قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية دافيد مينسر اليوم الخميس، إن القوات الإسرائيلية قتلت نحو 300 مسلح فلسطيني خلال العمليات في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي بدأت في السادس من مايو (أيار).
وأفاد مسؤولون فلسطينيون ورجال أعمال وموظفو إغاثة دوليون، بأن الجيش الإسرائيلي رفع حظراً مفروضاً على بيع الأغذية من إسرائيل والضفة الغربية إلى قطاع غزة، في وقت يعرقل هجومه على القطاع وصول المساعدات الدولية.
وأوضحت المصادر أن سلطات الجيش أعطت التجار في غزة الضوء الأخضر لاستئناف مشترياتهم من الموردين الإسرائيليين والفلسطينيين من المواد الغذائية مثل الفاكهة والخضراوات الطازجة ومنتجات الألبان هذا الشهر، بعد أيام من شن القوات الإسرائيلية الهجوم على مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع.
وأدى الهجوم على رفح، حيث البوابة الرئيسة إلى غزة من مصر، فعلياً إلى وقف تدفق مساعدات الأمم المتحدة إلى القطاع الفلسطيني المدمر. وتتعرض إسرائيل لضغوط عالمية متزايدة لتخفيف الأزمة، بينما تحذر وكالات الإغاثة الإنسانية من مجاعة تلوح في الأفق.
وقال المسؤولون الفلسطينيون والتجار والسكان إنها المرة الأولى التي يسمح فيها لأية بضائع يتم إنتاجها داخل إسرائيل أو الضفة الغربية دخول غزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
بانتظار الرصيف الموقت
وقال مسؤول في الحكومة القبرصية اليوم الخميس، إن المساعدات الإنسانية لغزة تواصل مغادرة قبرص بحراً، وستظل مخزنة في السفن قبالة ساحل القطاع حتى إجراء إصلاحات للرصيف الموقت الذي أقامه الجيش الأميركي.
وأعلن الجيش الأميركي في وقت سابق من الأسبوع الجاري أن الرصيف، الذي شُيد قبالة ساحل غزة لتوصيل المساعدات، ستتم إزالته موقتاً بعد انفصال جزء من الهيكل، بعد أسبوعين من بدء تشغيله.
وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس إن تفريغ المساعدات في قطاع غزة، الذي دمرته الحرب الإسرائيلية، تباطأ لكن الممر البحري لم يتوقف عن العمل.
وأضاف أن "الآلية المحيطة بكيفية عمل الرصيف العائم تسمح بإمكان وجود مخزن عائم قبالة غزة، مع استئناف التفريغ عندما تسمح الظروف بذلك"، ملقياً اللوم في المشكلة على أمواج البحر الهائجة.
وقال ليتيمببيوتيس إن من المتوقع أن تغادر مساعدات فرنسية إلى غزة من قبرص اليوم الخميس، بينما ستغادر مساعدات أميركية تزن ثلاثة آلاف طن الأسبوع المقبل.
وأضاف أن الإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة ورومانيا وإيطاليا وآلية الحماية المدنية للاتحاد الأوروبي وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الهجرة الدولية تبرعت بمساعدات ستسلم عبر الرصيف.
وأبدت اليابان وسنغافورة ودول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي استعدادها لإرسال المساعدات عبر قبرص.
أزمة المساعدات الممكنة
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إن جزءاً من الرصيف انفصل وسيسحب إلى ميناء "أسدود" في إسرائيل لإصلاحه.
وذكر ليتيمبيوتيس أن المعلومات الواردة من الولايات المتحدة تشير إلى أنه ستحل المشكلة في الأيام المقبلة، و"من المحتمل" استئناف تشغيل الرصيف بحلول منتصف الأسبوع المقبل.
وأوضح أن 11 سفينة محملة بالمساعدات غادرت قبرص منذ بدء العملية، ووزعت مساعدات كافية "لتوفير الغذاء لعشرات آلاف من غير المقاتلين لمدة شهر". متابعاً، "هدف تقديم مساعدات إنسانية إلى 500 ألف شخص شهرياً أمر ممكن".
وعلى رغم التنديد الدولي يواصل الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس هجومه على مدينة رفح حيث تتركز حربه مع حركة "حماس" في قطاع غزة، بعدما أعلن أمس الأربعاء السيطرة على محور فيلادلفيا، الشريط الحدودي الاستراتيجي بين القطاع ومصر.
وفي بكين التي تستضيف منتدى صينياً - عربياً، حض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم المجتمع الدولي على "التصدي لكل محاولات التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم"، فيما دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى عقد "مؤتمر سلام دولي موسع" لوضع حد للنزاع، مؤكداً أنه "لا ينبغي للعدالة أن تغيب إلى الأبد".
وحذر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، في مقابلة مع هيئة الإذاعة الإسرائيلية العامة (كان)، بأن الحرب في غزة قد تستمر "سبعة أشهر إضافية لتعزيز نجاحنا وتحقيق أهدافنا، أي تدمير سلطة حماس وقدراتها العسكرية".
وبموازاة الحرب في غزة، نشر الجيش الإسرائيلي قوات اليوم في عدد من مدن الضفة الغربية بعد "هجوم دهساً بسيارة" أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين في الـ20 من العمر قرب نابلس.
وبحسب الأرقام الصادرة اليوم عن وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" في القطاع، ارتفعت حصيلة القتلى منذ بدء الحرب إلى 36224 والجرحى إلى 81777.
وقال مسؤول في الحكومة القبرصية اليوم إن المساعدات الإنسانية لغزة تواصل مغادرة قبرص بحراً، وستظل مخزنة في السفن قبالة ساحل القطاع لحين إجراء إصلاحات للرصيف الموقت الذي أقامه الجيش الأميركي، الذي أعلن في وقت سابق من الأسبوع أنه ستتم إزالته موقتاً بعد انفصال جزء من الهيكل، وذلك عقب أسبوعين من بدء تشغيله.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ليل الأربعاء - الخميس، مقتل اثنين من مسعفيها في ضربة "مباشرة" نفذها الجيش الإسرائيلي على سيارة إسعاف تابعة لها في غرب رفح.
اكتشاف "20 نفقاً"
وفي غزة أعلن الجيش العثور "على نحو 20 نفقاً في منطقة محور فيلادلفيا"، الذي يقول إن الفصائل المسلحة في القطاع تستخدمه للتهريب.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري إن "حماس" استخدمت محور فيلادلفيا "كشريان الأكسجين" ولـ"تهريب الوسائل القتالية إلى داخل قطاع غزة بشكل دائم".
وأضاف هغاري أن القوات الإسرائيلية "عثرت على نحو 20 نفقاً في منطقة محور فيلادلفيا"، بما في ذلك "بنى تحتية إرهابية متطورة شرق رفح، بطول 1.5 كيلومتر وعلى بعد نحو 100 متر من معبر رفح".
غير أن مصر نفت وجود أنفاق عند الحدود مع قطاع غزة، واتهم مسؤول مصري كبير إسرائيل بـ"توظيف هذه الادعاءات لتبرير مواصلة عملية رفح وإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية"، وفق ما أوردته قناة "القاهرة الإخبارية".
وكان المحور الممتد على طول 17 كيلومتراً بمثابة منطقة عازلة على حدود قطاع غزة مع مصر، وسيرت القوات الإسرائيلية دوريات فيه حتى عام 2005 عندما سحبت إسرائيل قواتها في إطار خطة فك الارتباط مع قطاع غزة.
قتال شوارع
وعلى رغم التنديد الدولي الشديد بالقصف الإسرائيلي الأحد الماضي على مخيم للنازحين في رفح، الذي أوقع وفق وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" في غزة 45 قتيلاً، يواصل الجيش الإسرائيلي الهجوم الذي بدأه في السابع من مايو (أيار) على المدينة المكتظة في جنوب قطاع غزة، بهدف القضاء بحسبه على آخر كتائب الحركة.
وشهدت رفح أمس ضربات وقتال شوارع بين الجيش الإسرائيلي و"حماس"، وذلك غداة تمركز دبابات إسرائيلية في وسط المدينة.
وأغلق معبر رفح مع مصر منذ دخول القوات الإسرائيلية، وبات دخول المساعدات الإنسانية الأساسية لسكان قطاع غزة شبه متوقف.
ومنذ توجيه الجيش إنذاراً بإخلاء الأحياء الشرقية من رفح في السادس من مايو، قبل دخول دباباته، فر نحو مليون شخص بحسب الأمم المتحدة من المدينة التي كان يتكدس فيها أكثر من 1.4 مليون فلسطيني معظمهم نازحون من مناطق أخرى.
وفي خان يونس جنوب القطاع أفاد الدفاع المدني الفلسطيني بانتشال ثلاث جثث من أنقاض منزل أصيب بقصف إسرائيلي.
الموقف الدولي
في نيويورك قدمت الجزائر أول من أمس الثلاثاء، مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى "وقف فوري" لإطلاق النار وإنهاء الهجوم الإسرائيلي على رفح، وذلك خلال اجتماع طارئ عقد إثر القصف الإسرائيلي على مخيم النازحين في رفح.
وفي اتصال هاتفي أمس مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "مباشرة إصلاحات حيوية" في السلطة الفلسطينية، تمهيداً "للاعتراف بدولة فلسطينية"، مؤكداً "عزم فرنسا على العمل مع الجزائر وشركائها في مجلس الأمن" الدولي "لكي يعبر عن موقف قوي حيال رفح"، وفق ما أفادت به الرئاسة الفرنسية في بيان.
وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "سي إن إن" الأميركية استناداً خصوصاً إلى تحليل لمشاهد شظايا الذخائر بعد الضربات على مخيم اللاجئين في رفح، أن الجيش الإسرائيلي استخدم قنابل مسيرة أميركية من طراز "جي بي يو-39" مزودة بشحنة ناسفة وزنها حوالى 17 كيلوغراماً.
وكان مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون كيربي صرح بعد الضربات أن الإسرائيليين قالوا إنهم استخدموا قنابل وزنها نحو 17 كيلوغراماً، واعتبر أن هذا الوزن لا يمثل "قنبلة كبيرة"، مؤكداً أن الولايات المتحدة تنتظر نتائج التحقيق الإسرائيلي حول الضربات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ما بعد الحرب
من جهته قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن إسرائيل بحاجة إلى وضع خطة لما بعد الحرب في أسرع وقت ممكن، محذراً بأنه "من دون خطة لليوم التالي، لن يكون هناك يوم ما بعد" الحرب.
وبدأت الحرب في قطاع غزة مع شن "حماس" هجوماً غير مسبوق على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) تسبب بمقتل 1189 شخصاً، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى أحدث البيانات الإسرائيلية الرسمية.
واحتجز خلال الهجوم 252 رهينة ونقلوا إلى غزة، وبعد هدنة في نوفمبر (تشرين الثاني) سمحت بالإفراج عن نحو 100 منهم، لا يزال 121 رهينة محتجزين في القطاع، بينهم 37 لقوا حتفهم، بحسب الجيش.
وردت إسرائيل متوعدة بـ"القضاء" على "حماس"، وهي تشن منذ ذلك الحين حملة قصف مدمر على قطاع غزة تترافق مع عمليات برية، مما تسبب في سقوط 36224 قتيلاً، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لـ"حماس".
وتسببت الحرب بدمار هائل، وشردت غالبية سكان غزة الذين يقدر عددهم بنحو 2.4 مليون نسمة، وتسببت في كارثة إنسانية كبرى.