ملخص
منذ بداية الحرب الروسية عام 2022، تطالب كييف بالحصول على طائرات مقاتلة أميركية من طراز "أف-16"، ولا يتوقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن مناشدة شركائه الغربيين زيادة الإمدادات.
أعلنت روسيا عن ثلاث ضربات في ثلاثة أيام استهدفت قواعد جوية أوكرانية، مما يثير القلق في شأن قدرة أوكرانيا المضادة للطائرات وطائرات "أف-16" التي تنتظرها كييف.
وقالت بيانات رسمية روسية إنه تم تدمير خمس طائرات من طراز "أس-يو27" بقصف صاروخي على قاعدة ميرغورود، على بعد 150 كيلومتراً من الحدود الروسية، إضافة إلى مروحية من طراز "مي-24" باستخدام "منظومة إسكندر" في بولتافا، على بعد نحو مئة كيلومتر من الحدود الروسية.
وكذلك تم تدمير طائرة "ميغ 29" مرة أخرى بواسطة طائرة إسكندر في قاعدة دولجوينتسيفو، على بعد نحو 80 كيلومتراً من الجبهة و200 كيلومتر من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا والتي تعتبر بمثابة قاعدة خلفية للقوات الروسية.
المشكلة الرئيسة
ونشر الروس مقاطع فيديو التقطتها طائرة من دون طيار لهذه العمليات، مما يعني تمكن الطائرة المسيّرة من التوغل عميقاً في الأراضي الأوكرانية والتحليق لفترة طويلة فوق القواعد من دون إسقاطها أو رصدها، قبل أن ترسل الإحداثيات الدقيقة إلى نظام إسكندر ليتمكن من إطلاق صواريخه الباليستية.
ويؤكد ونراد موزيكا، مدير شركة "روشان" الاستشارية وهي شركة بولندية لتحليل البيانات المفتوحة المصدر في روسيا وأوكرانيا أن "المشكلة الرئيسة هي افتقار الأوكرانيين إلى أنظمة دفاع جوي قصيرة المدى للغاية"، مشيراً إلى أن قدرة موسكو "على التحليق بطائرات من دون طيار في عمق أوكرانيا لتوفير الإحداثيات تأتي بصورة أساسية من هذا الضعف".
وبحسب مصدر صناعي أوروبي في قطاع الصناعة اشترط عدم الكشف عن اسمه، فإنه لإرسال الطائرات من دون طيار إلى هذا العمق، ربما تكون موسكو أرسلت طائرة مسيّرة ثانية "تعمل كجهاز تحكم عن بعد لزيادة المدى".
ولم يتمكن الأوكرانيون أيضاً من إسقاط الصواريخ باستخدام أنظمة الدفاع الجوي الغربية مثل "باتريوت"، أو "آيريس-تي"، أو "سامب/تي"، مما أظهر على نحو أكبر شكاوى كييف من الافتقار إلى العتاد.
خيارات صعبة
ولا يتوقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن مناشدة شركائه الغربيين زيادة الإمدادات.
ويقول موزيكا إن "أوكرانيا تملك عدداً محدوداً من الأنظمة البعيدة المدى (المضادة للطائرات)، وعليها أن تختار، فهي لا تستطيع تغطية المدن والبنية التحتية الحيوية والقواعد الجوية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعتقد أليساندرو مارون، مدير برنامج الدفاع في مركز "آي أي آي" الإيطالي للأبحاث بأنه في حرب الاستنزاف هذه، يتوجب على الأوكرانيين "اتخاذ خيارات صعبة باستمرار والتكيف معها لأن المساعدات الغربية غير كافية لحماية جميع الأهداف التي يمكن لروسيا اختيارها".
وبحسب مارون فإن "هذه الغارات لن تغير مسار الحرب، ولكنها مؤشرات مثيرة للقلق تؤكد أن روسيا تستعد لمواجهة نشر طائرات أف-16" التي وعد الغرب بتزويدها للأوكرانيين.
ومنذ بداية الحرب الروسية عام 2022، تطالب كييف بالحصول على طائرات مقاتلة أميركية من طراز "أف-16".
هدف طموح
وتعهدت دول في حلف شمال الأطلسي تزويدها بعشرات الطائرات وتدريب أطقهما، وسيكون التسليم وشيكاً.
وقال زيلينكسي سابقاً إن بلاده في حاجة إلى 130 مقاتلة من طراز "أف-16" لوضع حد للهيمنة الروسية في الأجواء.
وكانت أوكرانيا حددت هدفاً يتمثل في استعادة السيطرة على أجوائها عام 2024، وهو هدف يبدو طموحاً للغاية حتى الآن.
وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قال خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية في وقت سابق هذا العام "في 2024، الأولوية هي طرد روسيا من أجوائنا لأن من يسيطر على الجو سيحدد متى وكيف تنتهي الحرب".
ويؤكد مصدر عسكري أوروبي أن أولى مقاتلات "أف-16" وصلت إلى الأراضي الأوكرانية، لكنها لم تبدأ مهماتها بعد.
ويرى موزيكا أن كييف قد تضطر إلى تغيير مواقع المقاتلات "بصورة متكررة"، مضيفاً أن "من غير المرجح أن يتم استخدامها قرب الجبهة" حيث تكون أكثر عرضة للخطر.
ويتابع أن مقاتلات "أف-16" وقدراتها المتقدمة "ستؤثر في القدرة الروسية على تنفيذ هذا النوع من الضربات، من خلال استهداف طائرات من دون طيار أو صواريخ".
وحذر النائب الأوكراني رومان كوسيتنكو الذي يترأس لجنة الأمن والدفاع والاستخبارات في البرلمان من أنه "في حال واصلنا خسارة الطائرات بهذه الطريقة، فلن يقدم لنا أحد مزيداً منها".