Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مدونون يتعرضون لانتهاكات بسبب منشورات تنتقد "7 أكتوبر"

"مت وأنت ساكت"... ناشط سياسي يروي ما حصل معه حين اختطف من قبل ملثمين أبرحوه ضرباً

دشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامن تحت وسم "كلنا أمين عابد" للوقوف إلى جانب الناشط الفلسطيني (أ ف ب)

ملخص

يؤكد صلاح عابد، وهو والد الناشط السياسي، أن عناصر "حماس" يقفون وراء الاعتداء على ابنه بسبب منشوراته المعارضة للحركة على "فيسبوك"، والتي كسر فيها الصمت حول استئثارها بالقرار الذي تسبب بمأساة الغزيين منذ تسعة أشهر

"ممنوع تنتقد 'حماس' ومت وأنت ساكت، لماذا تكتب ضد 7 أكتوبر

 لا يزال صدى هذه العبارات يتردد في أذن الناشط السياسي الفلسطيني أمين عابد، إذ سمعها كثيراً عندما تعرض لاعتداء عنيف جداً من مجهولين، وعلى إثره يرقد الآن على سرير المستشفى لتلقي الرعاية الصحية، ففي التاسع من يوليو (تموز) الجاري، وبينما كان عابد يمشي قرب منزله في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، اعترض طريقه خمسة مسلحين يحملون بنادق وسكاكين وأسلحة بيضاء، ويضعون على وجوههم أقنعة تخفي ملامحهم.

عنف وضرب

عصب الملثمون عيني عابد وأوصدوا يديه وقدميه وحملوه نحو منزل كانت الطائرات الإسرائيلية قصفته وحولته إلى كومة ركام متناثرة، وهناك انهالوا عليه بالضرب بقوة مبرحة، واتهموه بأنه "عميل لإسرائيل وخائن لوطنه".

ضربت العصابة الناشط السياسي على رأسه بالعصي الخشبية، وحينها سمع أمين صوت زعيمهم يقول "اكسروا إصبعه كي لا يعود قادراً على كتابة انتقادات ضد 'حماس' مرة أخرى"، وبعد ذلك أغمي عليه ولم يستيقظ على سرير المستشفى.

تعرض عابد لضربات شديدة على قدميه ويديه لدرجة أن عظامه تهشمت، ولف الأطباء أطرافه بضمادات طبية وأوصلوه بجهاز ليتمكن من قضاء حاجته بعد أن بات فاقداً للحركة وعاجزاً عن الذهاب للحمام، كما أن الضرب المبرح الذي تعرض له أفقده أسنانه، ويقول الطبيب المتابع لحالته إن "تكسير الأسنان يعني أن المريض تعرض لضربات قوية للغاية، فليس من السهل أن تسقط الأسنان، وأعتقد أنه يحتاج إلى وقت طويل جداً حتى يتماثل للشفاء".

تحقيقات الأمن الداخلي

وبحسب شهادة أشخاص استمعت إليهم "اندبندنت عربية" أثناء محاولتهم إنقاذ الناشط السياسي، فإن عناصر العصابة الملثمة أطلقوا النار في الهواء عندما حاولوا الاقتراب لانتشال عابد من بين أيديهم وأمروهم بمغادرة المكان، ثم عرفوا عن أنفسهم أنهم عناصر من جهاز الأمن الداخلي ويعاقبون أمين لأنه "خارج عن القانون".

ويعد جهاز الأمن الداخلي أحد أجهزة المباحث الشرطية التابعة لوزارة الداخلية في حكومة غزة التي تديرها حركة "حماس"، ويختص في التحقيق مع المتهمين في التخابر مع إسرائيل والموظفين الذين يتعاملون مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، ويستدعي النشطاء ويحقق معهم، ولا يخضع هذا للقانون الفلسطيني ولا يتعامل بلوائحه ونصوصه.

وخلال الحرب توقف عمل الأمن الداخلي بشكل رسمي، لكن عناصره لا يزالون يمارسون أنشطتهم في الخفاء ويحققون مع عدد من سكان غزة ويستدعونهم في السر. وبحسب معلومات وصلت "اندبندنت عربية" فإن معظم التحقيقات تدور حول مسألة ما إذا كانت السلطة الفلسطينية تخطط لإعادة السيطرة على غزة.

انتقاد هجمات السابع من أكتوبر

وبالعودة لقصة أمين عابد فإنه شخصية معروفة في غزة بانتقاده حكم "حماس" ومعارضته سياساتها في القطاع، وهذه المرة أيضاً وجه له الملثمون تهماً مماثلة، إذ ذكروا له أثناء ضربه أنهم عثروا على ملفات وكتابات له ضد حركة "حماس"، انتقد فيها "الأحداث البطولية التي وقعت في السابع من أكتوبر 2023 عندما شنت 'حماس' هجوماً على المدن الإسرائيلية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويؤكد صلاح عابد، وهو والد الناشط السياسي، أن عناصر "حماس" يقفون وراء الاعتداء على ابنه بسبب منشوراته المعارضة للحركة على "فيسبوك"، والتي كسر فيها الصمت حول استئثارها بالقرار الذي تسبب بمأساة الغزيين منذ تسعة أشهر.

أما على "فيسبوك" فكتب أمين "عملت 'حماس' على تقسيم الشعب الفلسطيني وسحق حلمه في إقامة دولة، لقد تعبنا أيها العالم لقد تعبنا حقاً".

ويقول الناشط السياسي، "لن أتوقف عن استخدام حقي في التعبير عن رفضي لهجوم السابع من أكتوبر، فـ 'حماس' شريكة للاحتلال في قتلنا، وأفرادها يستخدمون سياسة تكسير العظام ضد الشعب الفلسطيني، ولدي وثائق تؤكد أن هناك حالات اعتداء على عشرات المنتقدين للحركة".

تضامن ولا رد من "حماس"

وفعلياً تتزايد الأصوات المعارضة لحركة "حماس" كما يتزايد غضب سكان غزة من الخسائر الفادحة التي لحقت بالقطاع منذ بداية الحرب، وقد دشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تحت وسم "كلنا أمين عابد" للتضامن مع الناشط الفلسطيني.

وكان عابد تعرض للمصير نفسه عام 2019 عندما نظمت احتجاجات حول الحال الاقتصادية في غزة، فاعتقله الأمن الداخلي وضربه، ووقتها اعترضت سلطات "حماس" جميع النشطاء الذين خرجوا في احتجاجات ضد تردي حياتهم الاقتصادية.

ويعتقد عابد أن ما تعرض له ظلم لأنه يعيش حالياً شمال قطاع غزة، أي المكان الذي طلبت إسرائيل إخلاءه بالكامل، وأيضاً يشهد سكانه مجاعة وحصاراً مطبقاً، ويقول الناشط السياسي إن "ما تعرضت له يعد ضريبة البقاء صامداً في شمال غزة، وأنا رفضت السفر للخارج وبقيت هنا لأخدم الناس".

ويتساءل "هل هذا جزاء ما يعيشه سكان غزة رغم الحرب؟"، مضيفاً أنه "من باب الواجب الإنساني على 'حماس' مساعدة الناس وغض الطرف عن أية انتقادات، فالناس يتكلمون لأنهم انتكسوا، والحركة المقاتلة تراقبهم ولا تهتم لمصالحهم".

من جهتها انتقدت حركة "فتح" الاعتداء على الناشط أمين عابد في غزة، وقال المتحدث باسمها حسين حمايل إن "سلطات الأمر الواقع في غزة سمحت بانتشار الإجرام داخل القطاع في وقت تتواصل حرب الإبادة الجماعية وارتكاب الجرائم البشعة والتهجير القسري والتجويع لأبناء شعبنا في قطاع غزة".

وحاولت "اندبندنت عربية" الحصول على تعليق من حركة "حماس" عبر الاتصال على مكاتبها، لكنها لم تحصل على أي رد حول ما حدث مع الناشط السياسي.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير