، فهي جزء من تاريخ الدول العربية منذ عقود، إلا أن ما يضيف مسحة من الكآبة على المشهد وصولنا إلى مرحلة قد يصعب فيها العلاج، وتبدو القمة هي الأمل في رسم خريطة طريق عربية لهذا العام العصيب".
العمل العربي المشترك
وفي هذا الصدد أشار سلمان آل خليفة إلى أهمية مواصلة ترسيخ التضامن والتعاون العربي بما "يعزز الأمن والاستقرار الإقليمي في ظل الظروف الاستثنائية والتحديات التي تشهدها المنطقة"، مشدداً على ضرورة إيجاد حلول سلمية عادلة وشاملة ومستدامة للقضية الفلسطينية.
في غضون الاجتماع التحضيري للقمة جدد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود حرص بلاده على معالجة التحديات الإقليمية والدولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مؤكداً أن السعودية على "مبادئها الثابتة في الدفاع عن القضايا العربية تحقيقاً لطموحات القادة والشعوب في إرساء قواعد السلام والاستقرار"، موضحاً أن الرياض بذلت جهوداً مضنية في سبيل "حشد الدعم الدولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية والوقف الفوري والدائم لإطلاق النار".
حراك عربي دولي
من جانبه قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، خلال الاجتماع التحضيري، "إن العالم عرف أن الاستقرار الإقليمي يظل هشاً وقابلاً للانفجار طالما استمرت القضية الفلسطينية قائمة من دون حل، وأن إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة هما السبيل الحقيقي الوحيد لتحقيق استقرار إقليمي طال انتظاره".
وأكد أن "كل حراك سواء كان عربياً أم دولياً لوضع حد لتلك الجريمة يظل ضرورة قصوى، وكانت المساعي العربية في هذا الصدد جادة وصادقة ومتواصلة منذ القمة العربية الإسلامية المشتركة التي استضافتها الرياض في نوفمبر الماضي، لبناء قاعدة صلبة من المواقف الدولية المؤيدة للشعب الفلسطيني وحقوقه، وكشف الاحتلال وممارساته".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولفت المحلل سلطان السعد إلى أن "قمة البحرين وصفت بأنها قمة القمم، وبالفعل فإن العالم العربي يحتاج إلى مساحة كهذه، لحوار هادئ حول التحديات التي تواجهه، التي يأتي على رأسها المشهد الفلسطيني المروع، والانقسام الفلسطيني الذي تسببت به حركة حماس بالطبع، والعملية الانتقامية التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية".
واستبعد الباحث في الشؤون السياسية العماني محمد العريمي أن تخرج بغير ما خرجت به القمم السابقة، "بسبب الأوضاع المتوترة وغير المتجانسة في المنطقة".
الملفات المطروحة و"خمول الجامعة"
إلى ذلك أشار الوزير السعودي إلى أن بلاده تدعم جهود تحقيق السلام والتوصل إلى حل سياسي في اليمن، إلى جانب السودان الذي قال إن الرياض تسعى لعودة الحوار بين أطرافه المتناحرة، "تمهيداً للتوصل إلى حل سياسي يجنب الشعب السوداني ويلات الحروب"، مشيراً إلى أن الحل للأزمة السودانية هو "حل سياسي سوداني - سوداني يحترم سيادة ووحدة السودان ومؤسساته الوطنية".
وعن الملفات المطروحة أمام قادة الدول العربية في القمة قال محمد العريمي "هناك ملفات معقدة ليس لها حل، أبرزها القضية الفلسطينية والإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والتعنت الإسرائيلي، وكذلك الملف السوداني والحرب الدائرة فيها والقتال الذي لم يتوقف ولا يوجد أفق لحله في ظل تشرد آلاف من السودانين للدول المجاورة والحدود، وكذلك ملف سد النهضة في ما يخص مصر وتعدي إثيويبا على الاتفاقات والقانون الدولي، إضافة إلى ملف اليمن"، مستبعداً أن تنهي القمة مثل سابقاتها كل تلك الملفات الشائكة في ظل عدم توافق الدول العربية وخمول جامعة الدول العربية.
فيما يرى السعد أن ما ستقوم به القمة هو دعم الشرعية العربية في فلسطين واليمن كذلك، والمناداة بالكف عن التدخل في الشؤون العربية من دول الجوار، والتشديد على مواجهة التطرف وحركات الإسلام السياسي، ودعم الاستقرار الاقتصادي للدول العربية.
وأضاف "سيتم التشديد كذلك على دعم السلطة الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني، والاعتراف بدولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".