Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

منظمة يهودية مصنفة "مرجعا غير موثوق" في تغطية أزمة إسرائيل وفلسطين

قرار ويكيبيديا بمثابة ضربة قوية لرابطة مكافحة التشهير

ويكيبيديا تصنف رابطة مكافحة التشهير بين المراجع غير الموثوق بها (غيتي)

ملخص

ويكيبيديا تصنف رابطة مكافحة التشهير بين المراجع غير الموثوق بها على خلفية توثيق الصراع بين إسرائيل وفلسطين.

صنّف محررو ويكيبيديا رابطة مكافحة التشهير (ADL)، وهي منظمة يهودية رائدة في مجال الحقوق المدنية في أميركا، ولطالما كانت تعتبر مرجعاً موثوقاً للبحث حول قضايا الكراهية والتطرف بكل الصور، بأنها مصدر "غير موثوق بصورة عامة" في ما يتعلق بمعاداة السامية والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

ويعد هذا التصنيف ضربة موجعة للرابطة إذ يضعها على قدم المساواة مع صحف التابلويد المشكوك في مصداقيتها مثل "ناشيونال إنكوايرر" والوكالات الصحافية اليمينية من قبيل "نيوزماكس" في نظر الموسوعة الإلكترونية، لا سيما أن المنظمة لها باع طويل في الدفاع عن الحقوق المدنية منذ أكثر من 100 عام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذكرت وكالة التلغراف اليهودية أن النقاشات استمرت لأشهر بين محرري ويكيبيديا، الذين يشرفون على محتوى تم زيارته أكثر من 15 مليار مرة شهرياً، وقرروا بعد ذلك تصنيف رابطة مكافحة التشهير مصدراً "غير موثوق" في ما يتعلق بمعاداة السامية والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

وأشار أحد المحررين البارزين في النقاش، الذي يحمل اسم المستخدم "إسكندر323" والذي أثار النقاش حول موثوقية الرابطة، إلى أن الرابطة "لم تعد تلتزم بتعريف جاد وسائد ومقنع فكرياً لمعاداة السامية، بل أدخلت في تسييس مخزٍ لهذا المصطلح الذي كانت تحظى في الأصل بالاحترام لكونها ذات مرجعية موثوقة فيه."

وأضاف المحررون أن قرارهم يستند إلى عوامل عدة مختلفة، أبرزها طريقة تعامل الرابطة مع مفهوم الصهيونية، وهي الحركة التاريخية التي سعت إلى إنشاء وطن قومي لليهود في المنطقة التي أصبحت الآن دولة إسرائيل الحديثة.

وعلى رغم أن رابطة مكافحة التشهير يُستشهد بها بصورة متكررة في التقارير الإخبارية في ما يتعلق بالإحصاءات التي تظهر تصاعداً في موجة معاداة السامية، فإن منهجيتها في قياس هذا التهديد داخل الولايات المتحدة قد أثارت جدلاً واسعاً، وبخاصة في ما يتعلق بتصنيفها للصهيونية.

ومنذ هجوم "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، قامت الرابطة بتصنيف التظاهرات التي تتضمن "هتافات وشعارات مناهضة للصهيونية" على أنها معادية للسامية، حتى لو كان يقودها أو يشارك فيها يهود تقدميون ينتقدون إسرائيل، ويعكس هذا التغيير في المنهجية موقف الرئيس التنفيذي للرابطة، جوناثان غرينبلات، الذي صرح بأن "معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية، بصورة قاطعة لا جدال فيها" وذلك خلال خطاب ألقاه عام 2022.

وكشف تحليل أجرته صحيفة "فوروارد" اليهودية أن ما يقارب نصف حوادث معاداة السامية التي وثقتها رابطة مكافحة التشهير بعد السابع من أكتوبر، والتي تجاوزت 3000 حادثة، كانت مرتبطة بتعريفها الموسع لمعاداة السامية.

ولم يقتصر الجدل على البيانات وحسب، بل ذكر محررو ويكيبيديا أن جوناثان جرينبلات، الرئيس التنفيذي لرابطة مكافحة التشهير، يتخذ مواقف منحازة في النقاش الدائر حول الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، بدلاً من تقديم معلومات محايدة.

فقد وصف غرينبلات الطلاب الأميركيين المتظاهرين ضد الصهيونية بأنهم "وكلاء" لإيران، وشبّه الكوفية الفلسطينية بالصليب المعقوف، وأشاد بإيلون ماسك بعد أيام من ترويجه لنظرية مؤامرة معادية للسامية على أنها "الحقيقة الفعلية" في نوفمبر الماضي.

وأثار محررو ويكيبيديا أيضاً تساؤلات حول اعتماد رابطة مكافحة التشهير على تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) لمعاداة السامية. وعلى رغم انتشار استخدام هذا التعريف، فإنه واجه انتقادات بسبب تضمينه بنوداً مثل تصنيف وصف إسرائيل بأنها "مسعى عنصري" على أنه معاداة للسامية تلقائياً.

وتجدر الإشارة إلى أن عدداً من منظمات حقوق الإنسان، داخل إسرائيل وخارجها، قد خلصت إلى أن إسرائيل تمارس نظاماً عنصرياً شبيهاً بـ"الفصل العنصري"، وذلك بسبب التمييز المنهجي الذي يعانيه الفلسطينيون في الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في جميع جوانب الحياة تقريباً.

ورداً على قرار ويكيبيديا، أصدرت رابطة مكافحة التشهير بياناً لوكالة التغلراف اليهودية وصفت فيه هذا الإجراء بأنه جزء من "حملة لتشويه سمعة الرابطة"، معربة عن أسفها لهذا "التطور المحزن للبحث والتعليم". وأكدت الرابطة أنها لن تتوانى عن "كفاحها القديم ضد معاداة السامية وجميع صور الكراهية".

ويذكّرنا الخلاف الذي أثارته ويكيبيديا بمدى محدودية النقاش حول الأزمة الإسرائيلية-الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر.

وأشارت صحيفة "اندبندنت" في أعقاب هجوم "حماس" إلى أن نشطاء من مختلف الأطياف شعروا بأن أصواتهم لم تُسمع، بما في ذلك اليهودُ في الجامعات الذين شعروا أن معاداة السامية يتم تجاهلها أو التقليل من شأنها، والباحثون والنشطاء الفلسطينيون الذين شعروا بأنهم تعرضوا للإسكات ولم يتمكنوا من التعبير عن انتقادات حسنة النية لإسرائيل، والطلاب الذين شعروا بأن النقاش الوطني حول الحرب قد حجب الواقع الأكثر دقة لوجهات النظر المتنوعة.

ووصف أحد النشطاء بجامعة فلوريدا في منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام المناخ في الحرم الجامعي بأنه "متوتر بصورة لا تصدق"، مشيراً إلى تنامي مشاعر الخوف والعنصرية ورهاب الإسلام ومعاداة السامية في جميع أنحاء أميركا في الوقت الحالي.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة