ملخص
تتواصل المعارك بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في مناطق بشمال قطاع غزة ووسطه وجنوبه، بينما تتزايد الشكوك في شأن إمكانية التوصل إلى هدنة مع تمسك الطرفين بشروطهما التي قد تعيق استئناف المفاوضات التي يدعو إليها الوسطاء.
فيما تعرضت مناطق عدة في قطاع غزة لقصف دام، وسط استمرار المعارك بين "حماس" وإسرائيل، أعلنت الولايات المتحدة أمس الإثنين أنها تريد من مجلس الأمن الدولي أن يتبنى قراراً يدعم اقتراح إنهاء القتال في غزة من خلال اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد "كثير من الزعماء والحكومات، بما في ذلك في المنطقة، أيدوا هذه الخطة وندعو مجلس الأمن إلى الانضمام إليهم في الدعوة إلى تنفيذ هذا الاتفاق من دون إبطاء ومن دون شروط أخرى".
ووزعت مسودة نص من صفحة واحدة على المجلس المؤلف من 15 عضواً. ويحتاج إقرار المشروع إلى تأييد تسعة أصوات في الأقل وعدم استخدام أي من الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا أو الصين أو روسيا حق النقض، وفق وكالة "رويترز".
ويدعو مشروع القرار "حماس" إلى قبول الاتفاق و"التنفيذ الكامل لبنوده من دون إبطاء أو شروط". كما "يشدد على أهمية التزام الأطراف شروط الاتفاق بمجرد الاتفاق عليه بهدف التوصل إلى وقف دائم للأعمال القتالية".
وحثت غرينفيلد أعضاء المجلس على تبني القرار. وقالت "يجب أن نتحدث بصوت واحد دعماً لهذا الاتفاق".
وأعلن زعماء مجموعة السبع في بيان أنهم "يؤيدون بالكامل وقف إطلاق النار الشامل واتفاق إطلاق سراح الرهائن وسيدعمونه". وقال وزراء خارجية السعودية والأردن والإمارات وقطر ومصر إن من المهم "التعامل بجدية وإيجابية".
استعداد إسرائيلي
من جانبه، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض الإثنين إن إسرائيل أبدت استعدادها للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن، والكرة صارت في ملعب "حماس".
وجاءت تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان على رغم الشكوك المتزايدة في شأن الخطة التي وصفها بايدن بأنها مبادرة إسرائيلية لكنها لقيت ردود فعل متباينة من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال سوليفان خلال منتدى التأثير العالمي (غلوبل إمبكت فوروم) في واشنطن "لقد رأينا مجدداً استعداداً من إسرائيل في نهاية الأسبوع للمضي قدماً وإبرام اتفاق".
وأضاف "كل هؤلاء الأشخاص الذين دعوا إلى وقف إطلاق النار طوال هذا الوقت، عليهم أن يوجهوا أعينهم إلى (حماس) هذا الأسبوع ويقولوا: حان وقت الجلوس إلى الطاولة، وإبرام هذه الصفقة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر "إذا قرر زعيم (حماس) في غزة يحيى السنوار أنه في أمان في نفق وأن هذا الاقتراح ليس في مصلحته لأنه يشعر بالأمان، فهذا تقييم يمكنه القيام به... لكنني أعتقد أنه من الواضح جداً أن (المقترح) في مصلحة الشعب الفلسطيني"، معتبراً أنه "مطابق تقريباً" للاقتراح الذي قدمته "حماس" قبل بضعة أسابيع، معرباً عن أمله في ألا تغير "حماس" موقفها.
"الأفضل" لغزة وإسرائيل
وقال سوليفان الذي قام بسلسلة من الزيارات إلى الشرق الأوسط منذ هجمات "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وبدء الحرب، إن الاتفاق سيكون "أفضل شيء" لسكان غزة وإسرائيل والولايات المتحدة.
وأعلن بايدن الجمعة ما وصفها بخطة إسرائيلية من ثلاث مراحل من شأنها إنهاء الحرب وتأمين الإفراج عن جميع الرهائن وإعادة إعمار القطاع الفلسطيني المدمر من دون وجود "حماس" في السلطة.
لكن نتنياهو سارع إلى التأكيد أن إسرائيل ستمضي في الحرب حتى تحقق جميع أهدافها، بما في ذلك إنهاء "حماس" كقوة عسكرية وسياسية. وأضاف متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية الإثنين أن رئيس الوزراء يعتبر الخطة التي طرحها بايدن "غير مكتملة".
من جهتها، قالت "حماس" الجمعة الماضي إنها تنظر "بإيجابية" إلى الخطوط العريضة التي أعلنها بايدن، لكنها لم تدل بأي تعليق رسمي منذ ذلك الحين.
وأكد البيت الأبيض الإثنين أن خطة السلام هي خطة إسرائيلية لم تتول واشنطن صياغتها للضغط على حليفتها الرئيسة في الشرق الأوسط.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين "إنه اقتراح إسرائيلي. وهو اقتراح عملنا عليه نحن وهم من خلال دبلوماسية مكثفة". وأضاف أن بايدن أبلغ إسرائيل مسبقاً بأنه سيصدر هذا الإعلان. وأشار كيربي "شعر الرئيس أنه من المهم إعلانها حتى يتمكن العالم كله من الاطلاع عليها".
ومع اعترافها بالانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية ترى الولايات المتحدة أن "النزاع الذي لا نهاية له في غزة، بحثاً عن فكرة ما لتحقيق النصر الكامل، لن يجعل إسرائيل أكثر أماناً"، وفقاً لماثيو ميلر الذي قال إن "(حماس) تضاءلت على نحو لا يصدق" خلال الأشهر الثمانية من الحرب، بعد مقتل كثير من مقاتليها وتدمير أسلحتها ومصانع الأسلحة الموجودة تحت الأرض.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
زعماء "السبع" يؤيدون خطة السلام
قال زعماء مجموعة السبع في بيان أمس الإثنين إنهم "يؤيدون تماماً وسيدعمون" وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الرهائن في غزة الذي أعلنه بايدن داعين حركة "حماس" إلى قبوله.
وذكر البيان أن الاتفاق "سيقود إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وزيادة كبيرة ومستدامة في المساعدات الإنسانية لجميع أنحاء غزة، ونهاية دائمة للأزمة، مع ضمان مصالح إسرائيل الأمنية وسلامة المدنيين في غزة".
وأكدت مجموعة السبع، التي تتولى إيطاليا رئاستها الدورية لعام 2024، مجدداً دعمها "مساراً موثوقاً به نحو السلام يقود إلى حل الدولتين".
وجاء في بيان مجموعة السبع "ندعو (حماس) إلى قبول هذه الصفقة، إذ إن إسرائيل مستعدة للمضي قدماً فيها، ونحث الدول التي لها تأثير على (حماس) على المساعدة في ضمان قيامها بذلك".
معارك متواصلة
ميدانياً، تتواصل المعارك بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في مناطق في شمال القطاع ووسطه وجنوبه، بعد قرابة ثمانية أشهر من الحرب المدمرة.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن قواته ضربت "أكثر من 50 هدفاً في قطاع غزة" خلال الأيام الماضية. وقال إنه يواصل عملياته "المحددة الأهداف القائمة على المعلومات الاستخباراتية في منطقة رفح"، وأن قواته عثرت على "كميات كبيرة من الأسلحة في المنطقة".
كلمة نتنياهو أمام الكونغرس
من جانبها، أفادت وسائل إعلام أميركية الإثنين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي وافق على دعوة من قادة الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس الأميركي لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ.
وفي وقت لاحق نفى مكتب نتنياهو التقارير الأميركية التي أفادت بأنه سيكون في واشنطن في الـ13 من يونيو (حزيران) لإلقاء كلمة أمام الكونغرس الأميركي، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الثلاثاء.
وقال مكتب نتنياهو لوسائل الإعلام الإسرائيلية إن موعد كلمته أمام الكونغرس "لم يتم تحديده بصورة نهائية"، لكنه لن يكون في الـ13 من يونيو لتعارض هذا التاريخ مع عطلة يهودية.
مقتل رهينة إسرائيلي - بريطاني
أكد كيبوتس إسرائيلي الإثنين مقتل الرهينة الإسرائيلي - البريطاني نداف بوبلويل في قطاع غزة، بعد أن أعلنت كتائب "القسام" الذراع العسكرية لحركة "حماس" الشهر الماضي أنه توفي متأثراً بجروح أصيب بها.
وقال كيبوتس نيريم في بيان إنه "يعلن بحزن عميق وفاة المختطف نداف بوبلويل في الأسر لدى (حماس) في غزة".
مقتل فلسطيني بالضفة الغربية
وأعلنت شرطة الحدود الإسرائيلية أن قوات الأمن قتلت مسلحاً فلسطينياً مطلوباً في مداهمة في الضفة الغربية الإثنين.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن شخصين قُتلا وأصيب ستة آخرون في المداهمة الإسرائيلية قرب مدينة نابلس.
وأشارت شرطة الحدود الإسرائيلية إلى أنه بعد القضاء على المسلح، فتح فلسطينيون آخرون النار على قوات الأمن، ووقعت معركة بالأسلحة النارية. وأضافت أن عدداً من المسلحين الفلسطينيين أصيبوا.
وقالت حركة "الجهاد الاسلامي" إن عناصرها "يخوضون اشتباكات مسلحة وعنيفة" مع القوات الإسرائيلية في مخيم بلاطة ومحيط المخيم "بصليات من الرصاص والعبوات المحلية الصنع".
وأصدرت حركة "حماس" بياناً نددت فيه بالمواجهات في محيط مخيم بلاطة مؤكدة أن اغتيالات إسرائيل لن تحد من "المقاومة في الضفة الغربية".
وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة بين إسرائيل و"حماس"، مع وقوع غارات متكررة من جانب الجيش على الجماعات المسلحة، وهجمات مستوطنين يهود في القرى الفلسطينية، وهجمات فلسطينية مميتة في الشوارع. وكان العنف متصاعداً بالفعل حتى قبل اندلاع الحرب.