ملخص
غداة الضربة الإيرانية على إسرائيل، تبرز أسئلة كثيرة تتعلّق بأمن المسافرين ومسار رحلاتهم وحقوقهم، وسط ترتّب العديد من العواقب على سفرهم.
يتابع العالم بقلق التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، ويترقب الخطوات التالية المحتملة. بيد أن آثار الهجوم الإيراني على إسرائيل ليلة السبت، والمخاوف الأوسع بشأن الوضع غير المستقر في المنطقة، تركت فعلاً حركة الرحلات الجوية في حال من الإرباك الشديد.
يواجه ركاب الخطوط الجوية الذين يسافرون إلى الشرق الأوسط أو منه أو عبره اضطرابات وعرقلات في حركة رحلاتهم. فقد أُلغيت الرحلات الجوية من المملكة المتحدة وإليها أو تغير مسارها، إضافة إلى أن عمليات تحويل الوجهات في مختلف أنحاء المنطقة تعطل رحلات التزانزيت، خصوصاً في مطارات دول الخليج.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولكن ما هي حقوق الركاب الذين تعطلت رحلاتهم الجوية، والمسافرين الذين تعتريهم مخاوف تتعلق بالسلامة؟ إليكم أهم الأسئلة والإجابات عنها.
كيف تأثرت الملاحة الجوية جراء الهجوم الإيراني على إسرائيل؟
قبل الهجوم، أغلقت معظم دول المنطقة مجالها الجوي أمام طائرات نقل الركاب، ما أدى إلى تحويل مسارات كثير من الرحلات، وعودة الطائرات إلى نقاط انطلاقها.
ومع تعرض إسرائيل للهجوم، لجأت جميع المطارات في البلاد إلى الإغلاق، وكذلك المجال الجوي في بلدان أخرى. مثلاً، رحلة مساء يوم السبت لشركة "الخطوط الجوية البريطانية" (بريتش إيرويز) المقررة من "مطار هيثرو" في لندن إلى العاصمة الأردنية عمان، وصلت إلى مدينة بازل في سويسرا قبل أن تستدير وتعود إلى نقطة انطلاقها.
أما رحلة خطوط "فيرجين أتلانتيك" الجوية لمساء السبت من "مطار هيثرو" إلى مومباي، فوصلت حتى وسط تركيا قبل أن تستدير وتتجه إلى إسطنبول حيث تزودت بالوقود قبل مواصلة الرحلة إلى الهند سالكة طريقاً أكثر نحو الشمال من المعتاد.
وبالنسبة إلى ركاب رحلة شركة الطيران الإسرائيلية "العال" الذين كان من المفترض أن يتجهوا من مدينة لوتون البريطانية إلى تل أبيب فتم تحويل مسارهم لينزلوا في العاصمة اللبنانية بيروت. تذكيراً، لبنان أحد البلدان الكثيرة في المنطقة التي تحذر وزارة الخارجية البريطانية من زيارتها في الفترة الراهنة، ولكن يبدو واضحاً أن شركات الطيران ارتأت أنه الخيار الأكثر أماناً. وباستثناء رحلة واحدة لشركة "إيروفلوت" من موسكو إلى دبي، والتي حلقت مباشرة فوق إيران، تجنبت جميع شركات الطيران تقريباً المنطقة بأكملها، فامتدت الرحلات لوقت أطول بأشواط.
ما هي تداعيات استغراق الرحلات الجوية وقتاً أطول؟
ومن الأمثلة الجيدة على ذلك رحلة الخطوط الجوية الماليزية "أم أتش 2" MH2، من كوالالمبور إلى مطار هيثرو في لندن خلال الليل يوم السبت، والتي كان مقرراً أن تصل إلى المملكة المتحدة في وقت مبكر من صباح الأحد.
ويبقى الطريق الأكثر مباشرة بين المطارين ممنوعاً لأنه يمر فوق روسيا، علماً أنها منطقة محظورة على كثير من شركات الطيران. وبدلاً من ذلك، فإن الطيران مباشرة فوق إيران يشكل المسار المعتاد الذي تختاره الخطوط الجوية الماليزية وكثير من شركات الطيران الأخرى.
ولكن الحال تغيرت خلال عطلة نهاية الأسبوع: وصلت الطائرة متأخرة أكثر من ساعتين بعدما قامت بالالتفاف فوق المملكة العربية السعودية ومصر. وعلى عكس بعض الرحلات الأخرى، لم يكن الطاقم بحاجة إلى التزود بالوقود. واضطرت بعض الطائرات الأخرى إلى التوقف على طول الطريق بعدما تعذر عليها الوصول إلى وجهاتها بأمان من دون الحصول على الوقود.
ولكن على الأرجح، كل مسافر في رحلة ربط (ترانزيت) من "مطار هيثرو" إلى وجهات أخرى في المملكة المتحدة أو أوروبا أو أميركا الشمالية قد فاتته هذه الرحلات.
ماذا عن وضع الرحلات الجوية الآن؟
ما زالت غالبية شركات الطيران تتجنب هذه المنطقة. والطريقتان الرئيستان للقيام بذلك بين المملكة المتحدة وآسيا تتمثلان في الانعطاف إلى الجنوب، فوق المملكة العربية السعودية ومصر، أو إلى الشمال، والمرور عبر ممر ضيق نسبياً للمجال الجوي لأذربيجان بين الطرف الجنوبي لروسيا والطرف الشمالي لإيران.
ومع اتخاذ هذا المسار للرحلات، تبقى الطائرات المتجهة إلى المملكة المتحدة غير قادرة على أخذ المسار الأمثل لأنه يعبر أوكرانيا، التي ما زال مجالها الجوي مغلقاً أمام طائرات الركاب منذ الغزو الروسي.
ومعلوم أن تركز الحركة الجوية بين أوروبا وآسيا في منطقة صغيرة جداً يؤدي إلى ازدحام في ممرات الحركة الجوية وحالات تأخر محتملة في مواعيد وصول الرحلات، علاوة على الوقت المضاف إلى زمن الرحلة الجوية.
مثلاً، الرحلة التابعة لـ"طيران الإمارات" المقررة ليلة الأحد من غلاسكو إلى دبي وصلت متأخرة عن موعدها ساعتين بسبب التأخير الناجم عن طول المسار ذهاباً وإياباً، ما أدى إلى تفويت كثير من رحلات الربط.
في العادة، يحظى المسافرون في رحلة ربط من غلاسكو إلى سيدني بوقت ترانزيت عادي يبلغ 70 دقيقة، ولكنه أصبح محالاً بسبب التأخر في وصول الرحلات.
إذا فاتتني رحلة الترانزيت، ماذا عن حقوقي؟
بالنسبة إلى الرحلات من المملكة المتحدة، يحق لك الحصول على فندق ووجبات طعام ومواصلة السفر في أقرب وقت ممكن، بما في ذلك على خطوط شركة طيران منافسة إذا لزم الأمر.
عند السفر إلى المملكة المتحدة، لا تتحمل شركات الطيران غير البريطانية أو الأوروبية مثل هذا الالتزام بتوفير الرعاية، على رغم أن كثيراً من الشركات ستأخذ على عاتقها هذا الأمر. لا بد من أن تجد لك طريقة لإيصالك إلى وجهتك، ولكنها غير ملزمة بتوفير مكان لك على شركات الطيران الأخرى.
ماذا تقول هيئات الطيران؟
تقول "وكالة سلامة الطيران" التابعة للاتحاد الأوروبي (معروفة اختصاراً بـ"إياسا") إنها تبقى متيقظة في ما يتعلق بالأوضاع القائمة في منطقة الشرق الأوسط". وتشدد الهيئة على "أن أي خطر لم يتهدد تحليق الطيران المدني في أي وقت". ولكن بالنسبة إلى المجال الجوي الإيراني، فإنها تشير إلى "وجود احتمال متزايد للوقوع في سوء التقدير و/أو الخطأ في التعرف إلى هوية الطائرة في الوقت الحاضر".
قبل أربع سنوات وبعد سلسلة من الأخطاء، أسقط الجيش الإيراني طائرة ركاب أوكرانية كانت تغادر بشكل طبيعي من العاصمة طهران متجهة إلى كييف. لقي جميع الركاب وطاقم الطائرة البالغ عددهم 176 راكباً مصرعهم على متن الطائرة من طراز "بوينغ 737". وكان التوتر في المنطقة تصاعد بشكل حاد قبل الحادثة مباشرة، مع إطلاق إيران صواريخ على قاعدتين عسكريتين في العراق يتمركز فيهما جنود أميركيون.
ويبدو من المعلومات المتوافرة على تطبيق التتبع "فلايت تريدر 24" Flightradar24 أن الإمارات، علماً أن لديها شبكة ضخمة من الرحلات الجوية من مطارات المملكة المتحدة، قد استأنفت التحليق فوق الأجواء الإيرانية. وقد تواصلت معها "اندبندنت" وطلبت منها تعقيباً في هذا الشأن.
ماذا لو اعترى الركاب قلق بشأن رحلاتهم واختاروا إلغاءها؟
في هذه الحالة، تُطبق الشروط المعتادة، ومن المتوقع ألا تسترد أي مبلغ من تكلفة رحلتك أو مبلغ زهيد منها.
هل ستسافر بمحض إرادتك إلى المنطقة أو منها أو عبرها؟
نعم. إن هاجس احتواء الأخطار جعل الملاحة الجوية آمنة إلى حد مدهش. أئتمن على سلامتي الرجال والنساء الذين يقودون الطائرة والمسؤولين الأذكياء والمطلعين الذين يراقبون العالم من أجلهم.
هل علي أن أقلق بشأن تمضية إجازتي في تركيا هذا الصيف؟
عليك أن تكون دائماً على دراية بالأخطار الموجودة خارج البلاد. ولكن بالنسبة إلى تركيا، شأن معظم البلدان الأخرى، لا يشغلني خطر الوقوع في حرب. للأسف، استمرت الصراعات طوال عقود من الزمن في الشرق الأوسط، وتباعاً خلفت وراءها الدمار في لبنان والعراق وسوريا. بيد أنها لم تؤثر على السائحين في البلدان المجاورة.
وأنا أتفهم أي شخص يساوره قلق من تمدد الحرب، ولكن عليه أن يلاحظ أن منتجع "بودروم" التركي، مثلاً، يبعد أكثر من 500 ميل (804.672 كيلومتر) عن إسرائيل. وقبرص أقرب كثيراً إلى إسرائيل؛ إذ تقع لارنكا على بعد 200 ميل (321.869 كيلومتر) من تل أبيب. ولكن مرة أخرى، لم يصدر أي تحذير رسمي بشأن التهديدات التي يطرحها الصراع الإسرائيلي- الإيراني على تلك الجزيرة.
في المقابل، أحث من جهتي على الانتباه للخطر الذي ترجح الإحصاءات وقوعه أكثر: التعرض لحادث سير في تلك الأماكن حيث معايير قيادة السيارة سيئة نسبياً. وتحذر وزارة الخارجية البريطانية من أن "الحوادث شائعة ومردها بشكل رئيس إلى القيادة السيئة أو المتهورة". بناء عليه، أبذل قصارى جهدي كي أقلل من تنقلاتي براً، وأستقل القطارات حيثما أمكن، أو أضع ثقتي في حافلة يقودها سائق محترف.
وحرصاً على الإحاطة التامة، تنطبق النصائح السابقة عينها على العطلات في مصر والأردن: لا تحذير يحول دون السفر إلى مختلف الأماكن السياحية المعتادة. في الواقع، ربما تجد صفقات سفر جيدة، إضافة إلى ترحيب حار جداً في تلك البلدان إذا فضل المسافرون الآخرون عدم التوجه إليها.
© The Independent