Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تغير المناخ يرفع "الرداء الأبيض" عن جثث إيفرست

ترمي حملة نيبالية إلى تنظيف الجبل والقمم المجاورة في مهمة صعبة وخطرة

متسلقو الجبال عند نهر خومبو الجليدي أثناء صعودهم إلى قمة جبل إيفرست في نيبال، 3 مايو 2024 (أ ف ب)

ملخص

على رغم المخاطرة بحياة أعضائها، نجحت المجموعة في انتشال خمس جثث مجمدة بينها هيكل عظمي، أعيدت إلى العاصمة النيبالية كاتماندو.

يؤدي تغير المناخ إلى ذوبان طبقات من الثلج والجليد على سفوح جبل إيفرست، وكلما خلع جزءاً من ردائه الأبيض، تكشفت بين صخوره جثث مئات المتسلقين الذين لقوا مصيرهم الأسود خلال محاولتهم الوصول إلى سطح العالم.

ومن بين من تسلقوا أعلى قمة في سلسلة جبال الهمالايا عام 2024 الحالي، فريق لم يكن هدفه الوصول إلى القمة البالغ ارتفاعها 8849 متراً، بل البحث عن الجثث المنسية.

وعلى رغم المخاطرة بحياة أعضائها، نجحت المجموعة في انتشال خمس جثث مجمدة بينها هيكل عظمي، أعيدت إلى العاصمة النيبالية كاتماندو.

وتم التعرف على جثتين في انتظار نتائج "الاختبارات التفصيلية" للتأكد من هويتهما، بحسب راكيش غورونغ من وزارة السياحة النيبالية، ومن المحتمل أن تحرق الجثث التي لن يعرف أصحابها.

مهمة صعبة وخطرة

وترمي هذه الحملة النيبالية إلى تنظيف جبل إيفرست والقمم المجاورة لوتسي ونوبتسي، في مهمة صعبة وخطرة.

وفي حديث إلى "وكالة الصحافة الفرنسية" يقول مسؤول في الجيش النيبالي يترأس فريقاً مؤلفاً من 12 جندياً و18 متسلق جبال أديتيا كاركي، "بسبب آثار ظاهرة الاحترار المناخي، أصبحت الجثث والنفايات مرئية بصورة متزايدة مع تقلص الغطاء الثلجي".

وقد لقي أكثر من 300 شخص مصرعهم فوق الجبل منذ بدء مهمات تسلقه خلال عشرينيات القرن الماضي، ثمانية منهم في الموسم الماضي وحده.

وبقيت جثث كثيرة فوق الجبل بعضها غمرته الثلوج وبعض آخر سقط في شقوق عميقة، وقد باتت جثث لم تزل عنها ملابس التسلق الملونة نقطة مرجعية للمتسلقين، ونسبت إليها ألقاب مثل "الحذاء الأخضر" أو "الجميلة النائمة".

التأثر سلباً

ويقول أديتيا كاركي "ثمة تأثير نفسي لذلك، فالأشخاص يعتقدون أنهم يدخلون أراضي رائعة عندما يتسلقون الجبال، لكن إذا صادفوا جثثاً خلال مسارهم، فقد يتأثرون سلباً".

وعثر على جثث كثيرة في "منطقة الموت"، إذ يزيد انخفاض مستويات الأكسجين من خطر الإصابة بمرض الجبال الحاد (أو داء المرتفعات) الذي يصبح قاتلاً بعد فترة معينة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد استغرق انتشال جثة مغمورة بالجليد حتى الصدر 11 ساعة، وتم استخدام الماء الساخن والفأس في العملية، ويقول قائد بعثة استعادة الجثث تشيرينغ جانغبو شيربا، إن "الأمر صعب جداً، فإخراج الجثة مهمة وإنزالها مهمة أخرى".

ويشير إلى أن عدداً من الجثث بقي كما كان تماماً وقت وفاة أصحابها، مع كامل ملابسها والأشرطة والأحزمة.

موضوع مثير للجدل

وتبقى استعادة الجثث من المرتفعات موضوعاً مثيراً للجدل بين أوساط متسلقي الجبال، وهي مسعى يكلف آلاف الدولارات ويتطلب ما يصل إلى ثمانية عناصر إنقاذ لكل جثة.

ويصعب على علو مرتفع حمل ما هو ثقيل في وقت قد يتخطى وزن الجثة 100 كيلوغرام، ومع ذلك يرى كاركي أن هذا الجهد ضروري، ويقول "نحن في حاجة إلى إعادة أكبر عدد ممكن من الجثث، فإذا تركناها خلفنا، ستتحول جبالنا إلى مقابر".

وخلال المهمات غالباً ما يتم لف الجثث في كيس ثم يتم إنزالها بواسطة زلاجة، وقد عثر على جثة قرب قمة لوتسي، رابع أعلى قمة في العالم بارتفاع 8516 متراً، وكان إنزالها إحدى أصعب المهمات، وفق تشيرينغ جانغبو شيربا.

ويقول "كانت الجثة متجمدة وكانت اليدان والرجلان متباعدتين"، مضيفاً "تعين علينا حملها كما هي إلى مجمع التخييم 3، وهناك استطعنا نقلها عبر زلاجة".

أسرار كثيرة

وتخفي جبال الهمالايا أسراراً كثيرة فبينما عثر عام 1999 على جثة جورج مالوري، وهو متسلق جبال بريطاني اختفى عام 1924، لم يعثر قط على جثة زميله أندرو إيرفين، ولن تتمكن سوى الكاميرا الخاصة بهما من توفير دليل على عملية تسلقهما الناجحة التي ربما ستعيد كتابة تاريخ تسلق الجبال.

وقد شارك في حملة التنظيف التي بلغت ميزانيتها أكثر من 600 ألف دولار، 171 مرشداً نيبالياً أعادوا 11 طناً من النفايات، وعلى المسار المؤدي إلى القمة عثر على خيم ملونة ومعدات تسلق مرمية وأسطوانات غاز فارغة، وبراز بشري.

ويقول تشيرينغ جانغبو شيربا "لقد منحتنا الجبال فرصاً كثيرة، وعلينا أن نكافئها ونزيل منها النفايات والجثث".

وحالياً، بات يفرض على البعثات التخلص من نفاياتها، ويقول كركي "على متسلقي الجبال أن يعيدوا نفاياتهم هذا العام، ولكن من سيزيل النفايات القديمة؟".

المزيد من بيئة