Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الحريفة"... فيلم عن المراهنات وكرة القدم وأشياء أخرى

عمل للمخرج رؤوف السيد تتشابك نهايته مع نهاية "الحريف" لمحمد خان

مشهد من الفيلم للممثل الشاب أحمد غزي (مواقع التواصل)

ملخص

من يعرف المجتمع المصري، يدرك مدى تعلقه وحبه لكرة القدم فحلم أي شاب في الحارات الشعبية أن يصبح لاعب كرة محترف، وإن كان لا يتمتع بالموهبة المطلوبة نجده يتابع المباريات المحلية والعالمية ويحفظ أسماء اللاعبين النجوم عن ظهر قلب.

في عام 1983 قدم المخرج المصري الراحل محمد خان تحفته الفنية "الحرّيف" الذي أدى دور البطولة فيه عادل إمام إلى جانب فردوس عبدالحميد وعبدالله فرغلي وزيزي مصطفى ونجاح الموجي وغيرهم.

لم يحقق العمل النجاح المرجو له في شباك التذاكر وبخاصة أن ما يقدمه خان من رؤية فنية وإخراجية تختلف عما كان يسعى إليه إمام. فالأول يغوص في خفايا النفس وتعقيداتها وصراعاتها ويركز على الكادرات القريبة والمشاعر الإنسانية، أما الثاني فاشتهر بأدوار الكوميديا والمشكلات الاجتماعية. وبعد الفيلم حصلت قطيعة امتدت لفترة طويلة ما بين المخرج والممثل.

لكن الفيلم اليوم يعتبر من أهم مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية، وتدور قصته حول هوس فارس (عادل إمام) بلعب كرة القدم في الحارات والساحات الشعبية وخوض المباريات في مقابل مراهنات.

 

 

واللافت أن خان نقل الصورة الشعبية كما هي مستعملاً كرة الشراب التي كانت أساس هذه المباريات ولعب فيها أبرز النجوم المصريين في بدايتهم، وهي مزيج من الجوارب القديمة مع ربطها بصورة دائرية محكمة.

الحرّيفة

تتشابه تفاصيل الفيلم مع حكاية فيلم "الحريفة" الذي صدر أخيراً للمخرج رؤوف السيد، وتدور قصته حول ماجد لاعب كرة القدم الذي تدفعه الظروف العائلية إلى الانتقال من مدرسته الدولية لمدرسة حكومية ويترك حياة الرخاء التي اعتادها.

وهناك يتعرف إلى مجموعة زملاء من خلفيات مختلفة، وينضم لفريقهم الذي يشارك في مباريات بالساحات الشعبية ومراكز الشباب في مقابل المراهنات، ومعاً يحلمون بأن يشاركوا في بطولة كبيرة جائزتها مليون جنيه.

الفيلم من بطولة مجموعة من الشباب أبرزهم نور النبوي وأحمد غزي وكزبرة ونور إيهاب وخالد الذهبي وعبدالرحمن محمد وسليم الترك وآخرون، مع ظهور خاص لبيومي فؤاد وشريف الدسوقي ونجم الكرة السابق العالمي أحمد حسام ميدو، ليظهر ممثلاً للمرة الأولى داخل العمل.

من يعرف المجتمع المصري يدرك مدى تعلقه وحبه لكرة القدم فحلم أي شاب في الحارات الشعبية أن يصبح لاعب كرة محترف وإن كان لا يتمتع بالموهبة المطلوبة، نجده يتابع المباريات المحلية والعالمية ويحفظ أسماء اللاعبين النجوم عن ظهر قلب.

النهاية

في المشهد الأخير من فيلم "الحريف" يشارك عادل إمام في الشوط الثاني من مباراة فريقه الخاسر، ويساعد في قلب نتيجة المباراة إلى الربح والفوز بمبلغ كبير.

وفي المشهد الأخير من فيلم "الحريفة" يعود نور النبوي إلى المباراة النهائية لفريقه بعدما كان متوجهاً إلى المطار للسفر إلى إسبانيا، وتحقيق حلمه بالاحتراف ليلعب مع فريقه الخاسر ويحقق الفوز بالبطولة معه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يتشابك المشهدان بكثير من مشاعر والغضب والحب والتفاني. ثمة خوف من المستقبل وخوف أكبر من الخسارة. هناك إصرار على الفوز، ليس لكسب الجائزة المالية فقط، إنما لكسب الذات وزيادة احترامها.

 

 

في المشهدين تدور الكاميرا على الوجوه الموجودة في الملعب، نرى مشاعر الفرح والفخر في وجوه العائلات والترقب بعد أي هدف، لا يمكن القول إن الفيلم الحديث استنسخ نهايته من الحريف، لأن غالبية الأعمال السينمائية التي قدمت عن الرياضات والتحدي ومنها "روكي" على سبيل المثال تتشابه في نهاياتها، وفيها كثير من بعضها.

اللافت في فيلم "الحريفة" اعتماده على مجموعة من الممثلين الشباب، وهذه ظاهرة صحية للسينما المصرية الاستعانة بوجوه جديدة شابة وبخاصة أن بعض الأدوار الشبابية في الفترة الأخيرة باتت تسند إلى ممثلين مشهورين، لكنهم لا ينتمون إلى الفئات الشابة، في محاولة للاستفادة من نجومية الممثل لكن الدور لا يكون على مقاسه أحياناً.

يتمتع العمل بكثير من اللحظات الحميمة والشخصية التي تحفز المشاهد على كثير من الأسئلة حول الصداقة والحب والالتزام والتأقلم. فماجد بطل الفيلم الذي انتقل من حياة إلى أخرى سريعاً، حاول البحث عن سعادته في محيطه المستجد، ولم يترك موهبته بل طورها ولاقى مجموعة جديدة اكتشف أنها أفضل بكثير من مجموعته القديمة، لأنهم تشاركوا الأحزان معاً قبل الأفراح. وأدرك معنى أن تكون صداقات في الحارات الشعبية بعيداً من المجتمع المزيف.

ويتميز العمل بإتقان الممثلين للعب كرة القدم والحرفية في تصوير الحركات والتسديدات، وهذا ما يجعله أفضل بأشواط من أعمال عدة قدمت في السينما عن كرة القدم المصرية.

الكرة في السينما المصرية

تناولت السينما المصرية كرة القدم من مختلف جوانبها وثمة كثير من الأعمال التي قدمت طوال السنين الماضية، ومنها ما ناقش العداوة الرياضية بين قطبي الكرة في مصر الأهلي والزمالك، وقدم يونس شلبي دوراً من أجمل أدواره في فيلم "424" (1981) الذي يعد من أشهر الأفلام المصرية الكوميدية التي دارت أحداثها حول عالم كرة القدم.

 

 

وتعود تسمية الفيلم إلى تشكيلة توزيع اللاعبين في مباريات كرة القدم إذ يمثل يونس شلبي دور الشاب منصور الذي تخلى عنه والده، المالك مصنعاً وفريقاً لكرة القدم عندما كان طفلاً من أجل حب الكرة.

وهناك أيضاً "غريب في بيتي" الذي أنتج عام 1982 إذ جسد الفنان الراحل نور الشريف قصة حياة لاعب كرة القدم شحاتة أبو كف الذي يهوى اللعبة ويحترفها في نادي الزمالك، إضافة إلى فيلم "العالمي" الذي وضع يوسف الشريف على بداية طريق الجماهيرية والبطولات السينمائية.

كما صدر العام الماضي فيلم «المطاريد» الذي تدور أحداثه في إطار كوميدي، حول عودة صلاح (أحمد حاتم) من الولايات المتحدة بعد وفاة والده لاستلام ميراثه، ويسعى إلى بيع الأملاك التي تتضمن نادي كرة قدم فيمر بعدد من المواقف غير المتوقعة.

كما جُسدت شخصية المدرب المصري الشهير حسن شحاتة في فيلم "طير أنت" الذي قدمه أحمد مكي ضمن قالب كوميدي. و"عيال حريفة" الذي ناقش أحوال كرة القدم النسائية في مصر. ومن ضمن الأفلام التي برزت أيضاً "الزمهلاوية" ويعد من أشهر الأفلام الكوميدية تجسيداً للعلاقة بين مشجعي القطبين وخلافاتهم المستمرة.

وتدور أحداث الفيلم حول عائلتي "شحاتة حسين" صلاح عبد الله و"سليم أبو نولس" عزت أبو عوف، الذي ينتمي أحدهما إلى الزمالك والآخر إلى الأهلي وظهر فيه عدد من نجوم الأهلي والزمالك حينها مثل عمرو زكي ومحمد ناجي جدو.

اقرأ المزيد

المزيد من سينما