Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التطور التكنولوجي الصيني يفتح أمامها آفاق تجسسية أكبر

شبكات التجسس الصينية المتطورة قادرة على جمع البيانات من الدول الديمقراطية في أنحاء العالم كافة. فهل ترقى الحكومات الغربية إلى مستوى تولي مهمة التصدي لهذه الشبكات؟

تورطت الصين في اختراق نظام الرواتب للقوات المسلحة الذي تديره شركة خاصة لمصلحة لوزارة الدفاع (رويترز)

ملخص

مع ازدياد القرصنة الصينية ضد الغرب وبريطانيا هناك خطوات يجب اتخاذها لحماية الديمقراطية من التعديات الآتية من الشرق الأقصى

وكانت الديمقراطيات متصالحة مع جمع قراصنة صينين كماً هائلاً من البيانات على امتداد العقود الأخيرة، وذلك لكونها كانت تعتقد أنها [الصين] لا تملك الأدمغة أو القوة البشرية اللازمة للاستفادة كثيراً [من هذه البيانات]، على حد تعبير ملحق عسكري في بكين.

إلا أن الذكاء الاصطناعي قد غير ذلك كله. فهو يستهدف بالضبط مجموعات البيانات الضخمة مثل تلك التي عثر عليها في سياق عملية اختراق نظام لكشوف رواتب القوات المسلحة يديره مقاول خاص [لمصلحة] وزارة الدفاع، ويحتوي على معلومات شخصية مثل تفاصيل الحسابات المصرفية والعناوين.

لم يذكر غرانت شابس، وزير الدفاع، الصين بالاسم عندما تحدث في مجلس العموم عن الاختراق، واكتفى بالإشارة إلى "فاعل خبيث". لكن ليس هناك شك [لدى أحد] في أنحاء وستمنستر [في البرلمان بمجلسيه ودوائر الحكومة في] ووايتهول، حول هوية ذلك الفاعل. ويتركز الجدال على ما يجب فعله حيال ذلك. وكل الخيارات المطروحة صعبة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وباعتبار أن هذه ليست أيام الخمول، التي شهدتها أواخر تسعينيات القرن الماضي، أو ما [سماه بعد ذلك] ديفيد كاميرون بـ "العصر الذهبي"، عندما كان الملحقون العسكريون يستخفون بخصومهم الصينيين بقدر ما احتقر أسلافهم الطيارين والبحارة الإمبراطوريين اليابانيين إلى أن [شن الأخيرون هجوم] بيرل هاربور.

فقد نجحت الصين في بناء كادر متطور مؤلف من متخصصين متعددي اللغات [جرى إعدادهم] في الجامعات والأكاديميات العسكرية، بالاعتماد على مواهب جرى صقلها في ألعاب عبر الإنترنت في الوطن وفي جامعات غربية، ما سمح لهم باللحاق بالركب بسرعة. إن الصين تحظر الكثير من الإنترنت على مواطنيها، لكن المهووسين منهم بالتكنولوجيا يمكنهم استخدام أي شيء يريدونه.

وكما أدهش صانعو السيارات في الصين منافسيهم من خلال إنتاج آليات كهربائية أرخص وأفضل [من الآليات] المنافسة، فقد استغل محللو الاستخبارات الصينية تطور الترجمة الآلية المدعومة بواسطة الذكاء الاصطناعي من أجل التعجيل باستخدامهم للمعلومات التي حصلوا عليها عن طريق القرصنة. لقد حدث هذا بسرعة كبيرة إلى درجة أن القادة الذين تشتت انتباههم في الديمقراطيات بالكاد فكروا في الأمر.

والحقيقة، هناك نوعان من العواقب الضارة.

أولاً، فُتحت بوابات الإنترنت أمام جيل جديد من المحققين السيبرانيين الصينيين المهرة الذين دُرِبوا من قبل وزارة أمن الدولة لكي يطبقوا الأساليب الشمولية، التي جرى تعلمها بشكل متقن خلال جائحة "كوفيد-19"، ويغربلوا الأشخاص ويربطونهم مع الأماكن والمعاملات من خلال نشاطهم عبر الإنترنت. إنها ليست مجرد تمرين محلي، بل هي حملة عالمية.

إن التهديد الذي يواجه الصينين الذين يعيشون في المملكة المتحدة، مثل الوافدين الجدد من هونغ كونغ، واضح للغاية. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الضغوط الفعالة بشكل متزايد التي تفرضها وزارة أمن الدولة الصينية على المنشقين والهاربين الذين يبقى أفراد عائلاتهم في جمهورية الصين الشعبية.

إن استغلالها وابتزازها للسياسيين الجشعين أو الحمقى ومن يشكلون عبئاً عليهم، هو موثق على نحو جيد. وتنكشف من وقت إلى آخر فضيحة. وزارة أمن الدولة لا تأبه بالأمر. كما أنها لا تتمتع بسمعة طيبة لجهة إنقاذ العاملين لمصلحتها، ويمكنها بسهولة شطب الأصول الأجنبية العرضية [الناس الذين يعملون لمصلحتها] من دون تفكير بالأمر.

أما الخطر الثاني فهو يكمن في الماضي. لقد تبين أن القراصنة الصينيين كانوا يجمعون البيانات من حركة الاحتجاج لعام 2015 في هونغ كونغ، وصدم هذا الإجراء الطلاب الناشطين ونبه أجهزة الاستخبارات الأجنبية إلى براعتهم [الصينيين] السيبرانية.

وكانت الدولة قد جمعت قبل ذلك بوقت طويل، كميات كبيرة من المواد عن طريق التنصت، والكاميرات الأمنية، والمراقبة التقليدية العشوائية. لم يجرِ التخلص من هذه البيانات مطلقاً. لقد جرى حفظها ومن الممكن سبرها بغرض الكشف عن الأسرار التي كان يعتقد منذ زمن طويل أنها في أمان.

وبالمقارنة مع خصومها في الدول الديمقراطية، يمكن لوزارة أمن الدولة الصينية أن تعتمد على مساعدة أعداد غير محدودة عملياً من الأشخاص الاحتياطيين للقيام بمثل هذه العمليات التي تستبعد معظم الدوائر الغربية تنفيذها بسبب نقص الموارد.

ويعرف الغرب كل هذا من خلال الحكايات التراثية الجاسوسية. وفي عام 1943، بدأت الولايات المتحدة بجمع الرسائل المشفرة التي بعث بها العملاء السوفيات إلى موسكو. لم يكن من الممكن قراءتها حتى قام علماء التشفير بفك الشيفرة بعد الحرب العالمية الثانية وأخذوا يعالجون نصوص فينونا. وأدى ذلك إلى اعتقال البريطاني كلاوس فوكس جاسوس السلاح الذري، وإصدار حكمين بالإعدام على العميلين السوفياتيين يوليوس وإيثيل روزنبرغ في أميركا.

ولكن ما العمل؟ قال ويليام بيرنز، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، أخيراً إنها كانت تعيد بناء شبكاتها في الصين بعد مجموعة كارثية من عمليات الكشف [عن الجواسيس] وإعدامهم في الوقت الذي كان شي جينبينغ يعتلي السلطة قبل 12 عاماً. وكان ذلك إما غير حكيم أو محسوباً بشكل جيد، لأن شي يعيش في عالم يسوده جنون العظمة.

وكان لافتاً أن شخصاً مخيفاً اسمه كاي تشي كان أحد أقرب الشخصيات إليه بين أعضاء حاشيته خلال زيارته إلى فرنسا وصربيا والمجر هذا الأسبوع. وكان هذا الرجل قد ارتقى أعلى سلم المسؤوليات في الثامنة والستين من العمر، مهام إقليمية غامضة، ليتولى المسؤولية الشاملة عن أمن الدولة وربما يكون ثاني أقوى رجل بعد الزعيم نفسه. وسواء كنت مصاباً بجنون العظمة أم لا، فليس هناك شعور بالرضا عن الذات في بكين.

السيرة الذاتية الجديدة بقلم مايكل شيريدان عن شي جينبينغ، بعنوان "الإمبراطور الأحمر"، تصدر عن منشورات "هيدلاين بوكس" هذا الصيف. وعمل شيريدان سابقاً محرراً دبلوماسياً للـ "اندبندنت" ومراسلاً لصحيفة "صنداي تايمز" في الشرق الأقصى، وهو أيضاً مؤلف كتاب "بوابة الصين" الذي يعتبر عملاً بارزاً عن تاريخ هونغ كونغ (2021).

© The Independent

المزيد من آراء