Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مراقبة نسبة السكر المستمرة لغايات غذائية "قد تسبب اضطراب القلق"

يحذر الباحثون من "غياب أدلة ملموسة" تستدعي استخدام أجهزة المراقبة المستمرة للسكر من قبل غير المصابين بالسكري

امرأة مصابة بداء السكري من النوع الأول تنظر إلى نتائج نسب السكر في الدم على شاشة تطبيق جهاز المراقبة المستمرة لنسب السكر (صور أنسبلاش)

ملخص

حذر باحثون من أن استخدام أجهزة المراقبة المستمرة لنسب السكر من أجل تتبع النظام الغذائي قد يسبب حالات اضطراب القلق ويؤدي إلى عادات غذائية غير صحية. ودعا الخبراء إلى تنظيم أفضل وإجراء مزيد من الأبحاث المستقلة حول فاعلية هذه الأجهزة لدى الأشخاص الذين لا يعانون مرض السكري

حذر الخبراء من أن أبحاثاً متصلة بالموضوع لا تدعم استخدام أجهزة المراقبة المستمرة لنسبة السكر في الدم continuous glucose monitor (CGM) [جهاز يثبت على الجسم ويُستخدم لمراقبة مستوى السكر في الدم بصورة مستمرة] لدى الأشخاص غير المصابين بالسكري، مضيفين أن الأمر قد يسبب حالات اضطراب القلق.

ويتم الترويج لأجهزة المراقبة هذه على نطاق واسع كوسيلة لتكييف الوجبات الغذائية مع حاجات كل فرد، وتسوّق من قبل شركات عدة، بما في ذلك كجزء من برنامج "زوي" Zoe للبروفيسور البريطاني تيم سبيكتور.

وبحسب موقع شركة "زوي"، يمكن أن تؤدي الارتفاعات المتكررة في مستويات سكر الدم على المدى الطويل إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقوم البرنامج بتقييم كيفية تفاعل نسب السكر في الدم مع الأطعمة، إضافة إلى دراسة مستويات الدهون في الدم وتوازن البكتيريا في الأمعاء.

ويقول الموقع "استناداً إلى هذه المعلومات، نستطيع تقديم نصائح التغذية الشخصية للمساعدة في تقليل الارتفاعات في مستويات سكر الدم والتقدم نحو أهداف صحية على المدى الطويل".

ولكن عدداً من الخبراء شككوا في دلالة الأبحاث التي تدعم موقع شركة "زوي"، إضافة إلى البرامج الأخرى التي تستخدم أجهزة المراقبة المستمرة للسكر للأشخاص غير المصابين بالسكري.

وبالعادة تستعمل هذه الأجهزة من قبل الأشخاص الذين يعانون مرض السكري ويعتمدون على مضخة الإنسولين [جهاز طبي يضخ الإنسولين بصورة آلية بناء على قراءات نسب السكر] للحفاظ على استقرار مستويات سكر الدم لديهم.

وفي مراجعة جديدة، خلص الباحثون في "كلية لندن الجامعية" و"مستشفى برمنغهام للأطفال" إلى أن هناك نقصاً في الأدلة التي تدعم استخدام أجهزة المراقبة المستمرة للسكر لدى الأشخاص غير المصابين بالسكري.

وأشاروا كذلك إلى أن هذه الأجهزة قد تسبب حالات اضطراب القلق لدى الأشخاص وتدفعهم إلى تقييد استهلاك بعض الأطعمة، مثل أولئك الذين يعانون "الأورثوركسيا"، وهي اضطراب يشير إلى هوس في تناول الأطعمة الصحية، مؤكدين أن "الارتفاعات" في مستويات سكر الدم بعد تناول الطعام أمر طبيعي تماماً.

وأوضح الدكتور أدريان براون، المؤلف الرئيس للدراسة واختصاصي التغذية في قسم الطب في كلية لندن الجامعية لوكالة أنباء "برس أسوسيشن"، قائلاً "خلصت مراجعتنا إلى أن هناك نقصاً في الأدلة القوية والثابتة لدعم فاعلية استخدام أجهزة المراقبة المستمرة للسكر لدى الأفراد غير المصابين بالسكري"، مضيفاً أنه "في الوقت الراهن، يسمح ببيع أجهزة المراقبة المستمرة للسكر من قبل الشركات، لكنها لا تحظى باستخدام طبي معترف به".

وأردف أن "لدينا أدلة قوية على أن هذه الأجهزة غيرت حياة الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول، وكان لها تأثير إيجابي كبير في الأشخاص الذين يعانون السكري من النوع الثاني ويستخدمون علاج الإنسولين".

واستطرد أنه "بالنسبة إلى الذين لا يعانون مرض السكري، لا نملك البيانات [حول التأثيرات] نفسها".

وأشار الدكتور براون إلى أنه "عندما تعلن الشركات عن برنامج غذائي مخصص لمساعدة الأشخاص في تكييف نظامهم الغذائي والحفاظ على مستوى سكر الدم ضمن المعدل الطبيعي، فإن البيانات تواجه تحديات وليست متوافرة بصورة كاملة".

وأكد "نحن لا ننكر أن أجهزة المراقبة المستمرة للسكر قد تكون ذات فائدة، ولكن في الوقت الحالي، لا تزال الأدلة المتاحة محدودة لدعم الادعاءات التي تقدمها الشركات التجارية في شأن استخدام هذه الأجهزة لدى أولئك الذين لا يعانون مرض السكري".

ولفت إلى أن "المستوى الطبيعي لسكر الدم يختلف من شخص لآخر، ويتغير داخل الشخص نفسه في أوقات مختلفة من اليوم. كما أن دقة أجهزة المراقبة المستمرة للسكر تتفاوت بحسب نموذج الجهاز المستخدم، حتى مع أفضل الأجهزة، لا يزال هناك تباين في دقة تقدير مستوى سكر الدم يصل إلى نحو 20 في المئة".

وأكمل أن "لدى الأشخاص الذين لا يعانون مرض السكري، يكون متوسط مستوى السكر في الدم الطبيعي بين 3.8 و7.8. على أية حال، قد يعرض الجهاز قراءات تراوح ما بين 2.6 و9.4، مما يظهر إمكان وجود انخفاض في مستوى سكر الدم أو ارتفاعه، على رغم أن مستوى السكر في الدم طبيعي لدى الشخص".

وتابع أن "هذا قد يجعل الأشخاص يفسرون القراءات الطبيعية لمستوى سكر الدم بطريقة خاطئة ويقومون بتغييرات غير ضرورية في نظامهم الغذائي".

وأشار الدكتور براون أيضاً إلى أن الأشخاص غير المصابين بالسكري قد يواجهون فترات قصيرة من ارتفاع مستوى سكر الدم بعد تناول الوجبات، ولكنهم عادةً ما يتحكمون بصورة جيدة في مستوياته، وغالباً ما يعود السكر لمستوياته الطبيعية خلال ساعة إلى ساعتين تقريباً.

وبينما من الممكن أن يعاني مرضى السكري فترات طويلة من ارتفاع نسبة السكر في الدم، مما يعرض صحتهم للخطر على المدى الطويل، فإن الارتفاعات قصيرة المدى بعد الوجبات لم يتم ربطها بنتائج صحية سيئة على المدى الطويل في الوقت الحاضر، بحسب قوله.

وأضاف "أظن أنه يجب أن تكون هناك دراسات تدعم بعض الإعلانات التي تقدمها شركات أجهزة المراقبة المستمرة للسكر، بناءً على الأدلة المتاحة حالياً".

وأردف أن "هناك كثيراً من الفوائد التي يتم تقديمها من خلال تجارب شخصية لأولئك الذين ربما استخدموا منتجات هذه الشركات. ما يهم حقاً هو أن تلتزم الشركات بما تشير إليه البيانات المنشورة".

وأكد الدكتور براون أيضاً ضرورة تشديد قواعد تنظيم هذه الأجهزة، قائلاً "وجدت المراجعة دلائل تشير إلى أن استخدام أجهزة المراقبة المستمرة للسكر من قبل أشخاص غير مصابين بالسكري قد يثير عندهم حالات اضطراب القلق في شأن ما يعتبر مستوى طبيعياً لسكر الدم وكيف يؤثر ذلك في نظامهم الغذائي".

وأضاف "لذا هناك خطر محتمل على تطوير اضطرابات الأكل مثل الأورثوركسيا التي تؤدي إلى هوس في تناول الأطعمة الصحية".

واستطرد "على سبيل المثال، هناك أطعمة ترفع مستوى سكر الدم إلى مستويات عالية، وقد ينتهي الأمر بالأشخاص لتجنب الأطعمة الصحية التي تؤدي إلى ’ارتفاع طبيعي لنسب السكر لديهم‘ ولكنها صحية وفقاً للإرشادات الغذائية الوطنية، لأنهم ينظرون إلى هذه الارتفاعات في مستوى سكر الدم على أنها سلبية بدلاً من أنها استجابة طبيعية لتناول الأطعمة العالية الكربوهيدرات".

ودعا الدكتور براون إلى زيادة الأبحاث المستقلة حول أجهزة المراقبة المستمرة للسكر، مؤكداً أن غالبية البيانات المتعلقة بالتغذية الشخصية [تكييف النظم الغذائية لحاجة الفرد] تأتي من أبحاث تمولها الصناعة نفسها [صناعة الأجهزة].

وقال "بخصوص أجهزة المراقبة المستمرة للسكر في الدم، تمول الغالبية الكبيرة من البيانات حتى في حال الأشخاص الذين يعانون السكري من قبل القطاع نفسه... لذا هناك حاجة ملحة إلى إجراء بحوث مستقلة أكثر خارج نطاق التمويل التجاري".

وصممت هذه الأجهزة خصيصاً للأشخاص الذين يعانون مرض السكري، إذ تقوم بمراقبة مستويات سكر الدم في الوقت الفعلي.

ويمكن للقراءات أن ترسل إلى مضخة الإنسولين لدى الأشخاص الذين يعانون السكري من النوع الأول، فتوفر الكمية الصحيحة من الإنسولين الضروري للحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم. وهذا يمكن أن يكون مفيداً أيضاً لأولئك الذين يعانون السكري من النوع الثاني.

واستعرضت الدراسة الجديدة التي نُشرت في مجلة "طب مرض السكري" Diabetic Medicine، 25 دراسة سابقة وأشارت إلى أن أجهزة المراقبة المستمرة للسكر بدأت تجذب اهتمام أشخاص غير مصابين بمرض السكري.

وقال الباحثون "هناك قصوراً تنظيمياً يشجع على توزيع أجهزة المراقبة المستمرة للسكر في الدم خارج الاستخدامات المعتمدة"، ودعوا إلى تعزيز الرقابة السريرية للمتابعة بعد التسويق، مضيفين "نأمل في أن تسهم هذه الجهود في منع استمرار انتشار المعلومات الخاطئة بين الأشخاص غير المصابين بمرض السكري، وفي تفادي تفاقم الفروقات الصحية بسبب استخدام أجهزة المراقبة المستمرة للسكر خارج الاستخدامات المعتمدة".

وأوضح البروفيسور سبيكتور أن "مراقبة بياناتنا الصحية يمثل مستقبل الطب الشخصي والرعاية الصحية الشخصية. نحن لا نتردد في مراقبة ضغط الدم وفهم كيفية تغيره، لذا، تتبع تغيرات مستويات السكر في الدم قد يكون أداة قوية للوقاية".

وأضاف أن "استخدام أجهزة المراقبة المستمرة للسكر لدى الأشخاص الذين يعانون داء السكري وضعف استجابة للغلوكوز أثبت فائدته".

وأردف أن "الأبحاث حول استخدامها في الأشخاص غير المصابين بالسكري مستمرة وتشير إلى أنها نهج مفيد، بخاصة في سياق وطأة ارتفاع أعباء الأمراض الأيضية".

وأكمل أن "أبحاثنا تشير، فضلاً عن أبحاث زملائنا، إلى أهمية فهم التغيرات التي تحدث في مستويات السكر في الدم بعد تناول الطعام وخلال فترات النهار".

وختم بالقول "نرحب بمزيد من الأبحاث حول هذا الموضوع لتكييف النصائح للأفراد وتعزيز الصحة الأيضية، وهذا بالفعل مسارنا نحو المستقبل".

اقرأ المزيد

المزيد من صحة