Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الإيرانيون يتجاهلون مناظرات "الرئاسة" ويصفونها بـ"السيرك"

نتائج استطلاعات الرأي الرسمية تظهر أن 73 في المئة لم يشاهدوا جولات المرشحين

مناظرة بين مترشحي الرئاسة في إيران   (اندبندنت فارسية)

ملخص

 خصص المرشحون أكثر من ساعة خلال حديثهم لمجال التربية والتعليم، إلا أن أي واحد منهم لم يذكر المشكلة المتمثلة في حرمان أكثر من مليون طفل إيراني من التعليم.

يرى بعض الشخصيات السياسية المقربة من النظام أن السبب في انخفاض مستوى المناظرات بين مرشحي الرئاسة الإيرانية يعود لعزم المواطنين مقاطعة الانتخابات، في وقت أظهرت نتائج التقرير الأخير الذي أجراه مركز استطلاع الرأي العام للطلاب الإيرانيين (إيسبا) أن 73 في المئة في الأقل من الإيرانيين لم يشاهدوا الجولة الأولى من المناظرة بين المرشحين للرئاسة، وسبعة في المئة فقط من عموم المواطنين يتابعون بجدية أخبار الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في الـ28 من يونيو (حزيران) الجاري، فيما أقيمت المرحلة الثانية من هذه المناظرات الخميس الماضي.

وفي هذه المناظرة كان مسعود بزشكيان يمثل الجناح "الإصلاحي"، وأكد مجدداً الطاعة الكاملة لأوامر المرشد علي خامنئي، من دون أن يشير إلى المشكلات الرئيسة التي يمر بها المجتمع الإيراني، وبهذا فقد حطم آمال قسم صغير من المجتمع كان لا يزال متردداً حول المشاركة في الانتخابات.

كما ردّ بزشكيان على انتقاد علي رضا زاكاني وجود وزراء إصلاحيين من حكومة حسن روحاني في مقره الانتخابي، قائلاً إن أبواب المقر مفتوحة للجميع، لكنه أكد أنه بعد أن يصبح رئيساً للبلاد فلن ينفذ إلا أوامر المرشد علي خامنئي، وردّ مسعود بزشكيان ساخراً منه، وحتى الناشطون السياسيون الإصلاحيون دانوه عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وخصص الجزء الرئيس من حديث المرشحين الآخرين خلال المناظرة لانتقاد أداء حكومة الرئيس حسن روحاني التي استمرت فترتين رئاسيتين، بينما بقيت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في حكومة إبراهيم رئيسي الذي قتل في حادثة تحطم مروحية بمنأى عن الانتقادات.

وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد خصص المرشحون أكثر من ساعة من حديثهم لمجال التربية والتعليم، إلا أن أي واحد منهم لم يذكر المشكلة المتمثلة في حرمان أكثر من مليون طفل إيراني من التعليم.

وبدأ سعيد جليلي وأمير حسين قاضي زادة، وهما مرشحان محسوبان على الجناح الأصولي، حديثهما خلال المناظرة بالتهنئة بفوز المنتخب الوطني الإيراني لكرة الطائرة على منتخب الولايات المتحدة، مرجعين هذا الفوز لاختيار المدرب الإيراني، والحقيقة أن المنتخب الإيراني لكرة الطائرة وبسبب رغبة المرشد في أن يكون المدير الفني للمنتخب إيراني الجنسية، فقد عاش ظروفاً صعبة وكارثية خلال الأعوام القليلة الماضية، وعدا عن فشل المنتخب في التأهل إلى "أولمبياد باريس" فقد تلقى ثماني هزائم متتالية خلال مسابقات دوري الأمم، وأما بالنسبة إلى فوز منتخب إيران على منتخب أميركا فإن الأخير وبعدما ضمن التأهل إلى الأولمبياد دخل المباراة بتشكيلة الاحتياط وغاب أهم لاعبيه عن المباراة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما محمد باقر قاليباف الذي يشغل منصب رئاسة البرلمان والمرشح للانتخابات الرئاسية فقد قال خلال المناظرة إنه "من حق الإيرانيين أن تكون لديهم حياة جيدة، وحتى العادية غير مقبولة"، لكن كثيراً من الناشطين السياسيين على شبكات التواصل الاجتماعي انتقدوا دور قاليباف المهم في تحديد السياسات الكلية للنظام خلال العقد الأخير، عدا عن انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية عام 2017 لمصلحة الراحل إبراهيم رئيسي، كما رفضوا ادعاءاته حول محاولته تحسين الوضع الاقتصادي للمواطنين.

وفي السياق قال مصطفى بور محمدي الذي كان عضواً في "لجنة الموت" خلال ثمانينيات القرن الماضي، والمرشح الآخر في المناظرة، في معرض هجومه على سعيد جليلي، إنه عندما كان وزيراً للعدل خلال رئاسة حسن روحاني قال له الأخير إنه بسبب الخلافات السياسية مع روحاني يعارض انضمام إيران إلى "مجموعة العمل المالية" FATF.  

وفي جزء آخر من حديث محمدي خاطب علي رضا زاكاني، قائلا له، بالنظر إلى الأعوام التي قضيتها في منصب رئاسة الاستخبارات فإنك لا تستطيع الحديث عن كثير من الإجراءات التي قام بها الجهاز.

وفي الوقت نفسه واجه علي رضا زاكاني الذي يشغل منصب عمدة طهران كثيراً من الانتقادات خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة من المواطنين وأعضاء مجلس مدينة طهران، وادعى أنه إذا ما أصبح رئيساً للبلاد فسيخفض سعر البنزين ويدعم المواطنين بسبائك الذهب، في وقت رفع زاكاني أسعار تذاكر الحافلات في مدينة طهران من 2200 تومان إلى 4500 تومان (75 سنتاً)، مما تسبب في كثير من المشكلات للطبقات الدنيا داخل المجتمع.

كما سخر النائب البرلماني غلام رضا تاجكردون من وعد علي رضا زاكاني، وقال إن عمدة طهران لا يستطيع أن يمنح الذهب للإيرانيين إلا من خلال لعبة الـ "هامستر تيليغرام"، وهي لعبة شائعة بين الإيرانيين وتحظى بشعبية كبيرة، كما أن وعود المرشحين الآخرين أيضاً سخر منها كثير من الناشطين السياسيين، إذ كتب أمين المجلس الأعلى للشباب في الحكومة الحالية والناشط السياسي المقرب من الحرس الثوري على منصة "إكس" قائلاً إنه "ربما تكون هذه المناظرات سبباً في تراجع نسبة المشاركة في الانتخابات".

وأقيمت المناظرة الانتخابية الثالثة لمرشحي الرئاسة أمس الجمعة وركزت على مسألة الاقتصاد، إلا أن التقارير الواردة من إيران ونتائج استطلاعات الرأي الرسمية تظهر أن غالبية الإيرانيين لم تقرر بعد المشاركة في الانتخابات الحكومية التي وصفوها بـ "السيرك الانتخابي". 

 نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات