Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بحر غزة حمام كبير لسكان القطاع مع أزمة المياه

يلجأ النازحون إلى الاستحمام في المياه المالحة مع ارتفاع درجات الحرارة

بسبب نقص المياه يستحم سكان غزة في مياه البحر المالحة (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

لعدم توافر المياه يضطر سكان غزة إلى الاتجاه صوب البحر من أجل الاغتسال والاستجمام فهو مصدر المياه الوحيد المتاح أمامهم

بمجرد ما وصل إلى شاطئ البحر، نزل ثائر إلى المياه فوراً، لكنه لم يمارس رياضة السباحة بحركاتها المعروفة، بل كان يريد أن يغتسل، فيسكب الماء على رأسه وجسمه ويفرك فروة رأسه ليزيل العرق والرواسب.

يتعامل ثائر مع بحر غزة على أنه حمام اغتسال كبير ومجاني، إذ جلب أبناءه الأربعة للاستحمام، ويساعدهم بنفسه في سكب المياه المالحة على أجسادهم، في محاولة منهم لتمرير أزمة نقص المياه بأقل ضرر ممكن.

تكدس النازحين السبب

كان ثائر نازحاً في محافظة رفح أقصى جنوب غزة، وعندما شن الجيش الإسرائيلي هجومه على المدينة هرب مرة أخرى نحو دير البلح وسط القطاع، حيث المنطقة الإنسانية التي خصصتها تل أبيب لاستيعاب النازحين.

في دير البلح واجه النازحون الذين تكدسوا في خيام ومعسكرات إيواء أزمة مياه خانقة لا مثيل لها منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حتى إن عدم توافر المياه شمل أولئك الذين يعيشون في بيوتهم ويتمتعون بشبكة مياه وصرف صحي جاهزة.

وبسبب التكدس الكبير في المناطق الإنسانية، تفاقمت أزمة المياه، ويقول رئيس بلدية دير البلح دياب الجرو "وصل التعداد السكاني في منطقة وسط القطاع إلى نحو 1.5 مليون نسمة، فهذا عدد ضخم على مواد المياه المحدودة في المحافظة".


ويضيف أنه "قبل العملية العسكرية في رفح، كان بإمكاننا توفير المياه مرتين في الأسبوع لكل منطقة في وسط القطاع، لكن اليوم تعجز طواقمنا عن وصل الخطوط، ويمكن تزويد كل بقعة سكنية بالمياه مرة واحدة كل 15 يوماً".

ويوضح الجرو أن نقص المياه في دير البلح له ثلاثة أسباب، الأول الازدحام السكاني الضخم والثاني موارد المياه القليلة، بينما السبب الثالث فهو نفاد الوقود الخاص بتشغيل محطات الضخ والمعالجة والتحلية.

العيش أمام البحر شجعهم

تطل دير البلح كما بقية المناطق الإنسانية على شاطئ البحر، وبسبب نقص المياه الشديد، لم يجد النازحون سوى البحر مصدراً لا ينفد للمياه، ولهذا لجأوا إليه للاغتسال والاستجمام، واعتبروه حماماً كبير لكل سكان القطاع.

يوضح ثائر أن "درجات الحرارة بدأت ترتفع في غزة، ولا يمكن لأي شخص أن يبقى من دون اغتسال لمدة ثلاثة أيام متتالية في الصيف، وهذه حال سكان غزة، فالمياه دائماً مقطوعة وغير متوافرة".

ويقول "قررنا النزول إلى البحر من أجل الاغتسال في المياه المالحة، نستحم هناك في أي وقت وبصورة يومية، إذ يعدّ الشاطئ أفضل مصدر للمياه وليس هناك ازدحام على رغم أن هناك مئات الآلاف ينزلون إليه، لكن لا يصطفون في طوابير للاستحمام".

من دون صابون

وفي حالة أخرى، يئس شادي من الاصطفاف في طوابير طويلة أمام محطة المياه الوحيدة في دير البلح أو أمام الصهاريج المتنقلة، من أجل جلب غالون مياه، وقرر أن يذهب إلى البحر للاغتسال فيه بصورة يومية.

في البحر لم يتمكن شادي من استخدام الشامبو لأنه لا يتناسب مع المياه المالحة، فيقول "تخيل أننا نستحم في غزة من دون صابون أو شامبو".

شادي كما مئات آلاف النازحين يستحمون في البحر، باعتبار أن مياهه المالحة لا تنضب".

أما خميس، فظل يتساءل حول كيفية توفير المياه لأطفاله وكيفية الحصول عليها في اليوم التالي، حتى وجد أن غالبية سكان غزة يذهبون إلى البحر من أجل الاغتسال والاستجمام.

يستحم خميس بصورة يومية في البحر، لكنه لا يعتبر نفسه اغتسل، ويقول "نلجأ إلى البحر للاغتسال على رغم أن المياه المالحة غير صالحة للاستحمام".

ويضحك خميس من فكرة اعتبار بحر غزة حمام اغتسال كبيراً، لكنه يؤكد أن هذا ما حدث بالفعل نتيجة الحرب، ويضيف أنه "قبل القتال، كنا نذهب إلى البحر من أجل السباحة، وبعد الانتهاء من رحلة الاستجمام نعود لبيوتنا ونغتسل بمياه عذبة، اليوم أصبح ذلك ضرباً من الخيال".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

النساء أيضاً

تحول البحر بالنسبة إلى رويدا من مكان للترفيه وقضاء أوقات جميلة أمام تضارب الأمواج، إلى مأوى تعيش قبالته في خيمة بسيطة، تقول "لا توجد شبكة مياه في منطقتي، لكن البحر قبالة نظري، كل يوم أذهب إليه مع أطفالي وأستحم فيه".

الاستحمام في البحر ليس للرجال فقط، فالنساء أيضاً أصبحن ينزلن في المياه المالحة مع ارتفاع درجات الحرارة وعدم توافر المياه، وتعتقد رويدا بأن البحر أسهم بصورة ما في حل أزمة المياه.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير