ملخص
نشرت هذه الوقائع في الوقت الذي يجتمع فيه ممثلون من جميع أنحاء العالم في بون لدفع مفاوضات المناخ قبل مؤتمر الأطراف الـ29 المقرر عقده في باكو نهاية العام.
حذر عشرات من أبرز الباحثين في دراسة نشرت نتائجها اليوم الأربعاء من أن ارتفاع حرارة الأرض الناجم عن النشاط البشري بلغ "مستوى غير مسبوق" والفترة الزمنية المتاحة للحد من زيادة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية تضيق.
وذكر العلماء أن "ارتفاع حرارة الأرض الذي يسببه الإنسان زاد بمعدل غير مسبوق في القياسات التي أجريت باستخدام أدوات علمية ليبلغ 0.26 درجة مئوية في الفترة بين 2014-2023".
هذه الوقائع التي نشرت في مجلة "بيانات نظام الأرض العلمية" (إرث سيستم ساينس داتا) ثمرة عمل نحو 60 باحثاً معروفاً يعتمدون على أساليب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وهم خبراء المناخ المفوضون من قبل الأمم المتحدة.
وأهمية الدراسة تكمن في أنها توفر مؤشرات محدثة بناء على تقرير الخبراء من دون انتظار الدورة المقبلة بعد أعوام.
بالنسبة إلى حقبة ما قبل الصناعة، بلغ هذا الاحترار الذي سببه الإنسان 1.19 درجة مئوية خلال العقد الحالي، مما يظهر زيادة واضحة مقارنة بالأرقام الواردة في التقرير الأخير الذي نشر قبل عام (1.14 درجة مئوية خلال الفترة 2013-2022).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بالنسبة إلى عام 2023 وحده، بلغ الاحترار الناجم عن النشاط البشري 1.31 درجة مئوية، ووصل إجمالي الاحترار المسجل إلى 1.43 درجة مئوية لأن التقلب الطبيعي للمناخ قام بدور أيضاً بدءاً من ظاهرة "إل نينيو".
ويعتزم العلماء تقديم بيانات محدثة سنوياً لإبلاغ المشاركين في مفاوضات مؤتمر الأطراف والنقاش السياسي، في حين يعتبر العقد الحالي حاسماً لإنقاذ أهداف اتفاق باريس لعام 2015 الذي يرمي إلى احتواء الاحترار عند أقل من درجتين مئويتين وإذا أمكن عند 1.5 درجة مئوية.
ونشرت هذه الوقائع في وقت يجتمع ممثلون من جميع أنحاء العالم في بون لدفع مفاوضات المناخ قبل "مؤتمر الأطراف الـ29" المقرر عقده في باكو نهاية العام (11-22 نوفمبر/ تشرين الثاني).
ظاهرة الاحترار ناجمة عن انبعاثات غازات الدفيئة، الناتجة بصورة رئيسة من الاستخدام المكثف للوقود الأحفوري (النفط والغاز والفحم) الذي بلغ مستويات قياسية، نحو 53 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً خلال الفترة 2013-2022، وسجل 55 مليار طن لعام 2022 وحده.
ويشير العلماء إلى تأثير آخر قام بدور أيضاً وهو انخفاض التبريد بسبب الجزيئات الملوثة العالقة في الهواء التي تعكس الشمس وتسمح بتكوين بعض السحب.
وقال غلين بيترز من مركز أوسلو لأبحاث المناخ الدولية إن "السبب الرئيس هو السيطرة على تلوث الهواء أولاً في أوروبا والولايات المتحدة وأخيراً في آسيا، بخاصة في الصين".
ويسلط باحثون الضوء على دور الضوابط الأخيرة الأكثر صرامة للنقل البحري، لكن خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت خصوصاً في قطاع الفحم، بدأ في الثمانينيات كما يوضح غلين بيترز.
أما موازنة الكربون المتبقية، فهي آخذة في التراجع وتشير إلى هامش المناورة وهو الكمية الإجمالية من ثاني أكسيد الكربون التي لا يزال من الممكن انبعاثها مع الحفاظ على فرص بنسبة 50 في المئة للحد من احترار الأرض بما لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية.
وتبلغ هذه "الموازنة" نحو 200 مليار طن فقط، أي ما يعادل نحو خمسة أعوام من الانبعاثات بالمعدل الحالي، مقارنة بـ250 ملياراً في النسخة الأخيرة من الدراسة قبل سنة.
وقال العلماء إنه "عقد حاسم"، مرجحين أن "يتم الوصول إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية أو تجاوزه في العقد المقبل" وسط غياب تبريد يمكن أن ينجم عن ثوران بركاني كبير.
وأكدوا أنه "أيضاً العقد الذي نتوقع فيه أن تصل الانبعاثات العالمية إلى ذروتها قبل أن تبدأ بالانخفاض بصورة كبيرة".
وعلى رغم المستويات القياسية التي سُجلت، إلا أن وتيرة الزيادة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تباطأت في العقد الحالي مقارنة بالعقد الأول من القرن الـ21، ويعبر التقرير عن "قليل من التفاؤل" على حد قول المؤلف الرئيس بيرس فورستر من جامعة ليدز.
وصرح بيير فردلنغشتاين من جامعة إكستر إلى وكالة الصحافة الفرنسية بأن "سرعة زيادة انبعاثات غازات الدفيئة أقل مما كانت عليه عام 2000 لكنها لا تزال ترتفع"، لذا "تستمر كثافتها في الصعود وكذلك الاحترار المناخي".
وشدد على أنه "لا بد من أن تنخفض الانبعاثات إلى الصفر".