Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انتهازي أم إداري براغماتي... من هو كير ستارمر؟

يظل زعيم حزب العمال بشعره الرمادي ونظارته ذات الإطار الأسود لغزاً في عيون ناخبيه

يصل زعيم حزب العمال كير ستارمر وزوجته فيكتوريا للإدلاء بصوتيهما بمركز اقتراع في لندن، 4 يوليو 2024 (أ ف ب)

ملخص

اتهمه "اليسار" بالخيانة لإسقاطه عدداً من التعهدات التي قطعها خلال حملته الانتخابية، وحصل على لقب سير من الملكة إليزابيث الثانية لكنه نادراً ما يستخدمه... تعرف إلى مسيرة زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر.

قبل أن يتولى كير ستارمر زعامة حزب العمال البريطاني تدرج في مسؤوليات عدة، من محام في مجال حقوق الإنسان إلى مدع عام للدولة، لكن يبدو أن طموحه الذي لا حدود له وإمكاناته الهائلة للعمل سيدفعانه إلى أعلى منصب سياسي في بريطانيا.

ويعد الزعيم البالغ 61 سنة والذي سمي على اسم مؤسس حزب العمال كير هاردي، الأكثر انتماء إلى الطبقة العاملة من بين الذين تعاقبوا على رئاسة الحزب المعارض منذ عقود، وقال ستارمر للناخبين مراراً خلال جولاته الانتخابية إن "والدي كان صانع أدوات وأمي كانت ممرضة"، رافضاً تصوير منافسيه له أنه ينتمي إلى النخبة الليبرالية المتعجرفة في لندن.

وبشعره الرمادي ونظارتيه ذات الإطار الأسود يظل ستارمر لغزاً في عيون ناخبيه الذين سيوصلونه إلى داونينغ ستريت بعد الانتخابات العامة اليوم الخميس.

انتهازي أم إداري براغماتي؟

ويصفه منتقدون بأنه انتهازي، لكن مؤيديه يصرون على أنه إداري براغماتي يتعامل مع منصب رئيس الوزراء بالطريقة نفسها التي مارس بها مسيرته المهنية، من دون كلل وباستخدام الحجة القانونية.

وقال ستارمر في خطاب ألقاه أخيراً خلال حملته الانتخابية إن "السياسة يجب أن يكون محورها الخدمة"، مكرراً شعاره المتمثل في وضع "البلد أولاً والحزب ثانياً"، بعد 14 عاماً من حكم المحافظين في ظل خمسة رؤساء وزراء.

وفي بعض الأحيان يبدو مشجع فريق أرسنال الذي جاء إلى السياسة في وقت متأخر من حياته غير مرتاح في دائرة الضوء، ويكافح من أجل التخلص من صورته العامة باعتباره شخصية مملة.

لكن يقال إن ستارمر الذي تعمل زوجته فيكتوريا في الخدمة الصحية الوطنية وله منها فتى وفتاة في سن المراهقة، يكون مختلفاً أحياناً بشخصية تميل للدعابة في مجالسه الخاصة.

وتعهد ستارمر حال انتخابه بالحفاظ على عادته المتمثلة بعدم العمل بعد الساعة السادسة مساء من أيام الجمعة، وتمضية هذا الوقت مع عائلته.

ولد كير رودني ستارمر في الثاني من سبتمبر (أيلول) 1962 ونشأ في منزل ضيق بضواحي لندن، برعاية أم تعاني مرضاً خطراُ وأب بعيد عاطفياً، ولديه ثلاثة أشقاء أحدهم يعاني صعوبات في التعلم، ووالداه من محبي الحيوانات وقد أسهما في العناية بالحمير، وقال ستارمر مازحا "كلما غادر أحدنا المنزل اُستبدل بحمار".

العزف على الكمان

تعلم ستارمر في المدرسة العزف على الكمان على يد نورمان كوك عازف الغيتار السابق الذي أصبح منسق موسيقى مشهوراً، وانضم إلى مدرسة موسيقى مرموقة في لندن خلال عطلات نهاية الأسبوع، وبعد دراساته القانونية في جامعتي ليدز وأكسفورد، حول ستارمر انتباهه إلى القضايا اليسارية ودافع عن النقابات العمالية والناشطين المناهضين لماكدونالدز والسجناء المحكوم عليهم بالإعدام في الخارج، وهو صديق لمحامية حقوق الإنسان أمل كلوني التي تدرب معها على ممارسة المحاماة، وروى أنه تناول وجبة غداء معها ومع زوجها الممثل جورج كلوني ذات مرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي عام 2003 بدأ يقترب من المؤسسة السياسية مما سبب صدمة لأصدقائه وزملائه، ففي البداية تولى وظيفة تضمن امتثال الشرطة في إيرلندا الشمالية لتشريعات حقوق الإنسان، وبعد خمس سنوات عُين مديراً للنيابة العامة في إنجلترا وويلز عندما كان زعيم حزب العمال غوردون براون رئيساً للوزراء.

وبين عامي 2008 و2013 أشرف على محاكمة أعضاء برلمان بتهمة استغلال نفقاتهم، وصحافيين بتهمة التنصت على الهواتف، ومثيري شغب شبان شاركوا خلال الاضطرابات في جميع أنحاء إنجلترا.

لقب نادراً ما يستخدمه

وقد حصل على لقب سير من الملكة إليزابيث الثانية لكنه نادراً ما استخدمه، وفي عام 2015 اُنتخب عضواً في البرلمان عن منطقة في شمال لندن تغلبُ على ناخبيها الميول اليسارية.

وقبل أسابيع فقط من انتخابه توفيت والدته بسبب مرض نادر في المفاصل جعلها غير قادرة على المشي لأعوام عدة، ففي عام 2021 بكى ستارمر خلال مقابلة تلفزيونية وهو يروي كيف "حطمت" وفاة والدته والده.

وبعد عام واحد فقط من انتخابه عضواً في البرلمان انضم ستارمر إلى مجموعة من النواب المتمردين في حزب العمال ضد اليساري المتطرف جيرمي كوربن، متهمين إياه بالافتقار إلى القيادة خلال حملة الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ففشل التمرد في وقت لاحق من ذلك العام لكن ستارمر انضم مجدداً إلى فريق القيادة في حزب العمال بصفته متحدثاً باسم "بريكست"، وبقي يؤدي هذا الدور حتى خلافته كوربن الذي قاد الحزب إلى أسوأ هزيمة له خلال الانتخابات منذ عام 1935.

ومنذ ذلك الحين أظهر ستارمر تصميماً من خلال إعادة الحزب لموقع الوسط، وقيادته حملة تطهير لإرث كوربن، إضافة إلى اجتثاث معاداة السامية داخل الحزب.

اتهام بالخيانة

اتهم "اليسار" ستارمر بالخيانة لإسقاطه عدداً من التعهدات التي قطعها خلال حملته الانتخابية، بما في ذلك إلغاء الرسوم الجامعية، لكن دفعه لإعادة التموضع الإستراتيجي لحزب العمال ووضعه مرة أخرى على سكة السلطة يدل على أن النجاح أمر ثابت في حياة ستارمر، وقد قال مرة إنه "إذا وُلدت من دون امتيازات فلن يكون لديك وقت للعبث"، مضيفاً "لا يمكنك الالتفاف حول المشكلات من دون حلها".

المزيد من تقارير