ملخص
أبدت المفوضية الأوروبية قلقها في سبتمبر الماضي في شأن الكمية الكبيرة من المعلومات الكاذبة المنشورة على منصة "إكس"، بعد اختبارات أجريت على كثير من شبكات التواصل الاجتماعي.
اتهمت المفوضية الأوروبية اليوم الجمعة منصة "إكس" بـ"تضليل" المستخدمين وانتهاك قواعد الاتحاد الأوروبي من خلال العلامات الزرقاء المعتمدة أساساً لتوثيق الحسابات المفترض أن تكون عائدة لمصادر معلومات موثوقة.
واعتبرت المفوضية أيضاً أن الشركة المملوكة للملياردير إيلون ماسك تنتهك التزاماتها بالشفافية في ما يتعلق ببث الإعلانات ووصول الباحثين إلى بيانات المنصة.
وقال مفوّض الشؤون الرقمية في المفوضية الأوروبية تييري بريتون "لدى ’إكس‘ الآن الحق في الدفاع عن نفسها، ولكن إذا ما تأكدت وجهة نظرنا، فسنفرض غرامات ونطالب بتغييرات كبيرة".
هذا الاتهام يُعدّ الأول من نوعه في ظل قانون الخدمات الرقمية الجديد (DSA) الذي دخل حيز التنفيذ العام الماضي لحماية مستخدمي الإنترنت من أي محتوى يُعتبر خطراً.
وقد يؤدي ذلك في الأشهر المقبلة إلى توجيه اتهام نهائي للمجموعة الأميركية بعدم الامتثال للقانون إذا لم تعمد "إكس" إلى تصحيح أوجه القصور المذكورة، ثم فرض عقوبات مالية تصل إلى ستة في المئة من حجم المبيعات السنوية العالمية للشركة المعروفة سابقاً بـ"تويتر".
ولم يُحدَّد موعد نهائي لإنهاء هذه الإجراءات.
العلامة الزرقاء
وجاء في بيان المفوضية الأوروبية "تقوم إكس بتصميم واجهتها وتشغيلها للحسابات التي تم التحقق منها باستخدام العلامة الزرقاء بطريقة لا تتوافق مع ممارسات القطاع وتضلل المستخدمين". وأضافت الذراع التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، "يمكن لأي شخص الاشتراك للحصول على علامة التوثيق هذه، ما يقوّض قدرة المستخدمين على اتخاذ قرارات حرة ومستنيرة في شأن صحة الحسابات التي يتفاعلون معها. وهناك أدلة على أن جهات خبيثة تسيء استخدام هذا النظام".
كما تواصل المفوضية الأوروبية، التي تضطلع بدور شرطي القطاع الرقمي في الاتحاد الأوروبي، تحقيقات قد تؤدي إلى اتهامين إضافيين: نشر محتوى غير قانوني، وعدم بذل جهود كافية لمكافحة التلاعب بالمعلومات.
قائمة المآخذ
وكانت المفوضية أبدت قلقها في سبتمبر (أيلول) 2023، في شأن الكمية الكبيرة من المعلومات الكاذبة المنشورة على منصة "إكس"، بعد اختبارات أجريت على كثير من شبكات التواصل الاجتماعي.
وفُتح إجراء أولي في الـ12 من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بعد خمسة أيام من الهجوم الذي شنته حركة "حماس" ضد إسرائيل ثم بدأ تحقيق رسمي في ديسمبر (كانون الأول).2023
قائمة المآخذ على الشبكة طويلة، وتشمل العدد المتدني من المشرفين على المحتوى، وعدم فاعلية نظام الإبلاغ عن المحتوى غير القانوني، وعدم كفاية رسائل التحذير ضد الصور العنيفة.
بعد شراء "تويتر" عام 2022، نفّذ إيلون ماسك موجة واسعة من عمليات صرف العمال أدت إلى تراجع كبير في عدد المشرفين على المحتوى. ويدافع الملياردير عن رؤية راديكالية لحرية التعبير، ويرفض الرقابة بكل صورها، على رغم تأكيده احترام قوانين كل دولة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
نظام الإبلاغ
ويفرض قانون الخدمات الرقمية على جميع المنصات عبر الإنترنت إنشاء نظام للإبلاغ عن المحتوى الإشكالي والتحرك "على الفور" لإزالة أي محتوى غير مشروع أو جعل الوصول إليه مستحيلاً بمجرد علمهم به.
وعلى صعيد الإعلان يجب على المنصات السماح لكل مستخدم بمعرفة المعايير المستخدمة لاستهدافه إعلانياً، وكذلك الجهات الممولة للإعلانات.
كما يتعين على مجموعة مكونة من 25 لاعباً رقمياً مؤثراً، من بينها منصة "إكس"، أن توفر للباحثين المعتمدين إمكانية الوصول إلى البيانات التي تغذي خوارزمياتها لإتاحة مراقبة الامتثال للقواعد.
وإضافة إلى الشبكة الاجتماعية المملوكة لإيلون ماسك، تخضع ثلاث منصات كبيرة أخرى هي "تيك توك"، و"علي إكسبرس"، و"ميتا"، لإجراءات رسمية من المفوضية الأوروبية، من دون أن تصل بعد إلى مستوى توجيه لائحة اتهام كما حصل اليوم مع منصة "إكس".
تحقيقات أخرى
وبعد فتح تحقيق في أبريل (نيسان) الماضي، اضطرت "تيك توك" إلى تعليق ميزة كانت تكافئ المستخدمين على الوقت الذي يمضونه على شبكتها، بعد اتهامها بالتسبب في الإدمان.
وكانت الشبكة الاجتماعية المملوكة لشركة "بايت دانس" الصينية، موضع تحقيق آخر فُتح في فبراير (شباط) الماضي بتهمة التقصير في اعتماد إجراءات لحماية القصّر.
كما تشمل الإجراءات موقع التجارة الإلكترونية "علي إكسبرس" (AliExpress)، التابع لشركة "علي بابا" الصينية العملاقة، إذ تحقق المفوضية الأوروبية منذ مارس (آذار) الماضي في معلومات عن بيع المنصة العملاقة منتجات خطرة بينها أدوية مزيفة.
وأخيراً، في أبريل ومايو (أيار) الماضيين، أطلق الاتحاد الأوروبي إجراءات ضد شبكات التواصل الاجتماعي التابعة لمجموعة "ميتا"، مثل "فيسبوك" و"إنستغرام"، بسبب عدم بذلها جهوداً كافية لمكافحة المعلومات المضللة، فضلاً عن اتهامات بالتسبب في إدمان الأطفال وعدم حمايتهم بصورة كافية من "المحتوى غير المناسب".