ملخص
بينما تستعد القوات الإسرائيلية لهجوم بري على رفح يخشى سائقو الشاحنات العالقون في المعبر تلف المواد الغذائية إذا استمر تأجيل الدخول
قال سائقو الشاحنات العالقون على الحدود المصرية مع غزة إن المواد الغذائية التي ينقلونها إلى القطاع الفلسطيني قد تفسد خلال فترة الانتظار مما يفاقم أزمة الجوع التي يعانيها السكان مع احتدام الحرب.
وسيطرت القوات الإسرائيلية على معبر رفح الحدودي هذا الأسبوع وتستعد لهجوم متوقع على المدينة التي فر إليها نحو مليون نازح بسبب الحرب.
وقال السائق أحمد البيومي إن إغلاق المعبر يؤثر في الشاحنات لأنها تبريد (ثلاجة)، وأنه في حال تعطل الشاحنة تفسد البضاعة كلها، لافتاً إلى عدم وجود إمكانية تصليح الأعطال عند المعبر.
وحذر العاملون في مجال العمل الإنساني هذا الأسبوع من إغلاق معبر رفح على الحدود مع مصر ومعبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة أمام دخول المساعدات والأفراد.
وقالت وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة اليوم الجمعة إن نفاد مخزونات الغذاء والوقود مع استمرار إغلاق المعابر الحيوية قد يؤدي إلى توقف عمليات الإغاثة في غزة خلال أيام ويجبر المستشفيات على التوقف عن العمل ويؤدي إلى زيادة سوء التغذية.
وقت الصلاحية
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يهدف من خلال ما يصفه بالعملية المحدودة في رفح إلى قتل مسلحي حركة "حماس" وتفكيك البنية التحتية التي تستخدمها. ولا تعطي هذه التصريحات أي قدر يذكر من الشعور بالراحة لسائقي الشاحنات.
وقال السائق عبدالله نصار إنهم ينتظرون أمام المعبر منذ نحو 40 يوماً أو 35 يوماً تقريباً، كان كل يوم تدخل شاحنات من المعبر، لكن الآن تم إغلاق المعبر ولا حد يعرف ظروفنا ووضعنا". وأضاف، "طبعاً نحن نحمل مواد غذائية، وتوجد شاحنات محملة بمواد تموينية، طبعاً كل هذه المواد لها وقت صلاحية، ويمكن أن تفسد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجرى توصيل غالب المساعدات إلى غزة من خلال معبري رفح وكرم أبو سالم اللذين كانا آخر مرة عبرت فيهما شاحنات المساعدات من خلالهما في الخامس من مايو (أيار). وقبل ذلك، كانت تعبر عشرات من شاحنات المساعدات من خلال معبر رفح في غالب الأيام، بما في ذلك إمدادات الوقود الوحيدة التي تدخل القطاع.
وذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أن 1276 شاحنة دخلت من خلال معبر رفح و4395 شاحنة من خلال معبر كرم أبو سالم في أبريل (نيسان) الماضي.
لا إغاثة تلوح في الأفق
يواجه سائقو الشاحنات حالات من الضبابية في وقت تعتزم فيه إسرائيل المضي قدماً في تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على "حماس".
وتعطلت محادثات وقف إطلاق النار أمس الخميس مع عدم التوصل إلى اتفاق لوقف القتال وإطلاق سراح الرهائن الذين احتجزتهم "حماس" في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل، التي تقول إن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن أكثر من 34 ألفاً قتلوا في غزة خلال سبعة أشهر من الحرب، وتشير السلطات أيضاً إلى أن من المحتمل أن يكون هناك آلاف القتلى تحت الأنقاض. وتحولت مناطق كبيرة من قطاع غزة إلى أنقاض.
وتحدث سكان عن وقوع انفجارات وإطلاق نار بصورة مستمرة تقريباً إلى الشرق من رفح والشمال الشرقي اليوم الجمعة، مع احتدام القتال بين القوات الإسرائيلية ومقاتلين من "حماس" وحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين.
وقال مدير مكتب مؤسسة "مصر الخير" الخيرية في محافظة شمال سيناء محمد راجح محمد، "المساعدات التي تدخل من خلال المعبر، سواء معبر رفح أو معبر كرم أبو سالم، تمثل شريان الحياة للناس هناك". وأضاف أنه "لا يوجد سبيل للحياة أصلاً، ولا مجال لإنقاذ الناس من دون دخول مساعدات بصورة يومية".