ملخص
التسلسل الزمني للخلاف بين الأمير هاري وميغان من جهة وبقية العائلة المالكة يظهر أنه لا أفق للمصالحة بين الطرفين في المستقبل القريب
شهدت علاقة الأمير هاري النجل الأصغر لملك بريطانيا بالعائلة المالكة تصدعاً متزايداً، منذ أن قرر هو وزوجته ميغان ماركل دوقة ساسكس في عام 2020، التخلي عن مهامهما الملكية.
وعلى رغم وعود أولية أطلقها الزوجان بأنهما سيقومان بزيارات "منتظمة" للمملكة المتحدة، فإنهما لم يعودا إلى بريطانيا إلا في محطات قليلة منذ انتقالهما إلى ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة.
ميغان ماركل من جهتها لم تأت إلى البلاد منذ جنازة الملكة الراحلة إليزابيث في سبتمبر (أيلول) عام 2022، واختارت عدم المشاركة في حفل تتويج الملك تشارلز في مايو (أيار) من العام الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واختارت ميغان أيضاً عدم المشاركة في احتفالات المملكة المتحدة بالذكرى العاشرة لـ"ألعاب إنفيكتوس" Invictus Games [وهي حدث دولي متعدد الرياضات أطلقه الأمير هاري، يتنافس فيه جنود ونساء جرحى ومصابون ومرضى، سواء كانوا في الخدمة أو من المحاربين القدامى] التي يحضرها زوجها في الوقت الراهن، واختارت أن تنضم إليه خلال أيام قليلة في نيجيريا للمشاركة في فعاليات لاحقة.
وفيما كان يؤمل إلى حد ما في أن يسهم تشخيص إصابة الملك تشارلز أخيراً بالسرطان بإصلاح العلاقة المتصدعة، إلا أن زيارة هاري في أعقاب أنباء مرض والده، وعلى رغم أنها بدت كأنها تصب في هذا الاتجاه في البداية، من غير المرجح الآن أن تساعد في ترميم هذه العلاقة.
يشار إلى أنه منذ عودة دوق ساسكس إلى المملكة المتحدة في السابع من مايو الجاري، واجه تجاهلاً واضحاً من جانب عائلته. وفيما ادعى والده أنه مشغول للغاية بحيث لن يتمكن من مقابلته خلال زيارته الراهنة، أعلن الخميس الماضي عن منح شقيقه الأكبر الأمير وليام لقب عقيد أعلى للفوج العسكري السابق الذي كان هاري قد خدم فيه.
فيما يلي جدول زمني يوضح كيف تطورت العلاقة بين الزوجين والعائلة المالكة، منذ ما بات يعرف بـ"ميغست" Megxit [وهو مصطلح مستوحى من "بريكست" استخدمته الصحافة البريطانية لوصف قرار هاري وزوجته ميغان ميركل التخلي عن واجباتهما الملكية].
يونيو (حزيران) عام 2020، المغادرة
بعد إعلان هاري وميغان التنحي عن منصبيهما كعضوين من كبار أعضاء العائلة المالكة في يناير (كانون الثاني) عام 2020، انتقلا إلى ولاية كاليفورنيا الأميركية في يونيو من العام نفسه.
ويعزى قرارهما إلى ما اعتبراه تدخلاً من الصحافة في شؤونهما، والرغبة في أن يكونا مستقلين من الناحية المالية. وأعربا أيضاً عن رغبتهما في إعطاء ابنهما الأمير أرتشي تربية أكثر هدوءاً في الولايات المتحدة.
وعلى رغم تخليهما عن لقبي "صاحب وصاحبة السمو الملكي" HRH، فإنهما احتفظا بلقب دوق ودوقة ساسكس.
مارس (آذار) 2021، المقابلة الشهيرة مع أوبرا وينفري
في مقابلة مفصلة أجرتها أوبرا وينفري مع الزوجين ساسكس بعد نحو عام من مغادرتهما المملكة المتحدة، تحدث هاري وميغان بصراحة عن قرارهما ترك العائلة المالكة. وأشارا إلى العنصرية على أنها سبب رئيس في ذلك، وكشفا عن أن أحد أفراد العائلة المالكة الذي لم يذكر اسمه، طرح تساؤلاً عما سيكون عليه لون بشرة ابنهما أرتشي، قبل ولادته.
أما ميغان فكشفت للمرة الأولى عن أن أفكاراً انتحارية راودتها خلال فترة عملها ضمن العائلة المالكة، وعن أنها لم تتلق الدعم الكافي لأن تصبح في وضع أفضل.
وقالت في وصف ذلك: "شعرت بالخجل حقاً من التحدث عن الأمر في حينه، وخجلت أيضاً من الاعتراف بذلك لهاري تحديداً، لأنني أعرف حجم الخسارة التي تكبدها، لكنني كنت أعلم أنني إذا لم أبح بما في صدري، فإنني قد أقدم على ذلك لأنني لم أكن أرغب في البقاء على قيد الحياة".
يونيو عام 2022، "اليوبيل البلاتيني" للملكة إليزابيث
حرص الزوجان هاري وميغان على البقاء خارج دائرة الضوء خلال احتفالات "اليوبيل البلاتيني للملكة" Queen’s Platinum Jubilee، لكن مشاركتهما في المناسبة اعتبرت خطوة في الاتجاه الصحيح لأنها كانت أول حدث كبير مهم لهما منذ تنحيهما عام 2020.
وأتاحت مشاركتهما أيضاً الفرصة لتقديم ابنتهما ليليبت التي كانت قد بلغت في حينه من العمر عاماً واحداً لأفراد العائلة، بمن فيهم الملكة إليزابيث، التي لم تكن قد التقتها بعد.
سبتمبر عام 2022، جنازة الملكة وآخر زيارة لميغان للأراضي البريطانية
عاد الزوجان إلى المملكة المتحدة في وقت لاحق من عام 2022 للمشاركة في ارتباطات إضافية، وقد تزامن وجودهما مع وفاة الملكة. واختارا البقاء في البلاد لحين الانتهاء من مراسم جنازتها.
وكان قد سبق لميغان أن أعربت لأوبرا وينفري عن مدى إعجابها بالملكة قائلة: "كثيراً ما كانت رائعة بالنسبة إليَّ. لقد أحببت فعلاً أن أكون برفقتها... فمشاعرها كانت دائماً دافئة تجاهي، وكانت حقاً داعمة لي ومرحبة بي".
يناير 2023، صدور كتاب مذكرات هاري "الاحتياطي"
قام الأمير هاري بمصارحة أكبر عن تجاربه داخل العائلة المالكة مع إصداره مذكراته بعنوان "الاحتياطي" Spare، بحيث تناول بالتفصيل نشأته في ظل شقيقه، ووفاة والدته الأميرة ديانا، وفترة خدمته العسكرية. وتحدث أيضاً عن علاقته بزوجته ميغان ماركل وقرارهما النهائي الابتعاد عن الحياة الملكية.
ومما قاله هاري في مذكراته التي كتبها بمساعدة كاتب شبحي "الوريث والبديل، لم تكن هناك انتقادات في شأن ذلك، لكن لم يكن هناك أي شك في شأن ما ينطوي عليه دوري ومنصبي. فقد كنت بمثابة رجل ظل، ومقدم دعم، والخطة ’باء‘ البديلة. لقد جيء بي إلى هذا العالم كي أكون حاضراً في حال حدوث شيء ما لويلي [ويليام]".
وأضاف: "لقد طلب حضوري لتوفير الدعم، والإلهاء، وصرف الانتباه. وإذا لزم الأمر، كي أستخدم كقطعة غيار، كلية مثلاً، أو للتبرع بالدم، أو من النخاع الشوكي. وبدا كل ذلك واضحاً بالنسبة إليَّ منذ بداية رحلتي في هذه الحياة".
يونيو 2023، إخلاء ملكية "فروغمور كوتيج"
أكد "قصر باكنغهام" الملكي في يونيو من العام الماضي، أن هاري وميغان انتقلا من منزل "فروغمور كوتيج" الريفي Frogmore Cottage في عقار وندسور، وهو ملكية كبيرة كانت الملكة إليزابيث قد أهدته للزوجين. وطلب منهما إخلاء مقر إقامتهما هذا، مما جعلهما بلا عنوان إقامة دائم في المملكة المتحدة.
وكان المنزل قد خضع لعملية تجديد بكلفة مليونين و400 ألف جنيه استرليني (3 ملايين دولار أميركي) تحملها دافعو الضرائب في بريطانيا، إلا أن الزوجين قاما بتسديد المبلغ بعد تنحيهما عن أدوارهما كأفراد من العائلة المالكة عام 2020.
وقال السير مايكل ستيفنز حارس "المحفظة الخاصة" Privy Purse [وهي الدخل الخاص الذي تحصل عليه الملكية البريطانية والذي يأتي معظمه من عائدات "دوقية لانكستر"]: "يمكننا أن نؤكد أن دوق ودوقة ساسكس أخليا ’فروغمور كوتيج‘. لكننا لن نقدم تفاصيل إضافية في شأن الترتيبات التي اتخذت هنا".
وأضاف: "يمكن القول - كما ذكرنا سابقاً - إن الدوق والدوقة غطيا النفقات التي دفعت على صورة ’منحة سيادية‘ Sovereign Grant لتجديد ملكية ’فروغمور كوتيج‘، وقد تم من ثم تعزيز أصول التاج بصورة كبيرة".
وبعد تخلي الزوجين ساسكس عن المنزل في يونيو الماضي، غير هاري لأول مرة مكان إقامته المعتاد من المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة.
ديسمبر (كانون الأول) 2023، نزاع عرقي آخر
عادت مسألة العنصرية المزعومة داخل العائلة المالكة إلى الظهور في ديسمبر من العام الماضي، عندما بدا أن أحد المؤلفين المدعومين من أسرة ساسكس، قد كشف عن هوية العضو في العائلة الذي تساءل عن لون بشرة أرتشي قبل ولادته.
أوميد سكوبي وهو صحافي بريطاني، زعم في وقت لاحق أنه لم تكن لديه فكرة عن أن الترجمة الهولندية لكتابه "إند غيم" (نهاية اللعبة) Endgame ستحدد على ما يبدو أن الملك تشارلز نفسه وأميرة ويلز كيت ميدلتون زوجة ولي العهد، هما اللذان يقفان وراء تلك التعليقات.
فبراير (شباط) 2024، تشخيص إصابة الملك تشارلز بالسرطان
على رغم أن علاقة الزوجين هاري وميغان مع عائلتهما الأكبر، بدت متوترة لبعض الوقت، فإن بصيصاً من الأمل ظهر في وقت سابق من هذه السنة بإمكان قيام مصالحة حقيقية، وذلك عندما كشف الملك تشارلز عن أنه مصاب بداء السرطان.
وقد قال هاري في حينه في مقابلة أجريت معه في برنامج "صباح الخير يا أميركا" Good Morning America: "أعتقد أن أي مرض أو أي تحد صحي، يمكن أن يعيد الوئام بين العائلات وجمعها".
وعمد هاري لدى أخذه علماً بمرض والده، إلى السفر فوراً إلى المملكة المتحدة، إذ أفيد بأن الرجلين أمضيا قرابة 45 دقيقة معاً. وفي معرض التعليق على الزيارة، قال هاري: "إنني ممتن لحقيقة أنني ركبت الطائرة، وذهبت لرؤيته وتمضية بعض الوقت معه".
مايو 2024، الازدراء
على رغم عودة الأمير هاري إلى المملكة المتحدة هذا الأسبوع لحضور حدث ذي أهمية كبيرة بالنسبة إليه - وهو الذكرى السنوية العاشرة لـ"ألعاب إنفكتوس" التي كان قد أطلقها عام 2014 - فإن أي فرد من أفراد عائلته المباشرة لم ينضم إليه في مناسبة الاحتفال بالشكر (على إقامة هذه الألعاب)، بحسب التأكيدات.
وفيما كان من المتوقع ألا يلتقي بشقيقه الأمير وليام وزوجته كيت ميدلتون، خصوصاً في ظل معركة كيت مع السرطان، إلا أن كثراً رجحوا أن يلتقي خلال هذه الرحلة والده الملك الذي عاود الأسبوع الماضي ممارسة مهامه، بعدما قطع أشواطاً كبيرة في رحلة علاجه من مرض السرطان.
لكن الأربعاء، تبين أن جدول أعمال الملك مزدحم للغاية بحيث لا يمكنه الالتقاء بابنه الأصغر، على رغم إعلان القصر الملكي عن جدول زمني صيفي مخفض لمنع الإجهاد الزائد عن الملك تشارلز.
هذا التحول في سياق الأحداث أكد ما كان قد قاله المراسل السابق للشؤون الملكية لدى "بي بي سي" مايكل كول، الذي أشار قبل رحلة هاري هذا الأسبوع إلى أن المصالحة الحقيقية في المستقبل القريب هي أمر غير محتمل. وقال إنه "بعد كثير من المطبات العدائية، من الصعب للغاية تصور أي صورة من صور المصالحة بين أسرة ساسكس والعائلة المالكة هذا الأسبوع أو في المستقبل المنظور".
© The Independent
