Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
انتهاء التغطية المباشرة

اليمين المتطرف يتصدر انتخابات فرنسا ولوبن: معسكر ماكرون تم محوه عمليا

نسبة المشاركة هي الأعلى منذ 40 عاماً ومراكز الاقتراع في باريس استقبلت ضعف عدد الناخبين مقارنة بـ 2022

ملخص

تعيش فرنسا انتخابات تشريعية تاريخية قد تؤدي إلى تغير جذري في قلب الاتحاد الأوروبي. تفتح مراكز الاقتراع أبوابها حتى الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي في بعض المدن، وسط توقعات بوصول نسبة المشاركة إلى 67 في المئة من الناخبين المؤهلين. لن تحسم نتائج الاستحقاق بعد انتهاء الجولة الأولى مساء اليوم، لكن استطلاعات الرأي تتوقع تقدم اليمين المتطرف في الاستحقاق خلال الجولتين.

أعلنت زعيمة التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبن أن "معسكر ماكرون تم محوه عملياً"، وذلك تعليقاً على تصدر حزبها بفارق كبير اليوم الأحد نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا.

وقالت لوبن، التي انتخبت نائبة عن دائرتها في شمال البلاد، إن الفرنسيين أظهروا "إرادتهم لطي صفحة سبعة أعوام من حكم الازدراء والتآكل" للرئيس إيمانويل ماكرون، داعية الفرنسيين إلى منح حزبها التجمع الوطني "الغالبية المطلقة".

وتصدر اليمين المتطرف بقيادة جوردان بارديلا الأحد، بفارق كبير، نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية التاريخية في فرنسا، وقد يصل إلى الحكم للمرة الأولى في ظل الجمهورية الخامسة، وفق تقديرات أولى لمراكز استطلاع الرأي.

وبحصوله على ما بين 34.2 و34.5 في المئة من الأصوات، تقدم التجمع الوطني وحلفاؤه على تحالف اليسار (الجبهة الشعبية الوطنية) الذي حصد ما بين 28.5 و29.1 في المئة من الأصوات، فيما حل معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون ثالثاً (20.5 إلى 21.5 في المئة) في هذا الاقتراع الذي شهد مشاركة كثيفة.

أما الجمهوريون (يمين) الذين لم يتحالفوا مع اليمين المتطرف فنالوا عشرة في المئة.

والتوقعات الأولى لعدد المقاعد في الجمعية الوطنية تشير إلى أن التجمع الوطني وحلفاءه سيحصدون غالبية نسبية كبيرة وربما غالبية مطلقة بعد الدورة الثانية المقررة الأحد المقبل.

وبحلول منتصف اليوم الأحد بلغت نسبة المشاركة في الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية 26 في المئة، وهي الأعلى منذ أكثر من 40 عاماً. أما مقارنة مع انتخابات عام 2022 فقد بلغت نسبة المشاركة في هذا الوقت من اليوم قبل عامين 18.43 في المئة.

وفي تغريدة على منصة "إكس" قال ماتيو جالارد مدير الأبحاث في معهد إبسوس للاقتراع "إن نسبة المشاركة هي الأعلى منذ الانتخابات التشريعية عام 1981".

وكان الإقبال لافتاً خصوصاً في العاصمة باريس، إذ بلغت نسبة المشاركة في منتصف النهار 25.48 في المئة مقارنة بـ12.8في المئة بالوقت ذاته من عام 2022، أي ضعف المعدل بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام الفرنسية.

ويواجه الناخبون الفرنسيون خياراً تاريخياً إذ يتوجهون إلى صناديق الاقتراع برهان كبير ق يفتح الطريق أمام اليمين المتطرف للوصول إلى السلطة لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، مما يمثل تغييراً جذرياً محتملاً في قلب الاتحاد الأوروبي.

وفتحت مراكز الاقتراع في الساعة 8.00 (6.00 توقيت غرينتش) غداة بدء عمليات التصويت في أراضي ما وراء البحار الفرنسية أمس السبت، وسط توقعات بوصول نسبة المشاركة إلى 67 في المئة من الناخبين المسجلين.

وتستمر عمليات التصويت حتى الساعة 18.00 (16.00 توقيت غرينتش) وصولاً إلى الساعة 20.00 في المدن الكبرى، على أن تظهر عندها النتائج الأولية لهذا الاستحقاق الذي قد يحدث انقلاباً حقيقياً في المشهد السياسي الفرنسي، إذ يتوقع صدور أول استطلاعات لآراء الناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع والتوقعات المتعلقة بالمقاعد في الجولة الثانية الحاسمة بعد أسبوع لاحق.

ويعم انفعال كبير البلاد ومن المتوقع أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات مرتفعة، وقد تصل إلى حوالى 67 في المئة من أصل نحو 49 مليون ناخب مسجل، بزيادة كبيرة عن نسبة 47.5 في المئة المسجلة في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية عام 2022.

استطلاعات الرأي

ويحظى حزب التجمع الوطني ممثلاً برئيسه جوردان بارديلا (28 سنة) بـ34 إلى 37 في المئة من نوايا الأصوات في استطلاعات الرأي، ما قد يفضي إلى سيناريو غير مسبوق مع حصوله على غالبية نسبية أو مطلقة بعد الدورة الثانية في السابع من يوليو (تموز) المقبل.

وتشير استطلاعات الرأي التي يترتب النظر إليها بحذر من شدة ما يبقى الوضع ضبابياً، إلى أن التجمع الوطني يتقدم على تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري الذي يجمع ما بين 27.5 و29 في المئة من نوايا الأصوات، والغالبية الرئاسية الحالية من وسط اليمين التي تحصل على 20 إلى 21 في المئة.

وفي حال وصل بارديلا إلى رئاسة الحكومة، فستكون هذه المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية تحكم فرنسا حكومة منبثقة من اليمين المتطرف.


اليمين المتطرف

وفاجأ الرئيس إيمانويل ماكرون البلاد عندما دعا إلى انتخابات مبكرة بعدما سحق حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبن ائتلاف تيار الوسط المنتمي إليه ماكرون في الانتخابات الأوروبية يونيو (حزيران) الجاري.

وظل حزب مارين لوبن المتشكك في الاتحاد الأوروبي والمناهض للهجرة منبوذاً لفترة طويلة، لكنه الآن أقرب إلى السلطة من أي وقت مضى.

لكن النظام الانتخابي قد يجعل من الصعب تقدير التوزيع الدقيق للمقاعد في الجمعية الوطنية المؤلفة من 577 مقعداً، ولن تُعرف النتيجة النهائية حتى نهاية التصويت في السابع من يوليو المقبل.

وكانت لوبان قالت في مقابلة صحافية الأربعاء الماضي "سنفوز بالأغلبية المطلقة". وتوقعت أن يصبح تلميذها جوردان بارديلا البالغ من العمر 28 سنة رئيساً للوزراء، ووضع حزبها برنامجاً اقتصادياً عالي الإنفاق ويسعى إلى الحد من الهجرة.

وإذا فاز حزب التجمع الوطني بالغالبية المطلقة، فقد تشهد الدبلوماسية الفرنسية فترة غير مسبوقة من الاضطراب مع تنافس ماكرون وبارديلا من أجل الحق في التحدث باسم فرنسا.

وشهدت فرنسا ثلاث فترات من "التعايش" عندما كان الرئيس والحكومة من معسكرين سياسيين متعارضين في عصر ما بعد الحرب، لكن لم تشهد أي منها أطرافاً متنافسة على إدارة الدولة تتبنى مثل وجهات النظر المتباينة هذه جذرياً حيال قضايا عالمية.

شوكة في خاصرة أوروبا

وأشار بارديلا بالفعل إلى أنه سيتحدى ماكرون في القضايا العالمية، ويمكن أن تتحول فرنسا من كونها أحد أعمدة الاتحاد الأوروبي إلى شوكة في خاصرته وتطالب بخفض إسهامها في موازنة الاتحاد الأوروبي، وتتصادم مع بروكسل في شأن وظائف المفوضية الأوروبية، وتتراجع عن دعوات ماكرون لتعزيز وحدة الاتحاد الأوروبي والتأكيد على الدفاع.

ومن شأن تحقيق حزب التجمع الوطني انتصاراً صريحاً أن يثير حالاً من الضبابية حيال موقف فرنسا من الحرب الروسية الأوكرانية، ولدى لوبن تاريخ من الآراء المؤيدة لروسيا، وبينما يقول الحزب الآن إنه سيساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد الهجوم العسكري الروسي، فقد وضع أيضاً خطوطاً حمراء مثل رفض تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

انقسام الأصوات في مصلحة التجمع الوطني

تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم حزب التجمع الوطني بفارق مريح يراوح ما بين 33 و36 في المئة من الأصوات، بينما يأتي تحالف الجبهة الشعبية الجديدة المنتمي إلى اليسار الذي تم تشكيله على عجل في المركز الثاني بنسبة 28 إلى 31 في المئة، ويحل تحالف ماكرون المنتمي إلى تيار الوسط ثالثاً بنسبة تصل إلى ما بين 20 و23 في المئة.

وتضم الجبهة الشعبية الجديدة مجموعة واسعة من الأحزاب من يسار الوسط المعتدل إلى اليسار المتشدد، ومنها الحزب المشكك في الاتحاد الأوروبي والمناهض لحلف شمال الأطلسي، حزب فرنسا الأبية بزعامة جان لوك ميلونشون أحد أشد معارضي ماكرون.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة نيس فنسنت مارتيني، إنه من الصعب التنبؤ بكيفية ترجمة أرقام الاستطلاع إلى مقاعد في الجمعية الوطنية بسبب آلية عمل الانتخابات.

ويمكن انتخاب المرشحين في الجولة الأولى إذا فازوا بالغالبية المطلقة من الأصوات في دائرتهم الانتخابية، لكن هذا أمر نادر.

وستحتاج معظم الدوائر الانتخابية إلى جولة ثانية تضم جميع المرشحين الذين حصلوا على أصوات ما لا يقل عن 12.5 في المئة ​​من الناخبين المسجلين في الجولة الأولى، ويفوز من يحصل على أعلى عدد من الأصوات.

وقال مارتيني "إذا كانت نسبة المشاركة عالية جداً، فقد يكون هناك حزب ثالث أو رابع يدخل في المنافسة، لذا بالطبع هناك خطر بانقسام الأصوات ونعلم أن الانقسام يأتي في مصلحة حزب التجمع الوطني".

وعلى مدار عقود، فإنه كلما اكتسب اليمين المتطرف شعبية على نحو مطرد، يتحد الناخبون والأحزاب الذين لم يدعموه ضده إذا ما رأوا أنه يقترب من تولي السلطة في البلاد، لكن هذا ربما لا يتحقق هذه المرة.

وقال مارتيني إنه لم يتضح ما إذا كان المرشحون من معسكر ماكرون سينظرون في خطوة الانسحاب من الجولة الثانية لمنح منافسيهم من اليسار فرصة التغلب على حزب التجمع الوطني أو العكس.

وسعت لوبن وبارديلا إلى جعل صورة حزبهما أكثر قبولاً لدى العامة، على سبيل المثال من خلال التنديد بمعاداة السامية، ولدى والدها جان ماري لوبن مؤسس حزب الجبهة الوطنية، تاريخ من التعليقات المعادية للسامية التي أدلى بها علناً.

لكن منتقدين يقولون إن تودد حزب التجمع الوطني لليهود ليس سوى غطاء يتيح له إنكار الاتهامات بالعنصرية بينما يعادي المسلمين والأجانب باستمرار.

 

جولة غير حاسمة

يشار إلى أنه سيكون من الصعب استخلاص العبر من الجولة الأولى من كثرة ما تبقى رهناً بعوامل غير محسومة، وفي طليعة هذه العوامل الارتفاع الكبير المرتقب في عدد الدوائر التي سيتأهل فيها ثلاثة مرشحين للدورة الثانية.

كما تتوجه الأنظار إلى عدد المرشحين الذين سينسحبون خلال فترة ما بين الدورتين، في حين تراجع على مر الأعوام الاندفاع إلى تشكيل "جبهة جمهورية" تقف في وجه اليمين المتطرف.

ويواجه معسكر الغالبية الرئاسية الحالية أكبر قدر من الضغوط، بعدما انتخب ماكرون رئيساً في 2017 و2022 متحصناً بضرورة تشكيل حاجز أمام اليمين المتطرف.

ووعد الخميس بـ"وضوح تام" في تعليمات التصويت للجولة الثانية في حال المنازلة بين الجبهة الوطنية واليسار، لكنه كان حتى الآن يبدي ميلاً بالأحرى إلى نهج "لا للجبهة للشعبية ولا لفرنسا الأبية" الذي يقابل بتنديد من اليسار وانتقادات حتى داخل تكتله.

ومن المقرر أن يجمع ظهر غدٍ الإثنين رئيس الوزراء غابريال أتال وأعضاء حكومته في قصر الإليزيه لبحث مسألة انسحاب مرشحين والإستراتيجية الواجب اعتمادها في وجه التجمع الوطني.

وتجري هذه الانتخابات بعد عامين لم يكن خلالهما للتكتل الرئاسي سوى غالبية نسبية في الجمعية الوطنية، مما أرغم الماكرونيين على البحث عن حلفاء كلما أرادوا طرح نص، أو حتى استخدام بند في الدستور سمح لهم بتمرير الموازنات وإصلاح النظام التقاعدي من دون عمليات تصويت.

ومع فوز التجمع الوطني في الانتخابات الأوروبية بحصوله على 31.4 في المئة من الأصوات في مقابل 14.6 في المئة  للمعسكر الماكروني، تسارعت الأحداث دافعة الرئيس إلى اتخاذ خيارات تضعه أمام سيناريو "تعايش" مع بارديلا.

وعرفت فرنسا في تاريخها الحديث ثلاث فترات من التعايش بين رئيس وحكومة من توجهات مختلفة، في عهد فرنسوا ميتران (1986-1988 و1993-1995) وفي عهد جاك شيراك (1997-2002).

تابعوا تطورات الانتخابات الفرنسية في هذه التغطية المباشرة.

المزيد من دوليات