اعتبر مسؤول فلسطيني رفيع أن هزيمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في انتخابات الكنيست الأسبوع الماضي وعدم قدرته على تشكيل حكومة جديدة، "سيمثّلان ضربة قوية" لخطة السلام الأميركية، التي يرفضها الفلسطينيون ويعتبرونها تصفية لحقوقهم الوطنية.
أضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه، في حديث خاص مع "اندبندنت عربية"، أن نتنياهو كان يُعتبر "رأس حربة" المشروع الأميركي في المنطقة القائم على السلام الإقليمي، واستبعاد حل الدولتين، ورفض عودة اللاجئين الفلسطينيين، واعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
وأوضح المسؤول أن التحالف بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونتنياهو عمل على صوغ رؤية مشتركة أحادية الجانب تقوم على ضرب قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية والقانون الدولي عرض الحائط، وفرض سياسة الأمر الواقع عبر استمرار الاستيطان.
"تحوّل جوهري"
وتوقع المسؤول ألاّ يتفق خليفة نتنياهو، إذا ما كان من الأحزاب الإسرائيلية المحسوبة على يمين الوسط، مع رؤية ترمب، مشيراً إلى أن ذلك الخليفة يدرك مخاطر موقف ترمب الذي يدفع في اتجاه حل الدولة الواحدة، بدل الانفصال عن الفلسطينيين، ما يهدد حفاظ إسرائيل على يهوديتها.
وتابع المسؤول أن سقوط نتنياهو السياسي يُعتبر فشلاً للمشروع الأميركي القائم على السلام الإقليمي، وتشكيل تحالف إقليمي لمواجهة النفوذ الإيراني، وتسريع التطبيع العربي مع إسرائيل.
ورجح المسؤول أن يؤجّل الإعلان عن الخطة الأميركية للسلام المعروفة بصفقة القرن نتيجة عدم الحسم في نتيجة الانتخابات الإسرائيلية وقرب التحضير للانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمير (تشرين الثاني) المقبل.
أضاف المسؤول أن القيادة الفلسطينية ستنتظر إعلان تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة لمعرفة كيفية التعامل مع إسرائيل، لكنه استبعد حصول "تحوّل جوهري" في سياسة إسرائيل نحو السلام طبقاً لمرجعياتها الدولية في حال شكّل بيني غانتس الحكومة.
موافقة الفلسطينيين
لكن الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين، رأى أن مخاطر صفقة القرن ربما تكون أكبر في حال تمكن بيني غانتس من تشكيل الحكومة، مشيراً إلى أن موقفه من حل الدولتين مشابه لرؤية الإدارة الأميركية التي تستبعد إمكانية إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووصف شاهين آمال القيادة الفلسطينية بإطلاق عملية سياسة مع غانتس "بالأوهام"، معتبراً أن ليس هناك فارق كبير بين نتنياهو وغانتس، إذ إنهما يتفقان على مبدأ ضم الضفة الغربية، لكنهما يختلفان في شأن حجم ذلك الضم وعمقه.
وقال شاهين إن غانتس مستعد لإطلاق عملية سياسية شرط موافقة الفلسطينين على ضم الكتل الاستيطانية لإسرائيل، وعدم تقسيم القدس وبقائها موحدة تحت السيطرة الإسرائيلية، إضافةً إلى بقاء السيطرة الأمنية الإسرائيلية على غور الأردن.
وأشار شاهين إلى أن الفروقات السياسية بين نتنياهو وغانتس لا تتيح هامشاً للمراهنة على التوصل إلى اتفاقيات سلام، مذكّراً بأنّ ترمب قال إن تحالف بلاده مع دولة إسرائيل وليس مع الأشخاص.