Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دبلوماسية أميركية: إسرائيل مستعدة لتنفيذ خطة غزة ونحن ضامن لها

إليزابيث ستكني قالت لـ"اندبندنت عربية" إن المقترح يضع الكرة في ملعب "حماس" وباحثون: بايدن يحاول محاصرة نتنياهو وإسقاطه

بايدن خلال لقائه نتنياهو في 18 أكتوبر الماضي (ا ف ب) 

تحف الضبابية الخطة المقترحة التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن لإنهاء الحرب في غزة، وتثار تكهنات وأسئلة عدة لا أميركا ولا إسرائيل بدتا مستعدتين لوضع حد لها، ومنها ما يتعلق بالسبب الذي دفع بايدن إلى إعلان الخطة بوصفها مقترحاً إسرائيلياً، في وقت يرفضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيراً إلى وجود اختلافات مع ما أعلنه بايدن.

هذا السؤال طرحته "اندبندنت عربية" على المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية إليزابيث ستكني فقالت، "أبلغنا الإسرائيليين قبل خطاب الرئيس بايدن، والاقتراح هو اقتراح إسرائيلي وكان حصيلة دبلوماسية مكثفة بين الطرفين".

قطر نقلت المقترح لـ "حماس"

وعند سؤالها مرة أخرى عن المعارضة الإسرائيلية للخطة، ردت الدبلوماسية الأميركية "لا أستطيع التحدث بالنيابة عن الحكومة الإسرائيلية، فموقف الحكومة الأميركية هو أن المقترح عبارة عن خطة إسرائيلية والإدارة تأمل بأن تقبله ’حماس‘"، مؤكدة أن بلادها واثقة من أن "إسرائيل مستعدة للمضي قدماً في ذلك".

Listen to "تصريحات من المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية حول مقترح غزة" on Spreaker.

وبينما ترفض الخارجية الأميركية "التحدث نيابة عن إسرائيل"، لم يتوان الرئيس بايدن الجمعة الماضي عن طرح "المقترح الإسرائيلي" المكون من ثلاث مراحل، نيابة عن حكومة بنيامين نتنياهو، ووصفه بأنه خريطة الطريق لوقف إطلاق النار والإفراج عن كل الرهائن، مؤكداً أن الخطة نُقلت لحركة "حماس" عبر الوسيط القطري.

وأفاد بايدن بأن المرحلة الأولى تستمر ستة أسابيع وتشمل وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة، وإطلاق عدد من المحتجزين بمن في ذلك النساء وكبار السن والجرحى في مقابل إطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين". 

وستشهد المرحلة الثانية نهاية دائمة لأعمال القتال وتبادل كل المحتجزين الأحياء الباقين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق في غزة، فيما ستشمل المرحلة الثالثة خطة إعمار كبيرة للقطاع.

بايدن يحاصر نتنياهو

ويرى الباحث غير مقيم في "مؤسسة كارنيغي" هشام الغنام أن "بايدن حاصر نتنياهو عندما كشف عن المقترح ومعالم المفاوضات"، مضيفاً "مرّ الأميركيون بتجربة صعبة مع حكومة نتنياهو، ففي أوائل شهر مايو (أيار) الماضي زار رئيس الـCIA وليام بيرنز إسرائيل ومصر وقطر، وصاغ مقترحاً وافقت عليه إسرائيل في البداية، ومع ذلك فعندما قبلت ’حماس‘ المقترح أعلنت إسرائيل معارضتها، وخلص الأميركيون إلى أن إسرائيل لا تريد وقف الحرب".

ويشير الغنام الذي يشرف على مركز البحوث في "جامعة نايف" في السعودية إلى أن "الأميركيين قرروا إعلان الاتفاق الجديد الذي توصلوا إليه مع الإسرائيليين بعد جولة مفاوضات أخرى لإجبار إسرائيل على الالتزام به، زاعمين أن الكرة الآن في ملعب ’حماس‘". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعن رد فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي قال إن "نتنياهو يقاوم من خلال الادعاء بأنه لم يوافق على هذه المعايير مع الأميركيين، لأنه يخشى أن أي اتفاق لإنهاء الحرب سيهدد بقاء حكومته المكونة من أحزاب سياسية متطرفة لا تريد وقف الحرب، ولذلك يريد الدخول في مفاوضات مع ’حماس‘ من دون إتمامها".

ويقول الباحث المتخصص في السياسة الخارجية الأميركية عودة أبو ردين إنه "يجب أخذ أمرين بعين الاعتبار عند مناقشة المقترح الأخير لإنهاء حرب غزة، الأول أن كلاً من بايدن ونتنياهو كائنات سياسية، فهما يريدان البقاء في السلطة، وأية خطوة منهما لا تتخذ من دون مراعاة مستقبلهما السياسي"، لافتاً إلى أن بايدن لا يشعر بالارتياح من وجود أصدقاء كثر لنتنياهو في واشنطن والحزب "الجمهوري" ممن يدعمون موقفه.

واعتبر أبو ردين بأن مستشار السياسة المحلية في البيت الأبيض يملك تأثيراً لا يقل أهمية، وربما أكبر، من تأثير مستشار السياسة الخارجية في خطط الإدارة حيال هذه الحرب، بسبب تأثيرها المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة"، مشيراً إلى أن "إدارة بايدن كانت تفضل عدم التعامل مع القضية الفلسطينية قبل أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023".

أما العامل الثاني، وفق أبو ردين، فهو رد الفعل الدولي السلبي تجاه إسرائيل وأميركا بسبب الحرب التي طالت وتهدد بالتوسع، مشيراً إلى أن الإسرائيليين والأميركيين توقعوا أنه يمكن القضاء على "حماس" خلال أشهر وبحلول يناير (كانون الثاني) 2023 كحد أقصى، وهو ما لم يحدث.

وأضاف بأن تل أبيب أرادت احتواء الصراع ولكنها فشلت في ضوء ما يحدث في لبنان وهجمات الحوثي في البحر الأحمر والهجمات على القوات الأميركية في العراق، متابعاً أن "كلاً من إسرائيل وبايدن و’حماس‘ أخطأوا في حساباتهم".

مقترح مختلق لإسقاط نتنياهو

من جانبه، يقول ديفيد دي روش مدير مكتب الخليج وشبه الجزيرة العربية في "البنتاغون" سابقاً إن "إدارة بايدن خلصت إلى أنها لا تستطيع التعامل مع الحكومة الإسرائيلية الحالية، وكانت هناك تقارير تفيد بأن بريت ماكغورك كان يجتمع في عمان مع الإيرانيين وأحد القضايا التي كانوا يناقشونها كيفية التوصل لحكومة إسرائيلية جديدة، وهو أمر مثير للدهشة".

 وأضاف دي روش في حديث لـ"اندبندنت عربية" بأن الصفقة المعلنة يجب أن تؤخذ في سياق محاولة بايدن إسقاط حكومة نتنياهو، عبر دفع اقتراح قد يكون مقبولاً للبعض داخل إسرائيل، وغير مقبول لحكومة نتنياهو. 

وتابع، "لا أعتقد أن إدارة بايدن ستكذب بشأن هذا، ولكنها ستختلق شيئاً ما لأنها تحاول إيجاد قيادة جديدة في إسرائيل. أما المشكلة الأخرى فهي إصرار نتنياهو على البقاء لأنه يخشى إذا ترك رئاسة الوزراء، سيواجه محاكمة جنائية.

وبالتوازي، يواجه بايدن ضغوطاً انتخابية بينما يزداد الاستياء في أوساط قاعدته الانتخابية، حتى في ولايات ديمقراطية قوية مثل ميشيغان ومينيسوتا وهو ما لم يكن متخيلاً في الماضي وفق المسؤول الدفاعي السابق.

أميركا ضامن لإسرائيل

وحول التوصل إلى جدول زمني يحدد تواريخ بدء المراحل الثلاث، قالت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية إن "هناك مجموعة من التفاصيل التي يجب التفاوض في شأنها للانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية، وإذا استغرقت المفاوضات أكثر من ستة أسابيع للمرحلة الأولى فإن وقف إطلاق النار سيستمر طالما استمرت المفاوضات".

وأوضحت ستكني بأن "الكرة في ملعب ’حماس‘ لقبول الصفقة"، مشيرة إلى أنه "بموجبها ستزيد المساعدات الإنسانية إلى 600 شاحنة تدخل غزة يومياً، وبصورة منفصلة ستواصل واشنطن الضغط من أجل الفتح الفوري لجميع نقاط الوصول لمساعدة المدنيين الفلسطينيين". 

ووفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة فقد دخلت غزة130  شاحنة فقط يومياً في المتوسط ​​بين شهري ديسمبر (كانون الأول) 2023 ومارس (آذار) 2024، وهو رقم أقل بكثير من الحد الأدنى الضروري لإطعام ملايين الفلسطينيين والذي يتراوح ما بين 500 و 600 شاحنة.

وعما إذا أصيبت واشنطن بخيبة أمل بعد رد الفعل الفوري من نتنياهو الذي انتقد الاتفاق قالت، "لقد وصف الرئيس بدقة الاقتراح الإسرائيلي، وهذا الاقتراح صيغ بعد أشهر من المفاوضات، وقد سُلم إلى ’حماس‘ ونحن الآن ننتظر الرد الرسمي منها".

وأكدت المسؤولة الأميركية أن بلادها ستكون ضامناً لإسرائيل، مضيفة أن "الولايات المتحدة ستساعد في ضمان وفاء إسرائيل بالتزاماتها، وبموجب الاتفاق ستنسحب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة خلال المرحلة الأولى، ومن أنحاء غزة كافة في المرحلة الثانية".

من جهتها علّقت حركة "حماس" على الخطة السبت الماضي بالقول، "ننظر بإيجابية إلى ما تضمنه خطاب الرئيس الأميركي حول وقف إطلاق النار في غزة".

المزيد من تقارير