Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تصميم علاج السرطان لملاءمة كل حالة يساعد على الشفاء

"أدوية موجهة" تستخدم تقنيات التصنيف الجيني تعطي الأمل للأطفال المصابين بالمرض

يستخدم الطب الدقيق تقنية تحليل تركيبة الجينوم ويتفوق على العلاجات المعتادة في معدلات بقاء الأطفال المصابين بالسرطان على قيد الحياة (رويترز)

ملخص

الطب الدقيق يعتمد على معلومات عن الجينات في سرطانات الأطفال كي يوجه الأدوية بدقة وحدها، مما يرفع معدلات الشفاء منها

وجدت دراسة جديدة أن تصميم علاج السرطان كي يتلاءم مع حالة كل طفل على حدة، يؤدي إلى زيادة وازنة في الشفاءات، مما يعطي أملاً لملايين الأطفال وعائلاتهم.

وشكلت الدراسة جزءاً من برنامج أستراليا الوطني في الطب الدقيق عن علاج الأطفال المصابين بالسرطان، وانخرط فيه 100 عالم وطبيب، وتعاونوا معاً في عمل شمل تسعة مراكز لعلاج سرطانات الأطفال.

واستهل البرنامج عمله في 2017، ويركز على اكتشاف خيارات علاجية جديدة للأطفال الذين لديهم خطورة عالية للإصابة بالسرطانات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويستخدم الطب الدقيق تقنية تحليل تركيبة الجينوم، ويتفوق على العلاجات المعتادة في معدلات بقاء الأطفال المعالجين على قيد الحياة، حتى أولئك الذي يعانون أشكالاً عدوانية من الأورام الخبيثة، وفق دراسة جديدة ظهرت في مجلة "نيتشر مديسين" Nature Medicine العلمية.

وبحسب رئيس التجارب العيادية في "برنامج صفر سرطان لدى الأطفال" Zero Childhood Cancer Programme ديفيد زيغلر، "إنها نتائج مثيرة ونعتقد أنها ستولد تأثيرات مهمة في علاج الأطفال المصابين بالسرطان"، ويذكر أن زيغلر هو مؤلف الدراسة المشار إليها آنفاً.

ويمثل السرطان السبب الرئيس للوفيات المرتبطة بالأمراض، بين أطفال الدول الأكثر تقدماً.

وبحسب الدراسة، فإن ما لا يقل عن ربع الأطفال الذين تشخص أصاباتهم بالسرطانات الأشد عدوانية وخطورة، لديهم فرصة تقل عن 30 في المئة للعيش خمسة أعوام. وفي المقابل، يبدو أن علاج سرطاناتهم بالطب الدقيق يرفع فرص بقائهم على قيد الحياة، بحسب العلماء الذين نهضوا بالدراسة.

وعبر تلك المقاربة، يستطيع الأطباء المعالجون استخدام تقنيات التصنيف الجينية أو الجزيئية كي يضبطوا العلاج ويرفعوه إلى أقصى الفاعلية والفائدة العلاجية بالنسبة إلى المرضى.

وعبر تلك المنهجية، تجري مواءمة العلاجات مع كل مريض على حدة عبر الأخذ في الاعتبار تركيبته الجينية، وتاريخه الطبي، ونتائح فحوصه وسوى ذلك من السمات المتفردة لكل مريض.

وبحسب الدكتور زيغلر "أظهرنا بالفعل أن الطب الدقيق يستطيع المساعدة في التعرف على خيارات جديدة في العلاج بالنسبة إلى مرضى في موضع خطورة مرتفعة، والآن أظهرنا أن الطب يستطيع تقليص حجم الأورام، إضافة إلى إحداث تحسن وازن في معدلات للاستمرارية في الحياة على المدى البعيد، بالنسبة إلى أولئك المرضى".

وفي التفاصيل يرد أن الدراسة راقبت طوال 18 شهراً، مجموعة من 384 طفلاً لديهم سرطانات عالية الخطورة ومعدلات منخفضة في الشفاء.

وقاس العلماء فترات "العيش من دون تقدم السرطان"، أي الوقت الذي يعيشه المريض من دون حدوث تدهور في حالة السرطان لديهم.

ووجدوا أن الأطفال الذين تلقوا العلاج الجديد كانوا أفضل بشكل ملحوظ بالمقارنة مع نظرائهم ممن لم يتلقوا ذلك العلاج، وتضاعفت فترة "العيش من دون تقدم السرطان لمدة سنتين" لدى المجموعة الأولى، بالمقارنة مع من تلقوا العلاج المعياري التقليدي.

وتبين للباحثين أن نحو 55 في المئة من الأطفال الذين تلقوا علاجات شخصية أو مشخصنة [بمعنى دقيقة أي مصممة كي تتوافق مع التركيبة الجينية لسرطاناتهم، ومؤشرات خاصة بهم]، تماثلوا للشفاء بشكل كامل أو جزئي، أو أن حالتهم استقرت لستة أشهر في الأقل.

ووصف العلماء تلك النتائج بأنها "لافتة"، بالنظر إلى أن أولئك الأطفال مصابون بسرطانات من أنواع فائقة العدوانية لم تستجب للمعالجات المعيارية في حالات كثيرة.

وظهر أن الأطفال الذين تلقوا العلاج الجديد في وقت مبكر من مسار معالجتهم، أبدوا تحسناً أكثر بكثير ممن تلقوه بعد تقدم حال المرض لديهم، ويؤشر ذلك على أن التبكير في تقديم العلاج المشخصن يحسن فرص تجنب الموت.

وبصورة عامة، تبرهن تلك المعطيات على أن الأطفال المصابين بسرطانات شديدة الخطورة، يستفيدون بشكل واضح من العلاج الشخصي الذي يجري تحديده بمساعدة التصنيف الشامل للمرضى.

وأفاد مؤلف آخر للدراسة غلين مارشال بأن "هذا العمل يقدم بعض الأمل إلى عائلات افتقدته في أوقات سابقة، ويحدث ذلك عبر نموذج جديد لعلاج سرطانات الأطفال العالية الخطورة، ما من شأنه أن يغير الممارسة الطبية العيادية على المستويين الوطني والدولي".

وأضاف مارشال "أظهرنا أن إحداث تواؤم بين المرضى والمعالجة عبر التحليل الجزيئي [الجيني] لسرطاناتهم، وتقديم علاج موجه مبكر، يشكلان المفتاح لتحقيق أفضل النتائج الممكنة".

© The Independent

المزيد من صحة