Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هاجس العزوف يضع الشباب في قلب حملات انتخابات الرئاسة الجزائرية

مبادرات ولقاءات ميدانية وافتراضية تقودها جهات رسمية وحزبية ومن المجتمع المدني لإقحامهم في العملية السياسية

العزوف هاجس يقلق الحكومة والأحزاب في الجزائر عند كل موعد انتخابي (مواقع التواصل)

ملخص

يرى أحد المراقبين أن تخوف السلطة من عزوف الشباب عن الانتخابات لا يؤثر في إجرائها أو نتائجها، غير أن ما يهمها هو الحصول على أكبر قدر ممكن من الشرعية التي تبحث عنها في نسب المشاركة.

تشهد الجزائر تحركاً غير معهود مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في السابع من سبتمبر (أيلول) المقبل، يستهدف الشباب عبر حملات تقودها كل الأطراف من الحكومة إلى الأحزاب السياسية مروراً بالمجتمع المدني، مما يطرح كثيراً من التساؤلات حول ما وراء هذا الاهتمام الكبير.

التخوف من العزوف

وبين الخوف من العزوف وضرورة المشاركة في العملية السياسية، تقوم مختلف الجهات المعنية بالعملية الانتخابية الرئاسية في الجزائر بعمليات تعبئة لفائدة الشباب على مستوى كل مناطق البلاد، إذ أطلق المجلس الأعلى للشباب (هيئة رئاسية) مبادرة لحث الشباب على التسجيل في القوائم الانتخابية بهدف تشجيعهم على الدخول إلى الحياة السياسية والمشاركة بقوة في الانتخابات الرئاسية المقبلة من أجل إنجاح هذا الموعد المهم.

واعتبر المجلس الأعلى للشباب في بيان أن هذه المبادرة تشكل فرصة حقيقية لتعزيز التواصل بين الشباب والهيئات الرسمية، كما تأتي تجسيداً للتناغم والتعاون المطلوبين في سبيل تحقيق الأهداف الوطنية، وتعزيزاً للدور الذي يلعبه المجلس في نشر الوعي السياسي لدى الشباب الجزائري.

كما نظمت لقاءات افتراضية تفاعلية مع الشباب بعنوان "شباب الجزائر يتناظر لمستقبل واعد"، أبرز بخصوصها رئيس المجلس مصطفى حيداوي أنها ترمي إلى تعزيز ثقافة الحوار والدخول في الشأن العام، وكذا صياغة تصور في شأن مختلف التدابير والإجراءات التي تصب في خدمة الشباب، كما انضم إلى هذه المبادرات "المرصد الوطني للمجتمع المدني" وهو هيئة رسمية، إلى جانب هيئات عدة من المجتمع المدني.

اهتمام حزبي بالشباب

من جهة أخرى تنشط الأحزاب السياسية لتحشيد الشباب على المشاركة في العملية الانتخابية، ولا سيما التي تدعم ترشح الرئيس تبون لفترة رئاسية جديدة.

 

وكشف حزب "حركة البناء الوطني" عن برنامج مكثف لتشجيع الشباب والنساء والطلبة على المشاركة في الاستحقاق المقبل، مشدداً على أنه وضع صوب عينه أهمية رفع نسبة المشاركة في الانتخابات، وتحفيز المواطنين على ضرورة التوجه نحو الصندوق، فيما أطلق حزبا "جبهة المستقبل" و"جبهة التحرير الوطني" مبادرات من أجل توعية الشباب بأهمية الاستحقاق المقبل وضرورة المشاركة فيه بقوة.

العزوف سلوك اجتماعي وسياسي

وفي السياق يرى أستاذ العلوم السياسية فؤاد منصوري أن "المشاركة في الانتخابات وليدة الثقة المرتبطة بطبيعة الإرادة السياسية، والثقة تتكون بالإشارات القوية وتقديم حسن النيات التي تترجم وتجسد عملياً في المنجزات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية".

وأشار إلى أن "العزوف سلوك اجتماعي وسياسي معرقل للعملية السياسية وللترسيخ الديمقراطي، ومن أجل الوصول إلى الدخول في العملية السياسية وجب الحد من مسببات العزوف بالتوجه للاهتمام بنوعية التعليم والحقوق الاجتماعية والاقتصادية للمواطن".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع، "إضافة إلى التمتع بكل الحقوق السياسية في ظل التنوع والاختلاف ضمن الوحدة الوطنية، مع ضمان فصل حقيقي بين السلطات، وتحول الإعلام فعلاً إلى سلطة رابعة يخضع لقوانين الجمهورية لا إلى أهواء الحكومات والعُصب ومصالحها الضيقة والظرفية، وهو ما من شأنه أن يسهم في استرداد الثقة بسبب تراكمات زمنية وحقب تاريخية سابقة عدة".

 وأوضح منصوري أن ذلك يسمح بكسب انضمام فئة غيبت نفسها عن التأثير في الشأن العام وممارسة حقها السياسي والانتخابي، وأيضاً استقطاب فئة مترددة غير حاسمة لموقفها في المواعيد الانتخابية.

ويواصل منصوري أن "نسب المشاركة في انتخابات 2020 الخاصة بالدستور بلغت 23.72 في المئة، أما المتعلقة بالتشريعيات وجرت خلال 2021 فحققت 23.03 في المئة، وكانت الأقرب للواقع، عكس نسب المشاركة التي رافقت الانتخابات السابقة وفصلت على مقاس أهواء السلطة في تلك الفترة"، مضيفاً أن "نوعية العمل المرتبط بالبرلمان أولاً ثم المجالس المنتخبة المحلية والولائية ثانياً، محط أنظار وتتبع فئات واسعة من الشباب العازفين عن المشاركة، ويمكن أن تشكل في النهاية إشارة قوية لتشجيع الفئات المختلفة على الدخول إلى الشأن العام بممارسة حقهم السياسي والانتخابي".

المتلقي السلبي

من جانبه يعتبر الإعلامي المهتم بالشؤون السياسية حكيم مسعودي أنه من الطبيعي تخوف السلطة من عزوف الشباب عن الانتخابات، وإن كان هذا العزوف لا يؤثر في إجرائها أو نتائجها، غير أن ما يهم السلطة بكل وضوح هو الحصول على أكبر قدر ممكن من الشرعية التي تبحث عنها في أرقام المشاركة، بخاصة أن المجتمع الجزائري في غالبيته شباب، مما يجعلها تغازله في الخطابات والحملات.

 

ويضيف، "شباب اليوم تجاوز سقف المتلقي السلبي إلى صاحب رأي ومواقف سياسية مبنية على ما يعاينه في واقعه، وما يخلص إليه من تحاليل ناتجة من زخم المعطيات والآراء المفروزة على وسائل التواصل الاجتماعي التي يتعاطاها من دون انقطاع"، مبرزاً أن "الأخيرة لا يمكن للسلطة أن تتحكم فيها، مما يجعلها تتوجس من تأثيرها في الرأي العام عموما والشباب بخاصة، وذلك يتعزز أكثر في ظل عدم جدوى أطر الاتصال التقليدية التي تعتمدها في كل مرة".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي