Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سومي الهدف التالي للقوات الروسية لكنها ستقاتل حتى النهاية

تقرير "اندبندنت" من المنطقة الحدودية الأوكرانية قرب روسيا حول استعداد المنطقة لهجوم متوقع

قوات أوكرانية تطلق النار باتجاه المواقع الروسية حول خاركيف. المسؤولون في سومي يعتقدون بأنهم أيضاً سيواجهون هجوماً روسياً (رويترز)

ملخص

مع تقدم روسيا في منطقة خاركيف والتهديدات لمنطقة سومي، يستعد الأوكرانيون للدفاع عن مناطقهم ومحاربة قوات بوتين آملين في أن تزيد الدول الغربية من مساعدتها وترفع الخطوط الحمراء

تقع مدينة سومي على بعد نحو 100 ميل (165 كيلومتراً) شمال خاركيف، وهي على مسافة مماثلة من الحدود الروسية. ويعتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة الجيش والاستخبارات،  وكذلك الاستخبارات الغربية، بأنها ستكون الهدف التالي الذي ستهاجمه القوات الروسية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، شنت موسكو هجوماً على منطقة خاركيف وسيطرت بسرعة على سلسلة من القرى. ولا تزال المعارك مستعرة في وقت تحاول القوات الأوكرانية يائسة منع المدفعية الروسية من الوصول إلى نطاق عاصمة المنطقة، خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا.

وقال زيلينسكي إن قوات كييف ضمنت "السيطرة القتالية" على المناطق التي دخلت فيها القوات الروسية عبر الحدود إلى أوكرانيا، على رغم من أن موسكو تدعي أن قواتها لا تزال تسيطر على بعض المناطق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكثفت القوات الروسية هجماتها، بما في ذلك التوغلات على نطاق صغير من قبل وحدات خاصة، على طول المناطق الحدودية في منطقة سومي وتلك الموجودة في منطقة تشيرنيهيف المجاورة إلى الغرب. وهاجموا منطقة سومي 108 مرات ضمن 25 عملية منفصلة خلال يوم واحد في وقت سابق من هذا الأسبوع. وشملت البلدات المستهدفة فيليكا بيساريفكا وبيلوبيليا ويوناكيفكا وخوتين وكراسنوبيليا ودروزكيفكا وسيريدينا بودا وفوروجبا وإسمان، إذ جرى إجلاء نحو 1500 شخص.

وواصلت روسيا أيضاً ضرب أهداف في منطقة خاركيف، مما أدى إلى تدمير مبانٍ سكنية وقطارات وخطوط السكك الحديد. وتقول السلطات إنه جرى إجلاء أكثر من 11 ألف شخص من البلدات والقرى في المنطقة منذ أن شنت روسيا هجومها في الـ10 من مايو (أيار) الماضي.

زعم فلاديمير بوتين أنه يريد إقامة منطقة عازلة على الجانب الأوكراني من الحدود لمنع الهجمات الأوكرانية على المدن الروسية مثل بيلغورود.

ومع ذلك، يعتقد رئيس الإدارة الإقليمية العسكرية في سومي، فولوديمير أرتيوخ، بأن بوتين يحاول الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي الأوكرانية لاستخدامها كورقة مساومة في محادثات السلام المستقبلية.

ويقول أرتيوخ إن "الأحداث في سومي وخاركيف متشابكة بصورة عميقة. تاريخياً، نعلم أن كل الحروب لها بداية، ويجب أن تنتهي. الأمر المهم هو كيف تنتهي الحرب".

ويضيف أن "الحروب تتمحور حول الاستيلاء على الأراضي والموارد البشرية والاقتصادية. عندما بدأ بوتين هذه الحرب، توقع أن يحصل بسرعة على الأراضي وعدد كبير من السكان المتعلمين الذين يمكن أن يستغلهم لتحقيق طموحاته الإمبريالية الكبرى... ولم تسمح أوكرانيا للقيصر المزعوم بتحقيق ذلك. لكن بوتين يحتاج الآن إلى نوع من المكاسب لإظهار ما ألحقه ببلاده".

إن ادعاء أرتيوخ بأن بوتين يحاول الاستيلاء على الأراضي قبل نوع من مفاوضات السلام يتناغم مع تقرير لـ"رويترز" نقلاً عن مصادر مرتبطة بالكرملين تقول إن الزعيم الروسي يريد في الأقل تجميد الصراع.

ووفقا لهذا التقرير، فإن بوتين مستعد لوقف الحرب في أوكرانيا من خلال وقف إطلاق النار عن طريق التفاوض والذي يعترف بخط التماس الحالي للمعركة، قائلاً إنه مستعد لمواصلة القتال إذا لم تستجِب كييف والغرب.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على موقع "إكس" إن الزعيم الروسي يحاول عرقلة قمة السلام التي بادرت إليها أوكرانيا في سويسرا الشهر المقبل من خلال استخدام الوفد المرافق له لإرسال "إشارات زائفة" حول استعداده المزعوم لوقف الحرب.

وكان أرتيوخ، 66 سنة، جندياً محترفاً وكان برتبة فريق ونائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية عندما عينه الرئيس زيلينسكي في منصبه الحالي. فهو يحمل معه عقوداً من الخبرة العسكرية التي طبقها لتعزيز دفاعات المنطقة على طول حدودها مع روسيا التي يبلغ طولها 370 ميلاً (600 كيلومتر). وكثيراً ما كان يحضر شخصياً للتحقق من بناء الخنادق والمخابئ ودفاعات الأسلاك الشائكة قرب الخطوط الأمامية.

وجرى بالفعل احتلال بعض البلدات والقرى في منطقة سومي، ولكن ليس العاصمة الإقليمية نفسها، لبضعة أشهر في بداية غزو بوتين عام 2022. لكن حتى ذلك الحين، يقول أرتيوخ، انتظر معظم السكان حتى تستعيد القوات الأوكرانية المناطق، وشكل كثير منهم مجموعات حزبية لعمليات تخريبية في صفوف العدو أو جمع معلومات عنه لتسليمها إلى القوات النظامية.

ويضيف، "لقد شاهدنا بعناية ما حدث في خاركيف ونحاول دائماً تحسين تحصيناتنا. لا يمكنك أبداً أن تفعل ما يكفي، لكن معنويات شعبنا – من العسكريين والمدنيين – مرتفعة ولن يتمكن الروس من الحصول على ما يريدون هنا".

ويشكر أرتيوخ بريطانيا لأنها أول دولة قدمت المساعدة عام 2022 بشحنات أسلحة كبيرة، وأخيراً لاقتراحها استخدام الأسلحة البريطانية ضد أهداف داخل روسيا نفسها - وهو أمر تتردد الولايات المتحدة وحلفاء آخرون في شأنه، خوفاً من تصعيد الصراع.

ويقول أرتيوخ "نحن دولة أصغر بكثير ونمتلك موارد أقل من روسيا، لذا لا يمكننا تحقيق النصر إلا من خلال تصميمنا أو الحصول على أسلحة ومعدات حديثة من الحلفاء. لدينا دعم معنوي قوي من شعبنا وهذا أمر ضروري ويعني أننا نستطيع، ويجب علينا، أن نقاتل عدونا. علينا أن نهزمه، نهزمه، نهزمه – هذا كل ما يفهمه (بوتين)".

وناشد جميع الحلفاء الغربيين الالتزام الكامل بضمان فوز أوكرانيا. ويضيف أرتيوخ: "يجب على الجميع أن يزيدوا من الدعم".

ويلفت إلى أنه يتلقى سيلاً مستمراً من المعلومات من هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني عن الاستعدادات الروسية حول سومي، ويعتقد بأن المنطقة مستعدة للتعامل مع أي شيء يفعله الروس.

وتقع مدينة أوختركا في منطقة سومي على طول الطريق الرئيس بين مدينتي خاركيف وسومي. وتضخم عدد سكانها بسبب اللاجئين خلال الأسابيع الأخيرة نتيجة الهجمات عبر الحدود بالقنابل والطائرات من دون طيار والمدفعية الروسية. وأصبحت صفارات الإنذار للغارات الجوية تنطلق بصورة متكررة في الآونة الأخيرة.

ويشير أولكسندر بيلوسوف، 27 سنة، وهو موظف في المركز الثقافي والمجتمعي بالمدينة، إلى المساحة المليئة بالأنقاض وهي كل ما تبقى من قاعة المدينة بعد تعرض أوختركا للهجوم في بداية الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022.

ويقول "لقد دُمرت من قبل الطائرات الروسية التي قصفتنا ليلاً في السابع من مارس (آذار) 2022. لم تكُن لدينا دفاعات جوية وقاموا بالقصف من دون أن نتمكن من الرد".

وبالنسبة إلى الأوكرانيين مثل بيلوسوف الذين يعيشون قرب الحدود الروسية، فإن الهجمات الروسية الأخيرة سلطت الضوء على الحظر الأميركي - المدعوم من بعض حلفاء كييف الذين زودوها بالأسلحة - والذي يمنع استخدام صواريخهم ضد أهداف في روسيا نفسها.

واستفادت روسيا من الحظر لشن هجمات مدمرة بالمدفعية والقنابل الانزلاقية والإفلات من العقاب، وأحياناً من على بعد بضعة أميال فقط عبر الحدود داخل الأراضي الروسية. والقنابل الانزلاقية هي قنابل "حديدية" تقليدية قديمة من النوع الذي أسقطته الطائرات قبل الحرب العالمية الثانية. وهي مزودة بأجنحة لتوسيع نطاقها إلى عشرات الأميال عن طريق "الانزلاق"، مع اعتمادها أنظمة تحديد المواقع العالمية "جي بي أس" GPS للتأكد من دقتها.

وتمتلك روسيا مئات الآلاف من هذه القنابل، بعضها يزن طناً ونصف وتحمل مئات الأرطال من المتفجرات.

وينتمي بيلوسوف إلى بلدة فيليكا بيساريفكا التي دمرتها المدفعية والطائرات والقنابل الجوية الروسية إلى حد كبير الشهر الماضي. ويقول: "أسقط الروس 200 قنبلة انزلاقية على بيساريفكا والمنطقة في أسبوع واحد. لو حصلنا فقط على ما نحتاج إليه: [إما] الإذن بإطلاق الصواريخ على الأراضي الروسية لتدمير الطائرات الروسية التي تطلقها، أو طائرات إف-16 لاعتراض طائراتهم وتدمير قواعدهم الجوية، [فعندئذ] كانت بيساريفكا لبقيت من دون تدمير".

وسجل بيلوسوف للخدمة العسكرية ولكن لم يجرِ استدعاؤه بعد. ويحمل معه الوثائق ذات الصلة في حال إيقافه من قبل إحدى الدوريات العسكرية والشرطية المشتركة للتحقق من الرجال في الشارع لمعرفة ما إذا كانوا مسجلين أو يحاولون تجنب الاستدعاء. ويقول، "أمام الروس خيار: إما أن يأتوا إلى هنا ويموتوا أو يمكنهم البقاء في بلدهم. ليس لدينا هذا الاختيار. لذلك علينا أن نقاتل".

ويكمل "هل يمكن للروس أن يأتوا إلى هنا؟ نعم، يمكنهم المحاولة وسيقاتلهم الجميع. لدي ابنة تبلغ من العمر ست سنوات، أليسا. ويضيف: "أريدها أن تعيش في أوكرانيا الحرة، وليس في ظل الديكتاتورية الروسية أو كلاجئة في الخارج".

وهو يشيد ببريطانيا في أعقاب تصريح وزير الخارجية ديفيد كاميرون أثناء زيارة إلى كييف في وقت سابق من هذا الشهر بأن أوكرانيا لها الحق في استخدام الأسلحة التي توفرها المملكة المتحدة بأي طريقة تراها الأفضل، بما في ذلك داخل روسيا.

ويقول بيلوسوف، "على الأميركيين وغيرهم من القادة الغربيين أن يحذوا حذو بريطانيا وأن يكونوا حاسمين. وينبغي عليهم التغلب على مخاوفهم في شأن التصعيد وإخراج ’الخطوط الحمراء‘ التي يتخيلون أن بوتين رسمها من رؤوسهم".

ويضيف "عندما غزا بوتين عام 2022، تفاخر بأنه سيأخذ كييف في غضون أيام قليلة وبقية أوكرانيا في غضون أسبوعين. حسناً، لقد مر أكثر من عامين، فماذا سيفعل؟ استخدام الأسلحة النووية؟، أنا لا أعتقد ذلك. إذا كان الغرب لا يريد أن يرى ديمقراطيته تدمر، ناهيك عن هزيمة أوكرانيا، فعليه أن يسلح أوكرانيا بكل ما نحتاج إليه ويسمح لنا بنقل المعركة إلى روسيا".

وفي تأكيد على كلماته، بدأت صفارات الإنذار في إطلاق إنذار الغارات الجوية.

© The Independent

المزيد من تقارير