Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أم بريطانية ثكلى تحذر من وباء الـ"نيتازين" القاتل

لم يكن الموسيقي ديلان روشا (21 سنة) يملك أدنى فكرة بأن المخدرات التي وصلته بالبريد ممزوجة بنوع قاتل من مادة الـ "نيتازين"

الموسيقي ديلان روشا (21 سنة) وأمه كلير روشا (50 سنة) من ساوثهامبتون (كلير روشا)

ملخص

كلير روشا تحذر من مادة الـ "نيتازين" بعد وفاة ابنها ديلان بسبب تناول المواد الأفيونية الاصطناعية الممزوجة بالمخدرات التقليدية، إذ يتم العثور على مادة الـ "نيتازين"، وهي أقوى بكثير من المورفين، بشكل متزايد في مخدرات مثل الهيروين والوصفات الطبية المزيفة في المملكة المتحدة

عندما اطلعت كلير روشا على نتائج الفحوص التي أُجريت لابنها ديلان بعد وفاته، كانت المرة الأولى التي تسمع فيها بالـ "أيزوتونيتازين" Isotonitazene وهي مادة أفيونية اصطناعية قوية أودت بحياة ابنها في ريعان شبابه، كما أنها أقوى بنحو 500 مرة من المورفين، ولهذا بوسع جرعة صغيرة للغاية منها أن تكون قاتلة.

ولكن ديلان (21 سنة) لم يكن يدرك بأن الهيروين الذي وصله بالبريد كان ممزوجاً بتلك المادة القاتلة، وكانت حالته حينها تدهورت مجدداً بعد معاناته من مشكلة مخدرات مرتبطة باكتئابه.

وكان الموسيقي الموهوب الذي توفي على نحوٍ مفاجئ في يوليو (تموز) 2021 من بين أوائل ضحايا الوفيات المرتبطة بتلك المادة في المملكة المتحدة، وهي جزء من مجموعة خطرة من المواد الأفيونية الاصطناعية الصينية التي تسمى "نيتازين" nitazene.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأخيراً أصدرت والدته المفجوعة تحذيراً صارخاً في شأن أخطار المخدرات التي تغرق الأسواق البريطانية وتحصد أرواح المستخدمين عن غير قصد، بعدما جرى رصدها في الهيروين والأدوية المزيفة التي تباع تحت اسم "زاناكس" Xanax وحتى في بعض السجائر الإلكترونية المهربة بطريقة غير شرعية.

وسبق لـ "اندبندنت" أن كشفت في مايو (أيار) الماضي بأن الـ "نيتازين" مرتبط بوفاة 6.8 أشخاص أسبوعياً كمعدل خلال الأشهر الأخيرة الماضية، مما يرفع عدد الأفراد الذين فقدوا حياتهم بسببه إلى 176 خلال أقل من عام.

وفيما تستعد روشا (50 سنة) من ساوثهامبتون لإحياء الذكرى الثالثة لوفاة ديلان، كشفت عن خشيتها بأن بريطانيا تواجه وباء وفيات ناجمة على شاكلة ما يحصل في الولايات المتحدة، ما لم تستفق البلاد وتتخذ خطوات جذرية لمعالجة الأزمة المتنامية بشكل متسارع.

وقالت لـ "اندبندنت" إن "ديلان أصبح على كل لسان كونه من أوائل الأشخاص الذين يموتون جراء تلك المواد في المملكة المتحدة، ولكن اليوم وبعد مرور ثلاثة أعوام يموت شخص واحد يومياً [للأسباب ذاتها]، فالأمر مخيف وأعتقد أنه رأس الجبل الجليدي وحسب".

ووصفت الأم ديلان، وهو الأكبر بين ابنيها، بأنه "تمتع بشخصية خاصة تميزت بالبراعة والشعبية وكثير من المرح".

وتابعت بأن ابنها المولع بالموسيقى كان "فريداً من نوعه"، مضيفة "أعرف بأن كل أم تقول ذلك عن أولادها ولكنه كان فعلاً كذلك، وكان يقوم بصبغ شعره باللون الأسود الحالك ويرتدي ملابس يشتريها من المتاجر الخيرية، كما كان يحب سرواله الجلدي وبنطال الجينز ذي الثنيات من الأسفل، والرسائل المباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي. أحب موسيقاه للغاية".

ولكنه عاش أيضاً فترات مظلمة وشُخص بمرض الاكتئاب أواخر أعوام مراهقته، إذ استذكرت والدته أنه كان يغلق باب غرفته ويحبس نفسه فيها لأيام وأيام، وافترضت أنه خلال الإقفال العام الذي رافق جائحة كورونا بدأ تناول المخدرات سراً والإدمان عليها.

وشرحت قائلة "أعتقد أنه وجد في مخدرات الشوارع تأثيراً فورياً جعله يشعر أنه بحال أفضل".

وفي عام 2020 دخل إلى المصح بعد أن عادت والدته للمنزل لتجده يتلقى العلاج من قبل المسعفين، وكانت رحلة علاجه ناجحة وغادر المصح مع شعور بالتفاؤل ووضع خططاً للمستقبل، بما في ذلك جولة فنية مع فرقته "هابي 2000" Happy2000.

بيد أن عالم والدته انهار العام التالي عندما استيقظت على اتصال مرعب من صديقة ديلان التي وجدته مغمياً عليه من دون حراك في مرحاض شقتهما المشتركة.

وقالت الوالدة "تلقيت اتصالاً حوالى الساعة الخامسة من فجر الـ 24 من يوليو (تموز) من صديقته التي قالت لي 'وجدت ديلان فاقداً للوعي، حضر المسعفون إلى المكان ولكن الأمور لا تبدو جيدة'، وعندما وصلت إلى هناك قال لي أحد المسعفين ’آنا آسف لقد فارق الحياة‘".

ولم يسبق للعائلة أن سمعت بالـ "نيتازين" قبل أن ترصد المادة في الفحوص التي أُجريت على ديلان بعد وفاته، وافترضت أنه مادة ينطوي عليها الهيروين الذي اشتراه على الشبكة المظلمة (دارك نت) واستلمه من طريق البريد.

ولم تتمكن الوالدة من استيعاب كامل أجزاء قصة وفاته المأسوية إلا مع حلول العام الماضي، مع تصدر الصورة الكاملة للتهديد الناجم عن الـ "نيتازين" عناوين الأخبار.

واليوم أصبحت الوالدة مصممة على نشر الوعي في شأن أخطار المخدرات لإنقاذ العائلات الأخرى من خوض تلك التجربة الأليمة وتجرع الكأس المر، وقالت "توفي ديلان إثر تناوله الهيروين ولكنها [المادة القاتلة] يمكن أن تضاف إلى أي شيء آخر، وقد يذهب الأشخاص المتوسطي العمر إلى حفلة ليلية ويتناولون بعض الكوكايين، ولكن الاحتمال كبير أن يتضمن مواد أخرى تتسبب بالوفاة".

وأكملت، "بالنظر إلى أعداد الوفيات المتزايدة الناجمة عن تلك المواد نتساءل ما الذي يفعلونه [المسؤولون]؟ وأين التنبيهات والتحذيرات؟ أود أن يعلم الجميع بهذا، وهذه المسألة تطرق باب البلاد وتنتشر فيها، وهذا أمر خطر للغاية. أعتقد أن بوسع الأمور أن تنفجر في حال لم يتم نشر الوعي والعلم بهذا الخصوص، إنها قنبلة موقوتة بالفعل".

وأضافت الأم التي تحتفل بذكرى ديلان سنوياً عبر إقامة مهرجان موسيقي شعبي أنه "ليس هناك ما يحضرك لخسارة ولد من أولادك"، في حين أن ابنها الأصغر الذي كان في الـ 16 من عمره آنذاك، اُجبر على أن يترعرع من دون أخيه الأكبر.

وتابعت، "يتحتم عليه أن يعيش كولد وحيد، فقد أصبحت عائلتي مكونة من ولد واحد الآن واختفت نصف عائلتي وزالت عن الوجود، رماده هو كل ما تبقى لي وعلي أن أعيش ما بقي من حياتي من دونه، وكل ما بوسعي القيام به هو محاولة جعل حياة الآخرين أفضل، ونشر الوعي لتجنب وقوع الآخرين في تلك التجربة الأليمة".

وأصدر خبراء المخدرات تحذيرات متكررة في شأن التهديد المتنامي الناجم عن الـ "نيتازين"، فهذه المخدرات زهيدة الثمن التي يتم شحنها من الصين والتي لها تأثيرات مشابهة للهيروين، تغرق سوق المملكة المتحدة بعد القيود التي فرضت على إمدادات الهيروين التقليدية نتيجة حظر حركة "طالبان" زرع نبتة الخشخاش المنتجة للأفيون في أفغانستان.

ومن المثير للقلق اكتشاف أن هذه الأدوية القوية ممزوجة بمواد مختلفة، بما فيها الهيروين والكوكايين والعقاقير المزيفة لأدوية تعطى فقط بوصفة طبية، مثل "زاناكس" و"فاليوم" Valium، المخصصة لتخفيف التوتر والقلق.

وربطت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا NCA ما لا يقل عن 106 حالات وفاة في إنجلترا و21 في ويلز و47 في اسكتلندا وحالتين في إيرلندا الشمالية، بالمادة المخدرة منذ يونيو 2023، وأطلقت الحكومة فريق عمل للتعامل مع التهديد الناجم عن المواد الأفيونية الاصطناعية، مكون من أفراد من "الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة" ووزارة الداخلية ومسؤولي الرعاية الصحية والشرطة.

وفي مارس (آذار) الماضي جرى تصنيف 15 مادة أفيونية اصطناعية، بما في ذلك الـ "إيزوتونيتازين" ومركبات الـ "نيتازين" الأخرى، كمواد خاضعة للرقابة من الفئة "أ". [الدرجة الأعلى في تصنيف المواد المخدرة].

© The Independent

المزيد من صحة