Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الهزائم" تضع سوناك أمام مقصلة يمينيي حزبه

يتعرض رئيس الوزراء البريطاني لضغوط من كبار "المحافظين" لدفع الحزب أكثر نحو اليمين في محاولة يائسة للتمسك بالسلطة بعد الخسارة الكارثية لما يقارب 500 مقعد في انتخابات المجالس المحلية

سوناك عالق في صراع على السلطة (رويترز)

ملخص

تعرض سوناك لانتقادات لاذعة من وزيرة داخليته السابقة سويلا برافرمان التي قالت إن ناخبي حزب "المحافظين" "مضربون لأن سوناك ليس محافظاً بما فيه الكفاية"

يواجه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك صراعاً سياسياً على السلطة داخل حزب "المحافظين"، بينما يحاول التعافي من النتائج الكارثية في الانتخابات المحلية.

ومع تصاعد التوترات حذر حزب "العمال" من أن سوناك يخاطر بأن يصبح أسيراً لأولئك الذين ينتمون إلى الجناح اليميني في حزبه من "ذوي الآراء الخطرة"، بينما يحاول التشبث بالسلطة بعد نتائج الانتخابات المحلية الكارثية.

جاء ذلك في وقت قادت وزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان دعوات اليمين لرئيس الوزراء إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة في شأن قضايا مثل الهجرة، لكن أندي ستريت، المحافظ الذي هُزم في معركة عمدة "ويست ميدلاندز" الانتخابية، حثه على عدم الانجراف نحو اليمين.

وأمضى رئيس الوزراء يوم الأحد في مقر رئاسة الحكومة في "داونينغ ستريت" بعد خسارة حزبه ما يقارب 500 مقعد في الانتخابات المحلية، وهزيمة مدوية في انتخابات عمدة ويست ميدلاندز، وكذلك انتصار مدو لحزب "العمال" في لندن، حيث أعيد انتخاب صادق خان بسهولة.

ومع ذلك فقد تعهد بتجاهل نتائج الانتخابات المحلية المخيبة للآمال، ومضاعفة جهوده للالتزام بأهدافه السياسية.


وكان سوناك قد تعرض لانتقادات لاذعة من وزيرة داخليته السابقة سويلا برافرمان التي قالت إن ناخبي حزب "المحافظين" "مضربون لأن سوناك ليس محافظاً بما فيه الكفاية".

لكن ستريت استخلص درساً معاكساً من نتائج الانتخابات المحلية، مؤكداً أهمية الحفاظ على "نزعة محافظة معتدلة ومتسامحة وشاملة".

وهذه الأحداث الأخيرة أشعلت معركة حامية أخرى داخل حزب "المحافظين" حول توجهاته الأيديولوجية، واختلفت الشخصيات القيادية داخل الحزب حول المسار الذي ينبغي أن يسلكه.

وما تبين هو أن الجناح اليميني في حزب "المحافظين" سعى إلى استغلال ضعف سوناك ونقص الدعم بين نواب حزب "المحافظين" الذين أمضوا عطلة نهاية الأسبوع في مناقشة مستقبله خلف الكواليس كرئيس للوزراء.

وخلال اجتماع عقد في الآونة الأخيرة بين رئيس الوزراء واثنين من الشخصيات البارزة من الجناح اليميني للحزب، السير جون هايز والسير إدوارد لي، حُث سوناك على تبني مواقف أكثر يمينية إذا كان يرغب في البقاء في منصبه، وأحد المصادر قال لـ "اندبندنت" إن هذين الشخصين يمثلان مجموعة أكبر من النواب، وقد أوضحا لرئيس الوزراء أنه "بحاجة إلى تبني نهج أكثر تحفظاً".


كانت هذه واحدة من عدد من المناقشات التي أجراها رئيس الوزراء مع مجموعات مختلفة داخل الحزب، ومن الملاحظ أن رئيس الوزراء حاول استرضاء اليمين قبل الانتخابات المحلية من خلال تقديم مشروع قانون رواندا المثير للجدل، والذي يسمح بترحيل طالبي اللجوء إلى شرق أفريقيا، وإضافة إلى ذلك سمح بتصوير طالبي اللجوء الذين يجمعون في الشاحنات قبل يوم الاقتراع مباشرة.

بعدها، يوم السبت الماضي، دعم السير جون علناً رئيس الوزراء للحفاظ على منصبه بعد تلك الحيلة بالذات، وادعى أن صور طالبي اللجوء الذين يجري اعتقالهم لترحيلهم "ضمنت لنا الاحتفاظ بمقاعد كنا سنخسرها لولا ذلك".

وقال، "نحن بحاجة إلى نصف دزينة أخرى من العناوين الرئيسة من هذا القبيل ومن ثم يمكننا الفوز مرة أخرى"، ولقد غذى ذلك مزاعم حزب "العمال" بأن سوناك أصبح الآن "أسير اليمين".

المدير العام للأجور في حكومة الظل جوناثان أشوورث، وفي تعليق على ما حدث، ذكر أنه "في كل أسبوع هناك قصة جديدة عن ريشي سوناك وكيف يتعرض للضغط من قبل النواب الداعمين لرئيسة الوزراء السابقة ليز تراس من أجل الجنوح أكثر نحو اليمين.

وأضاف، "من الواضح أنه ليس سوى أسير لأصحاب أخطر الآراء داخل حزبه، وهو ببساطة أضعف من أن يقول لا، ويستحق الشعب البريطاني أفضل من هذه الاضطرابات المستمرة في ظل حكم ’المحافظين‘ ووحده حزب ’العمال‘ من يستطيع تحقيق ذلك".

ولكن هناك الآن خطط موضوعة لدفع الحكومة أكثر نحو اليمين تغذيها المخاوف من الدعم المتزايد لنايجل فاراج وحزب "الإصلاح" البريطاني.


وبدا أن منشوراً لرئيس حزب "المحافظين" ريتشارد هولدن يؤكد أن الحزب يعتقد أن آندي ستريت خسر في ويست ميدلاندز لأن 34471 ناخباً انصرفوا إلى حزب "فاراج" اليميني.

ونقل هولدن عن زعيم حزب "الإصلاح" ريتشارد تايس قوله "لقد منعنا آندي ستريت من الفوز في ويست ميدلاندز، ونحن سعداء بذلك ".

وأضاف رئيس حزب "المحافظين"، "التصويت للإصلاح هو تصويت لمساعدة حزب ’العمال‘ على الفوز، وهذه كلمات السيد تايس نفسه".

وقال أحد كبار نواب حزب "المحافظين" لـ "اندبندنت" إن نتائج الانتخابات "تُثبت أن حزب الإصلاح لا يمكنه الفوز، ولكنها تظهر أنه يمكن أن يكونوا مخربين في المقاعد الحرجة للمحافظين".

ومن المتوقع الآن أن تطلب مجموعة "الحس السليم" Common Sense Group المؤثرة التي تضم نواباً يمينيين يركزون على قضايا الهجرة والثقافة، عقد اجتماع عاجل مع سوناك الأسبوع المقبل لتقديم قائمة من المطالب.

وقد طالبت برافرمان، المقربة من السير جون ومجموعة الحس السليم، سوناك بالفعل بإعادة اليمينيين أمثالها إلى حكومته، وتبني سياسة الخروج من الاتفاق الأوروبي لحقوق الإنسان ووضع حد أقصى للهجرة القانونية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت لمراسلة "بي بي سي" لورا كونسبرغ إنها الآن "نادمة" على دعم سوناك عندما ترشح ضد بوريس جونسون للزعامة، لكنها قالت إنه "لا يوجد رجل أو امرأة خارقان ليحل أحدهما محله الآن".

وأضافت برافرمان، "الخطة لم تنجح وأنا يائسة من هذه النتائج الرهيبة، وأنا أحب بلدي وأهتم بحزبي وأريد أن ننتصر، وأحث رئيس الوزراء على تغيير المسار وأن يفكر بتواضع في ما يقوله الناخبون لنا، وأن يغير الخطة والطريقة التي يتواصل بها معنا ويقودنا بها".

وقالت السيدة أندريا جينكينز، وهي يمينية أخرى، إن على سوناك أن يسمح لبوريس جونسون بالترشح للبرلمان خلال الانتخابات المقبلة، وهي كانت تقدمت بطلب حجب الثقة عن رئيس الوزراء، لكنها تعتبر عودة جونسون المحتملة خياراً احتياطاً في حال عدم حدوث تغييرات في القيادة.

وفي الوقت نفسه فمن المفهوم أن حلفاء رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس، بما في ذلك تحالف دافعي الضرائب، يخططون لإطلاق حملة جديدة من أجل خفوض ضريبية ضخمة، مشيرين إلى أن العبء الضريبي وصل إلى أعلى مستوى له منذ 80 عاماً.

وفي خضم هذه التطورات حذرت كثير من الشخصيات المحترمة في حزب "المحافظين" السيد سوناك من الانحراف أكثر نحو اليمين، وهو شعور ردده عمدة ويست ميدلاندز المهزوم السيد ستريت.

وسُئل ستريت الذي خسر أمام ريتشارد باركر من حزب "العمال" بفارق 1508 أصوات فقط من "سكاي نيوز" عما إذا كان اختيار زعيم جديد من اليمين سيكون فكرة خاطئة، فأجاب "نعم بشكل قاطع،   والسبب هو أنه في [ويست ميدلاندز]، هذا المكان الأكثر حضرية والأكثر شباباً وتنوعاً في بريطانيا [أي أن التركيبة السكانية تتوافق بشكل أوثق مع السياسات ذات الميول اليسارية]، وعلى رغم هذا كنا على بعد 1500 صوت فقط من الفوز".

هذا وعبر وزير لندن السابق بول سكالي عن قلقه من العودة للموقف الأيديولوجي للحزب عام 1997 عندما انضم إليه للمرة الأولى، وكان الحزب يمينياً أيديولوجياً في ذلك الوقت، لكنه كان خارج السلطة لـ 13 عاماً قبل أن ينتقل إلى الوسط مرة أخرى.

وقال "إذا أردنا أن نحكم فعلينا أن نحكم من الوسط، وإذا نظرت إلى الناخبين ستجد أن الناس يكبرون في السن أكثر فأكثر قبل أن يفكروا حتى في التصويت للـ ’محافظين‘ وهذا أمر غير مستدام".

وحذر النائب السابق عن حزب "المحافظين" فيليب لي، الذي ترك الحزب وانضم في نهاية المطاف إلى الديمقراطيين الليبراليين بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، من أن سوناك "لم يعد ذا أهمية" الآن، وأن حزب "المحافظين" في خطر أن يصبح أسير اليمين.

© The Independent

المزيد من متابعات