ملخص
عمل الحافي مسعفاً في المستشفى الإندونيسي شمال غزة، وقال إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على ساقه بينما كان ينقل مصابين على محفات إثر ضربة إسرائيلية جوية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.
يرقد المسعف الفلسطيني تامر أسامة الحافي في مستشفى بمصر، وساقه اليمنى تلفها الضمادات بعد أن أصيب بالرصاص، بينما يستعيد تفاصيل المحنة التي عاشها في قطاع غزة إثر اتهام إسرائيل له بأنه إرهابي.
وعمل الحافي (40 سنة) مسعفاً في المستشفى الإندونيسي شمال غزة، وقال إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على ساقه تحت الركبة، بينما كان ينقل مصابين على محفات إثر ضربة إسرائيلية جوية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
عند نقطة التفتيش
أصبح الحافي لفترة وجيزة مريضاً يرقد في المستشفى الذي يعمل به قبل أن يفر في الـ 20 من نوفمبر 2023 إثر تعرض المستشفى للهجوم، واضطر والده أسامة إلى حمله على ظهره إلى مركز طبي آخر جنوب قطاع غزة.
وعند نقطة تفتيش عسكرية إسرائيلية قال الحافي إن الجنود اتهموه بأنه "إرهابي"، واقتادوه لمنشأة احتجاز وعصبوا عينيه.
وروى أنه ظل رهن الاحتجاز 35 يوماً، وأطلقوه بعد ذلك من دون توجيه أي اتهام، وأنه أثناء احتجازه قيدت ذراعاه وساقاه إلى سرير داخل خيمة.
ولم يتسن لـ "رويترز" التحقق بشكل مستقل من رواية الحافي، فيما لم ترد السلطات الإسرائيلية على طلب للحصول على تعليق في هذا الشأن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الحافي إنه ظل معصوب العينين طوال الوقت باستثناء فترات الاستجواب، ولم يحصل على أي طعام سوى فيتامينات سائلة من خلال ماصة (شفاطة مشروبات) كل ثلاثة أو أربعة أيام.
وروى لـ "رويترز" من على متن مستشفى موقت على سفينة شحن راسية عند مدينة العريش المصرية، "كنت مسجوناً في سجن لا أعرف أين هو".
وتابع قائلاً، "ظلت عيناي معصوبتين طول فترة السجن، ولم يرفعو الغطاء إلا أثناء التحقيق، وبعد التحقيق يرجعونه ثانية، ولم أر الشمس إلا عندما خرجت من السجن".
وأضاف الحافي أنه تعرض للضرب والإهانة ولم يتلق رعاية طبية وهو رهن الاحتجاز، ويُعتقد أيضاً أن عمله مسعفاً جعله مستهدفاً من إسرائيل.
وقال، "كلمة كادر طبي في مستشفى كافية لأن تجعلك متهماً بالنسبة إليهم".
ودعت منظمات طبية منها منظمة الصحة العالمية إلى وقف الهجمات على العاملين في مجال الرعاية الصحية في قطاع غزة خلال الحملة العسكرية الإسرائيلية التي بدأت بعد هجوم مباغت شنته حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
واتهم الجيش الإسرائيلي مقاتلين من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بالاختباء داخل المستشفيات واستخدام السكان دروعاً بشرية، وهو ما نفته الحركتان، بينما قال الجيش الإسرائيلي أيضاً إنه اعتقل مسلحين من داخل منشآت طبية.
لم يحن الشفاء
وتتسق رواية الحافي حول تعصيب عينيه وتقييده وضربه مع ما حكى عنه فلسطينيون آخرون احتجزتهم إسرائيل، وكذلك مع بيانات صدرت عن جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان في شأن انتهاكات وإساءة معاملة.
وفي مايو (أيار) الماضي عبرت المقررة الخاصة المعنية بمسألة التعذيب في الأمم المتحدة، أليس جيل إدواردز، عن قلقها إزاء ما تردد حول أنماط انتهاكات بحق المعتقلين الفلسطينيين وغياب المساءلة.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن المعتقلين يعاملون وفقاً للقانون الدولي، وإن ما يقال عن الانتهاكات والإساءة بحق محتجزين فلسطينيين محل تحقيق.
وأفادت المدعية العامة العسكرية في مايو أنه يتم التعامل مع هذه المزاعم بجدية، وإن الشرطة العسكرية تجري تحقيقات عند الاشتباه في ارتكاب جرائم جنائية.
ووفقاً لإحصاءات إسرائيلية فقد أسفر هجوم السابع من أكتوبر 2023 عن مقتل 1200 واحتجاز 250 رهينة تقريباً داخل قطاع غزة الذي تديره "حماس".
وتقول السلطات الصحية في القطاع إن إسرائيل قتلت أكثر من 38 ألفاً حتى الآن، ودمرت معظم القطاع في حملتها العسكرية التي تقول إن هدفها هو القضاء على "حماس".
وروى الحافي عن محنته التي استمرت حتى بعد إطلاقه، وقال "لما خرجت من السجن رمونا في معبر بين رفح وإسرائيل، فمشيت ثلاثة كيلومترات ونصف زاحفاً لأن رجلي مصابة، وبعد أقل من 10 أيام أصبت بجلطة في الرئة دخلت إثرها المستشفى مدة 25 يوماً تقريباً، وصحوت زائغ العينين، بينما أصابت التهابات كثيرة قدماي، مع تقرحات في جسمي كله".
وخلال الأشهر التالية تلقى الحافي العلاج في أربعة مستشفيات مختلفة في قطاع غزة، إذ تسببت الجلطة التي أصيب بها بدخوله في غيبوبة، وتم إجلاؤه في نهاية المطاف لتلقي العلاج في مصر بمستشفى تموله الإمارات على متن سفينة قرب القطاع، حيث يرقد كثير من المرضى والمصابين داخل المستشفى العائم، بينهم أطفال وبعضهم بترت أطرافه.
وقال الحافي إن الطواقم الطبية فعلت كل ما بوسعها لعلاجه، لكن لم يحن بعد وقت الشفاء.