استمرت تداولات أسعار النفط في اتجاه عرضي خلال الأشهر الستة الماضية بين مستوى 50 دولاراً إلى 60 دولاراً للبرميل منذ مارس (آذار) 2019، وسجلت أسعار النفط قفزات متوقعة عند الافتتاح في آسيا أمس الاثنين 16 سبتمبر (أيلول) 2019، إذ ارتفع برنت بأكثر من 19.5 في المئة، مقارنةً بإغلاق يوم الجمعة الذي كان عند مستوى 60.15 دولاراً ليقفز إلى 71.9 دولارات للبرميل وهو أعلى ارتفاع منذ يناير (كانون الثاني) 1991، وارتفع خام غرب تكساس 15.5 في المئة، مقارنةً بإغلاق يوم الجمعة عند الافتتاح ليصل إلى 63.4 دولارات أعلى معدل ارتفاع سعري يومي منذ يونيو (حزيران) 1998.
وغرد الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع ارتفاع الأسعار، قائلاً "بعد الهجوم على المنشآت النفطية السعودية وتأثير ذلك في أسعار النفط، أصبحتُ مخولاً السحب من المخزونات الاستراتيجية، إذا كانت هناك حاجة إلى ذلك''.
وهناك حوالى 645 مليون برميل في الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي للبترول، وعقب زيارة وزير النفط السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان إلى معامل شركة أرامكو في بقيق، تم التأكيد على عدم تأثير هذا الهجوم في إمدادات الكهرباء والمياه وكذلك إمدادات السوق المحلية من المحروقات وفقاً لوكالة الأنباء السعودية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
استمرار التدفقات
وعلى صعيد الصادرات السعودية، يُقدّر أن أكثر من 70 في المئة منها، تعادل أكثر من سبعة ملايين برميل تذهب إلى الأسواق الآسيوية، وهي لن تتأثر، والسعودية أكدت استمرار تدفقات الصادر من منابع أخرى غير المنشآت التي تأثرت بالاستهداف ولديها أيضاً مراكز تخزين في مناطق استراتيجية حول العالم، وتمتلك أيضاً مخزونات تُقدّر بحوالى 188 مليون برميل، تعادل إنتاج 37 يوماً من إمداد حقل بقيق الذي استُهدف، وهذا يقلل من مخاوف قطع الإمداد الفوري لأسواق الصادر.
وتجدر الإشارة في هذا المجال إلى أنّ الصين هي المشتري الأكبر للنفط السعودي بـ 1.88 مليون برميل في اليوم، تليها اليابان بـ 1.02 مليون برميل، فكوريا الجنوبية بـ 890 الف برميل، والهند بـ 740 ألف برميل. وعلى صعيد شركات البتروكيماويات، أعلنت شركة سابك عن نقص في إمدادات بعض مواد اللقيم (المواد التي تُستخدم لتصنيع مواد كيميائية أخرى) بنسب متفاوتة، وأعلنت شركة كيان عن نقص في إمدادات اللقيم بـ 50 في المئة، بينما بلغ هذا النقص 30 في المئة في ينساب حسب إعلان الشركة.
كما أن الاعتداء على منشآت النفط السعودية باستهداف حقلَيْ بقيق وخريص نتج منه توقف بشكل مؤقت في عمليات الإنتاج، كما صرح بذلك وزير النفط السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، وتوقف إمدادات الزيت التي تُقدّر بـ 5.7 مليون برميل والتي تمثل 5 في المئة من إمداد النفط عالمياً.
أسواق النفط تقلص نصف ارتفاعات الافتتاح
الآن وبعد مرور أكثر من 10 ساعات على افتتاح آسيا الأسبوعي، قلص النفط من الارتفاعات، ويُتداول برنت عند 66.4 دولارات للبرميل بخسارة تبلغ 10.3 في المئة عن أسعار إغلاق يوم الجمعة، وكذلك قلص نايمكس من ارتفاعاته وتراجع إلى 59.9 دولارات للبرميل، وافتُتحت الأسعار على فجوات سعرية صاعدة. وعلى صعيد التحوط، زاد الطلب على الملاذات الآمنة مع ارتفاع المخاطر الجيوسياسية، وارتفع سعر الفضة بأكثر من 2 في المئة إلى 17.8 دولارات للأونصة، وعاد الذهب يُتداول فوق سعر 1500 دولار للأونصة.
وعلى صعيد حركة العملات المرتبطة بأسعار النفط، ارتفع الدولار الكندي مقابل الين الياباني خلال تداولات الفترة الآسيوية، وتراجع الين إلى 0.0122 مقابل كل دولار كندي واحد، إضافة إلى ذلك، ارتفع الين الياباني مقابل الدولار 0.02 في المئة إلى 107.85 وارتفع الدولار الكندي 0.4 في المئة.
الأسواق تنتظر مزيداً من المعلومات
في تصريحات سابقة، وعدت "أرامكوا" بمزيد من الإيضاحات والتفاصيل خلال 48 ساعة، بشأن عودة الإنتاج بعد السيطرة على الأضرار المترتبة على هذا الهجوم الإرهابي على حقلَيْ بقيق وخريص. وحسب تقرير منشور في صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن 30 في المئة من الإنتاج سيعاود اليوم، بينما بعض التقارير تشير إلى أكثر من ذلك، قراءة الأسواق لمستقبل اتجاهات الأسعار ستعتمد على سرعة عودة الإنتاج وعدم انقطاع الإمداد، وعوامل أخرى متوقع أن تخفض من تأثير هذه المخاطر الجيوسياسية في الأسعار مستقبلاً تتمثل في ضعف نمو الاقتصاد بشكل عام، إضافة إلى ارتفاع مخزونات النفط حول العالم الأسبوع الماضي. وأعلن معهد البترول الأميركي ارتفاع مخزونات النفط بـ 400 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 30 أغسطس (آب) 2019، بينما كانت التوقعات أن تنخفض 2.5 ملايين برميل.
ويتوقع بنك "غولدمان ساكس" أن تنحصر ارتفاعات أسعار مزيج برنت بين 3 دولارات إلى 5 دولارات إذا كان توقف الإمداد أقل من أسبوع، كما يُرجح أن يتراوح ارتفاع النفط بين 5 دولارات إلى 14 دولاراً، إذا استمر التوقف بين أسبوعين إلى ستة أسابيع.