Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"العمال" قريب من مفاوضات بريطانية مثيرة مع الاتحاد الأوروبي

يرغب حزب ستارمر في معالجة ملفات السوق الموحدة والاتفاق البيطري والتنقل

زعيم حزب العمال كير ستارمر (أ ف ب)

ملخص

خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بنهاية الأمر في يناير 2020 خلال عهد رئيس الوزراء بوريس جونسون ضمن ما عرف حينها بـ "بريكست".

ظلت قضية الخروج من الاتحاد الأوروبي مهيمنة على الساحة السياسية البريطانية طيلة عقد، لكنها لا تكاد تذكر هذه الأيام، وهو أمر من الواضح أنه يروق لزعيم حزب العمال كير ستارمر.

ويعمل ستارمر بجد لاستعادة دعم الناخبين من الطبقة العاملة الذين تم إغراء الملايين منهم قبل خمسة أعوام بوعد بوريس جونسون زعيم حزب المحافظين آنذاك "بإنجاز خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي" في وقت كان يشن فيه حزب العمال حملة لترك باب مفتوح أمام البقاء في التكتل.

وتلقى ستارمر مكافأة تتمثل في استطلاعات الرأي التي تتوقع أن يصبح رئيساً للوزراء بعد الانتخابات المرتقبة ربما بغالبية تاريخية، ولكن إذا ما وصل فعلاً إلى هذا المنصب فإنه لن يظل قادراً على إبقاء قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعيداً من دائرة الأخبار لفترة طويلة.

وستكون مهمته هي تحفيز النمو الاقتصادي، وتقول الشركات إن ذلك سيتطلب إزالة بعض المعوقات التي تعرقل نشاطها بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو ما من المرجح بدوره أن يعني إعادة فتح مفاوضات مثيرة للجدل مع بروكسل.

جراح الماضي

وخرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بنهاية الأمر في يناير (كانون الثاني) 2020 خلال عهد رئيس الوزراء جونسون، ولتأكيد التزامه بطي صفحة الخروج من التكتل الأوروبي، استبعد حزب العمال العودة إلى السوق الموحدة أو الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي، لكنه يقول إنه لا يزال من الممكن إلغاء القيود التجارية مع التكتل الأوروبي المؤلف من 27 دولة لمساعدة الشركات بخاصة الصغيرة منها التي تعاني ارتفاع التكاليف وكثرة الأمور الإجرائية.

وقال النائب جوناثان رينولدز من حزب العمال والمتوقع أن يصبح وزيراً للأعمال في حكومة ستارمر إن الحزب لا يريد "أن ينكأ جراح الماضي".

وذكر خلال فعالية نظمتها غرفة التجارة البريطانية، وهي مجموعة ضغط من شركات تدعو إلى توقف الحزبين عن التعامل بحذر بالغ في ما يتعلق بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، "من الواضح أننا في حاجة للتوصل إلى اتفاق أفضل، وهناك تحسينات حقيقية يمكننا التوصل إليها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأظهر استطلاع أجرته شركة المحاسبة "مينزيس" أن واحدة من بين كل ثلاث شركات بريطانية تريد إعادة النقاش حول الاتفاق المنظم لعملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والذي تم التوصل إليه في عهد جونسون، وتريد واحدة من كل خمس شركات أن تنضم أية حكومة جديدة مرة أخرى إلى السوق الموحدة، فيما رأت 20 في المئة من الشركات أن العراقيل التي خلفها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تشكل عاملاً يحد من توسعها دولياً.

"شريك يفكر بالطريقة ذاتها"

أحد التعهدات المبكرة التي أطلقها حزب العمال هو السعي من أجل التوصل إلى اتفاق بيطري مع الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يقلل عمليات التفتيش الحدودية على المنتجات الحيوانية، وهو أمر يمثل عائقاً أمام المزارعين والمستوردين البريطانيين، كما أن الحزب يتطلع إلى اعتراف متبادل ببعض المؤهلات المهنية وتسهيل عبور الفنانين خلال القيام بالجولات.

ويعرض حزب العمال هذه الأمور بوصفها مكاسب بسيطة نسبياً يمكنه تحقيقها من دون إعادة التفاوض حول اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي تم التوصل إليه في عهد جونسون.

لكن حتى مثل هذه الخطوات الصغيرة ستتطلب خيارات صعبة، بحسب ما قال مصدر في الاتحاد الأوروبي، إذ تحدث شريطة عدم نشر اسمه حتى يتسنى له مناقشة المفاوضات المستقبلية الافتراضية.

وأوضح المصدر الأوروبي أن الاتفاق البيطري سيتطلب أن تخضع بريطانيا في حل النزاعات لمحكمة العدل الأوروبية، وهو أمر يعتبره دعاة خروج بريطانيا من الاتحاد انتهاكاً للسيادة البريطانية.

وقال المصدر في الاتحاد الأوروبي "العمل مع شريك وصديق وحليف يفكر بالطريقة ذاتها هو ما يريده الجميع... لكن فكرة الحصول على المزايا نفسها التي تحصل عليها بوصفك عضواً في التكتل تصبح أكثر صعوبة بعض الشيء".

وأوضح أستاذ السياسة مدير قسم بريطانيا في مركز أبحاث (أوروبا المتغيرة) أناند مينون، أن حزب العمال ربما يخطئ في تقدير مدى حماسة الاتحاد الأوروبي في شأن إعادة التفاوض بعد أعوام من الصدام مع الحكومات البريطانية.

وأضاف أن التكتل لديه بالفعل كثير مما يمكنه فعله وبينما قد ترغب بريطانيا في تحسين أمور فنية في قطاعات مثل الغذاء، فإن بروكسل قد تميل إلى الحديث عن التنقل بما يسهل على الأفراد الحياة والعمل في بريطانيا وبخاصة الشباب.

 

 

وقال مينون، "أعتقد أنه سيكون لدينا تغيير هائل في الأسلوب، وقليل من التعديل في الجوهر".

ويرى المحافظون أن سياسات حزب العمال من شأنها أن تحدث انتكاسة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك من خلال جعل بريطانيا خاضعة مرة أخرى لأحكام محكمة العدل الأوروبية.

واتهم رئيس الوزراء ريشي سوناك في مناظرة عقدت في الأوان الأخيرة حزب العمال بالتخطيط للقبول بعودة حرية تنقل الأفراد بموجب خططه للتوصل إلى اتفاق أفضل في شأن خروج بريطانيا من التكتل، وقال ستارمر إنه سيرفض أي اتفاق مع الاتحاد الأوروبي يزيد الهجرة الوافدة لبلاده.

وقال رينولدز من حزب العمال إنه يريد تحسين الوضع التجاري مع تقديم امتيازات للتكتل، وأوضح "الأمر ليس سهلاً بالضرورة، ولكن هناك مفاوضات، هناك عملية يمكن أن أرى أنها تفضي إلى هذه الأشياء".

المزيد من دوليات