أبقى بنك إنجلترا (البنك المركزي البريطاني) اليوم الخميس على سعر الفائدة الرئيس عند أعلى مستوى له منذ 16 عاماً عند 5.25 في المئة، على رغم انخفاض التضخم إلى هدفه البالغ اثنين في المئة.
وأعرب بعض صناع السياسات في لجنة السياسة النقدية المكونة من تسعة أعضاء في البنك عن مخاوفهم من أن بعض مقاييس التضخم الأساسية، كما هي الحال في قطاع الخدمات، لا تزال مرتفعة، مما يمكن أن يتفاقم بصورة أكبر إذا خُفضت أسعار الفائدة في وقت مبكر جداً.
وتعليقاً على ذلك، قال حاكم بنك إنجلترا أندرو بيلي في بيان إنها "أخبار جيدة أن التضخم عاد لهدفنا البالغ اثنين في المئة"، مضيفاً أننا "في حاجة إلى التأكد من أن التضخم سيظل منخفضاً ولهذا السبب قررنا إبقاء أسعار الفائدة عند 5.25 في المئة في الوقت الحالي".
إلى ذلك، صوت سبعة أعضاء لمصلحة عدم التغيير، بينما صوت اثنان لمصلحة خفض أسعار الفائدة، وجاء التصويت متسقاً مع ما شهده اجتماع البنك الشهر الماضي، ولم تتغير أسعار الفائدة منذ أغسطس (آب) 2023 بعد سلسلة من الارتفاعات.
ومن المرجح أن يخيب القرار الذي كان متوقعاً على نطاق واسع من قبل الاقتصاديين، آمال "حزب المحافظين" الحاكم قبل الانتخابات العامة في المملكة المتحدة في الرابع من يوليو (تموز) المقبل.
الجنيه الاسترليني والسندات يتراجعان
على أثر ذلك، انخفض الجنيه الاسترليني وعوائد سندات الخزانة البريطانية بعد قرار بنك إنجلترا، إذ تراجع الجنيه الاسترليني 0.24 في المئة ليصل إلى 1.2689 دولار، مقارنة بـ1.2706 دولار قبله، وكان يتداول عند 84.56 بنس لليورو، وفقاً لوكالة "رويترز".
في الأثناء، ارتفع مؤشر "فوتسي 100" الرئيس 0.38 في المئة، وصعد مؤشر "فوتسي 250" الأوسع نطاقاً بنسبة مماثلة، إذ زاد 0.16 في المئة قبل إعلان قرار الفائدة.
أيضاً، هوت عوائد السندات الحكومية لأجل 10 سنوات بمقدار 2.2 نقطة أساس عند 4.05 في المئة، بعد أن كانت تتداول حول 4.07 في المئة سابقاً.
أما سوق المال، فأشارت إلى تسعير خفوضات بمقدار 50 نقطة أساس بحلول نهاية عام 2024، مقارنة بمقدار 45 نقطة أساس قبل القرار.
وقال كبير بائعي العملات الأجنبية للمؤسسات المالية في "تي جي أم أوروبا" نيل غونز "التصويت بنسبة سبعة إلى اثنين لعدم التغيير ليس مفاجئاً، ولكن هذا التصويت يظهر بوضوح الميل إلى الاستمرار في سياسة الاحتواء"، مضيفاً أن "السيناريو الذي قدمه بيلي يشير إلى أن بعض أعضاء اللجنة قريبون من القيام بخفض في الفائدة".
ولفت إلى أن "الجنيه الاسترليني يتداول بأسعار منخفضة، ومن المحتمل حدوث تصويت بغالبية خمسة مقابل أربعة لخفض السعر في اجتماع أغسطس المقبل".
من جانبه، قال كبير استراتيجيات البحوث في "بيبرستون" مايكل براون "لم يفاجئ قرار لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا أحداً، إذ كان متوقعاً تماماً من قبل أسواق المال".
"المركزي السويسري" يخفض أسعار الفائدة للمرة الثانية
في غضون ذلك، خفض البنك الوطني السويسري (البنك المركزي السويسري) أسعار الفائدة اليوم للمرة الثانية على التوالي، بعد أن أصبح في مارس (آذار) الماضي أول بنك مركزي غربي يخفض كلف الاقتراض التي تم رفعها لمكافحة التضخم، وقال البنك في بيان إنه "خفض سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة مئوية إلى 1.25 في المئة".
أسهم أوروبا تفتح على ارتفاع
أما في أسواق الأسهم، فارتفعت الأسهم الأوروبية في مستهل التعاملات اليوم مدعومة بمكاسب قطاع التكنولوجيا.
وصعد مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.3 في المئة، وقاد مؤشر قطاع التكنولوجيا المكاسب، إذ قفز 0.7 في المئة وكذلك فعل مؤشر قطاع التشييد ومواد البناء بـ0.7 في المئة.
ومنح سهم "أي أس أم إنترناشيونال" دفعة كبيرة لمؤشر قطاع التكنولوجيا، فزاد سهم شركة تصنيع معدات أشباه الموصلات 4.1 في المئة بعدما رفع "مورغان ستانلي" توصيته للسهم.
وقالت مجموعة "دانون" الفرنسية للأغذية إنها تستهدف نمو المبيعات سنوياً بين ثلاثة وخمسة في المئة على مدى الأعوام الأربعة المقبلة، وانخفضت أسهمها 2.9 في المئة في التعاملات المبكرة.
"نيكاي" الياباني يعكس مساره
في شرق القارة الآسيوية، عوض مؤشر "نيكاي" الياباني خسائره في التعاملات المبكرة، ليغلق مرتفعاً اليوم وسط إقبال المستثمرين على شراء الأسهم عند تدنّيها، وقادت الأسهم المرتبطة بالرقائق المكاسب.
وأقفل "نيكاي" على زيادة 0.16 في المئة عند 38633.02 نقطة بعد التراجع بما يصل إلى 0.8 في المئة في وقت سابق اليوم، لكن مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً أغلق على انخفاض 0.11 في المئة عند 2725.54 نقطة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعن ذلك، قال كبير مديري الصناديق في "شينكين" لإدارة الأصول ناوكي فوغيوارا "لم تكُن هناك محركات بارزة في السوق اليوم، إذ أعاد المستثمرون شراء الأسهم عندما هوت، وباعوا عندما ارتفعت، وفي نهاية الجلسة تجاوزت عمليات الشراء عمليات البيع".
أما سهم "طوكيو إلكترون" لصناعة معدات تصنيع الرقائق فحوّل خسائره إلى مكاسب ليغلق مرتفعاً 0.46 في المئة، وقفز سهم "أدفانتست" لصناعة معدات اختبار الرقائق 3.73 في المئة ليصبح أكبر الرابحين على المؤشر الياباني، وتراجع سهم "فاست ريتيلنغ" مالكة العلامة التجارية "يونيكلو" 0.38 في المئة وسهم "فانوك" لتصنيع الروبوتات 0.85 في المئة.
الذهب يلامس أعلى مستوى في أسبوعين
في أسواق المعادن النفيسة، صعد الذهب ولامس أعلى مستوياته في أسبوعين اليوم، إذ زادت بيانات اقتصادية أميركية ضعيفة من احتمالات خفض مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة هذا العام.
وارتفع الذهب في التعاملات الفورية 0.5 في المئة إلى 2337.87 دولار للأوقية (الأونصة)، بعدما سجل في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوياته منذ السابع من يونيو (حزيران) الجاري، وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 في المئة إلى 2351.30 دولار.
وتعليقاً على ذلك، قال كبير محللي الأسواق لدى "كيه سي أم تريد" تيم ووترر "ما زلت ميالاً لتحرك سوق الذهب صعوداً في ضوء الوضع الذي نحن فيه على منحنى سعر الفائدة الذي هو في ذروته حالياً".
وأظهرت بيانات الأسبوع الماضي اعتدالاً في سوق العمل وضغوط الأسعار، أعقبتها بيانات مبيعات تجزئة ضعيفة أول من أمس الثلاثاء، مما يشير إلى أن النشاط الاقتصادي ظل باهتاً في الربع الثاني من العام الحالي.
ويقلل انخفاض أسعار الفائدة كلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائداً، وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى ارتفعت الفضة في التعاملات الفورية 1.7 في المئة إلى 30.25 دولار للأوقية، وزاد البلاتين 0.7 في المئة إلى 986.65 دولار، وصعد البلاديوم 1.3 في المئة إلى 916.75 دولار.