النفط يرتفع لكنه يتجه لثالث خسارة أسبوعية

ارتفعت أسعار النفط اليوم الجمعة إذ أشارت تطمينات من السعودية وروسيا العضوين في "أوبك+" إلى الاستعداد لوقف زيادات إنتاج النفط أو إلغائها، لكن أسعار الخام لا تزال تتجه نحو تكبد خسائر للأسبوع الثالث بسبب مخاوف تتعلق بالطلب.

وانخفض الخام هذا الأسبوع بسبب قرار "أوبك+" الأحد الماضي التخلص التدرجي من بعض خفوض إنتاج النفط اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول) 2024، ووسط قلق يتعلق بالطلب نتيجة تزايد المخزونات الأميركية.

زيادة الوظائف الأميركية

في غضون ذلك، تسارع نمو الوظائف في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع في مايو (أيار) الماضي مبقياً مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في مساره لإرجاء خفض سعر الفائدة حتى سبتمبر (أيلول) 2024 على أقرب تقدير.

وأظهر أيضاً تقرير الوظائف الصادر عن وزارة العمل اليوم الجمعة أن معدل البطالة زاد إلى أربعة في المئة من 3.9 في المئة في أبريل (نيسان) الماضي، ليتجاوز بذلك عتبة رمزية ظل معدل الوظائف دونها لمدة 27 شهراً متتالياً.

وتراخت سوق العمل في الأشهر القليلة الماضية لكنها لا تزال قوية بدرجة أمهلت المركزي الأميركي وقتاً كافياً حتى الآن لاتخاذ قرار في شأن توقيت بدء خفض كلف الاقتراض.

وقال مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل إن عدد الوظائف في القطاع غير الزراعي زادت 272 ألف وظيفة مايو الماضي.

إلى ذلك، قد تلقي تلك البيانات مزيداً من الضوء على موعد خفض البنك المركزي الأميركي لأسعار الفائدة هذا العام، إذ يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى تحفيز النمو الاقتصادي ومن ثم الطلب على النفط.

في غضون ذلك، ارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" 26 سنتاً أو 0.3 في المئة إلى 80.13 دولار للبرميل، بينما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 12 سنتاً أو 0.2 في المئة إلى 75.67 دولار للبرميل.

وعن ذلك قال أولي هانسن من "ساكسو بنك" إنه بعد تعافيه من عمليات البيع الكبيرة التي حدثت في وقت سابق من الأسبوع، بدأ النفط الخام في الاستقرار حالياً. وأضاف "من المرجح أن يحدد المستوى العام للرغبة في المخاطرة تجاه النفط قبل عطلة نهاية الأسبوع".

نمو الطلب على النفط

في الأثناء، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك اليوم الجمعة إن الطلب على النفط سينمو بأكثر من مليون برميل يومياً في كل من الأعوام العشرة المقبلة، مضيفاً على هامش منتدى بطرسبرغ الاقتصادي "إنه لضمان التوازن في السوق من الضروري زيادة العرض.

انخفاض واردات الصين

في الشرق الأقصى، أظهرت بيانات رسمية اليوم الجمعة أن واردات الصين من النفط الخام انخفضت 8.7 في المئة الشهر الماضي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي مع تقليص مصافي التكرير مشترياتها في ظل عمليات صيانة مكثفة لها وتراجع أرباح الأرباح وضعف الطلب على المنتجات النفطية المكررة.

وكشفت بيانات الإدارة العامة للجمارك أن واردات أكبر مشتر للنفط الخام في العالم بلغت الشهر الماضي 46.97 مليون طن، أو نحو 11.06 مليون برميل يومياً.

وهذه أكبر من الكمية في أبريل (نيسان) الماضي التي بلغت 10.88 مليون برميل يومياً وأقل من 12.11 مليون برميل يومياً قبل عام.

وقالت شركة "أويلتشيم" الصينية لاستشارات السلع إن "انخفاض الواردات يأتي في وقت تقوم فيه مصافي التكرير الكبيرة التي تديرها الدولة بصيانة دورية".

من جانبه، ذكر المحلل في شركة "رياستاد إنرغي" لين يي "بصرف النظر عن أنشطة الصيانة المكثفة لمصافي التكرير في أبريل ومايو الماضيين، كان ضعف الطلب على البنزين والديزل السبب الرئيس أيضاً وراء ضغوط التشغيل.

وانخفض الطلب المحلي على الديزل هذا العام عن المتوقع مع دخول شاحنات الغاز الطبيعي المسال سريعاً بسبب أسعار الغاز الرخيصة نسبياً.
وخفضت مصاف صغيرة ومستقلة في مركز التكرير شرق شاندونغ الإنتاج لأن ارتفاع كلف النفط الخام قلصت أرباح التكرير واضطر بعضها إلى معالجة مزيد من زيت الوقود منخفض السعر.

وبلغ إجمال الواردات خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) 2023 إلى مايو الماضي 229.03 مليون طن أو نحو 11 مليون برميل يومياً، بانخفاض 1.2 في المئة عن الفترة نفسها من 2023.