Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تنبئ الاستطلاعات بالفائز في الانتخابات البريطانية؟

مع اقتراب الاقتراع في بريطانيا يبحث الكاتب في مدى صدقية استطلاعات الرأي السياسية

ملخص

على رغم تقدم حزب العمال بفارق 20 نقطة عن "المحافظين" في استطلاعات الرأي تظل دقة هذه التوقعات غير مؤكدة. وتباين أساليب الاستطلاع والأخطاء التاريخية يشيران إلى ضرورة الحذر. ومن الأفضل تقييم الاتجاهات العامة بدلاً من التركيز على نتائج استطلاعات معينة للحصول على صورة أوضح لنتائج الانتخابات المحتملة

الانتخابات العامة لعام 2024 المنتظرة هي الأكثر "استطلاعاً" في تاريخ بريطانيا. إذ أجرى عدد أكبر من الشركات مزيداً من استطلاعات الرأي، وباستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب أكثر من أية انتخابات سابقة. وتباينت التوقعات بصورة كبيرة فيما يتعلق بالمقاعد [في البرلمان]، وتراوح التوقعات ما بين 55 مقعداً ونحو 200 مقعد لحزب المحافظين.

ولكن هناك حقيقة واحدة ظلت ثابتة بصورة ملحوظة حتى قبل بدء الحملة الانتخابية منذ بداية العام في الأقل، وهي تمتع حزب العمال بتقدم ثابت في الاستطلاعات بنحو 20 نقطة مئوية على "المحافظين"، وشبه يقين بأن حزب العمال سيتجه إلى تشكيل الحكومة المقبلة بغالبية كبيرة. ومع ذلك، هناك بعض الأسئلة المثيرة للاهتمام التي يجب طرحها...

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هل يمكن أن تكون استطلاعات الرأي خاطئة؟

نعم. لقد كانت الاستطلاعات خاطئة خلال انتخابات 1970 وانتخابات 1992 (الأكثر خطأً) و2015 على سبيل المثال. وحتى في الانتخابات التي تسفر عن فوز مرشحين يعد فوزهم مضموناً، مثل انتخابات عام 1997 من الممكن أن تكون استطلاعات الرأي خاطئة لكنها لا تثير الاهتمام إذا كانت النتيجة ساحقة. والقاعدة المعتادة في استطلاعات الرأي التقليدية هي أن أي حزب يمكن أن يتقدم بنحو ثلاث نقاط مئوية في أي من الاتجاهين، تقريباً في 19 من أصل 20 استطلاعاً مما يعني وجود استثناءات "نادرة". ومن الأفضل تقييم المشهد بأكمله وعدم التركيز على الفارق في الصدارة فحسب، ومراقبة الاتجاهات العامة.

هل سيكونون مخطئين هذه المرة؟

مع وجود عدد من استطلاعات الرأي التي تستخدم عدداً من الأساليب المختلفة جذرياً، يجب أن يكون هناك أسباب مختلفة لكي تخطئ جميعها. ولكنها جميعها تتجه في نفس الاتجاه (المؤيد لحزب العمال، المؤيد لحزب إصلاح المملكة المتحدة) وبمعدل تاريخي، لذلك من غير المرجح أنها تعطي صورة خاطئة تماماً.

ما الأخطاء التي من الممكن أن تحصل؟

عدد من الأخطاء قد تحصل. في بعض الأحيان قد يستخدم منظم الاستطلاع أرقاماً قديمة لتعداد السكان على سبيل المثال للتعويض عن النقص في إجابات فئة سكانية معينة. وقد يخفقون أيضاً في اكتشاف توجهات الناس في التصويت، وبعض المشاركين يشعرون بالخجل أثناء الاستطلاع من الإعلان عن نياتهم، مثل "المحافظين الخجولين" في انتخابات عام 1992، ولكن استخدام أساليب مثل استطلاعات الرأي عبر الهاتف والإنترنت يقلل من حصول ذلك.

ما "لجان" الاستطلاع؟

يستخدم بعض منظمي الاستطلاعات مجموعة من المتطوعين لتشكيل "لجنة" بدلاً من البحث على عينات عشوائية جديدة للاستطلاع في كل مرة. ويتمتع هذا الأسلوب بميزة عظيمة تتمثل في قدرة المنظمين على التقاط التغيرات في الرأي وأسبابها بصورة أفضل، ولكن يجب أن تعكس المجموعة تمثيلاً فعلياً [للمجتمع]، وأن يجري اختيارها بصورة صحيحة من المرة الأولى. والجانب السلبي في ذلك هو إمكانية أن يصبح أعضاء اللجنة مسيسين ويتابعون الأخبار من كثب، بالتالي يصبحون أشبه بممثلين في المشهد أكثر من كونهم مراقبين. وقد يكون هذا عاملاً في الإحصاءات الحالية.

ما استطلاع "أم أر بي" MRP؟

هو اختصار يرمز إلى "الانحدار المتعدد والطبقية اللاحقة" [الانحدار المتعدد والطبقية اللاحقة تشيران إلى أساليب إحصائية]، وهو ما يعني استخدام النماذج الإحصائية في كل مقعد من المقاعد البرلمانية في بريطانيا والبالغ عددها 632 مقعداً (مع عدم احتساب مقاعد إيرلندا الشمالية الـ18، التي لديها نظام حزبي مختلف)، لتحديد الفائز المحتمل.

إنها فكرة جديدة، بالتالي لم يتم اختبارها بصورة كاملة بعد. تبدأ بأخذ عينة كبيرة تضم ما يزيد على 10 آلاف شخص لتحديد الطريقة التي تنوي بها مجموعات معينة التصويت، ثم تستخدم قاعدة بيانات المسجلين بالدوائر الانتخابية، إضافة إلى قواعد بيانات أخرى لوضع نموذج لما قد يحدث في انتخابات كل مقعد برلماني. على سبيل المثال، إذا وجد الاستطلاع الأساس أن المتقاعدين الإنجليز الأكثر فقراً ينجذبون إلى حزب "إصلاح المملكة المتحدة"، فإن المقاعد البرلمانية في إنجلترا التي لديها نسبة عالية نسبياً من كبار السن الفقراء المسجلين للاقتراع، يتم فيها تعزيز حظوظ حزب الإصلاح وفقاً لذلك.

وطبعاً يأخذ منظمو استطلاعات الرأي نتيجة الانتخابات العامة الأخيرة عام 2019 في الاعتبار أيضاً، وربما نتائج الانتخابات المحلية والفرعية، واحتمالات التصويت التكتيكي [تصويت ناخب حزب تقليدي بعكس توجهاته]، والانقسام بين المغادرة أو البقاء في الاتحاد الأوروبي [خلال الاستفتاء] الذي جرى التصويت عليه عام 2016، وغيرها من البيانات. يتم تقديم النتيجة على أساس عدد المقاعد البرلمانية بدلاً من نسبة الأصوات. والتقنيات المختلفة التي تستخدمها شركات أبحاث السوق هي بمثابة صندوق أسود، لأسباب تجارية.

ما موضوع "التأرجح الانتخابي النسبي"؟

إنه موضوع رائج في دوائر الدراسات النفسية. لتبسيط الموضوع لنفترض أن هناك استطلاعاً على مستوى البلاد يشير إلى أن حزب المحافظين سيخسر على سبيل المثال 25 نقطة مئوية في المتوسط ​​في كل مقعد برلماني. لكن في عدد من المقاعد وعلى سبيل المثال في ليفربول حصل الحزب على أقل من 25 في المئة عام 2019. لذا، إذا خسروا 25 نقطة مئوية في مقعد ليفربول حيث فازوا بـ15 في المئة تحت قيادة بوريس جونسون، فسيكون لديهم "تصويت سلبي" بنسبة ناقص 10 في المئة، وهو أمر غير منطقي.

[التأرجح الانتخابي هو مدى تغير تأييد الناخبين عادة من انتخابات إلى أخرى].

هذا ما يعرف بالتأرجح الانتخابي "الموحد"، وهو غير مناسب عندما يكون هناك تغيرات قوية في التصويت، كما هو الحال الآن. لذلك لا بد من إجراء التعديلات لتعكس الحقيقة المتمثلة في أن الحزب الذي يعاني بهذه الطريقة لا بد من أنه يخسر مزيداً من الأصوات في أماكن أخرى، مثل المقاعد التي تعد مضمونة أكثر، حتى تكون نتيجة الاقتراع متناسبة. وإحدى النتائج المترتبة على ذلك أن هذا يلغي الحاجة إلى "مقياس التأرجح الانتخابي" الشهير الذي تستخدمه هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" BBC.

هل هناك كثير من استطلاعات الرأي؟

من ناحية جودة النقاش العام حول الأحداث الجارية وليس من ناحية "السباق" الانتخابي، فإن الإجابة هي نعم. أما من وجهة نظر الاستفادة القصوى من الأدلة المتاحة لمعرفة ما يحدث، فالإجابة ستكون لا.

© The Independent

المزيد من تحلیل