Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انتخابات تشريعية في سوريا وسط توقعات بمشاركة ضعيفة

الاقتصاديون يكتسحون المشهد ومناطق الإدارة الذاتية الكردية تقاطع الاستحقاق البرلماني

ملخص

تفيد المعلومات الواردة من اللجنة القضائية العليا بانسحاب 7437 ومن تبقى بلغ عددهم 1516 مرشحاً، بينما كان عدد طلبات الترشيح 8953 طلباً

مع اجتياز عقارب الساعة السابعة صباح الأحد الـ14 من يوليو (تموز) دخلت المدن والأرياف السورية بما يسمى "الصمت الانتخابي" تتوقف معها الدعاية لمرشحي الانتخابات التشريعية، أو ما يسمى في دمشق بـ"مجلس الشعب".

يحبس المتنافسون أنفاسهم في سباق محموم لنيل المقاعد البرلمانية، وهم يعدون الساعات والدقائق ليومهم التالي، إذ تقول الأصوات في جوف الصندوق الانتخابي في النهاية كلمتها بين فائز وخاسر.

في المقابل لا تغري الشارع السوري صناديق الاقتراع كثيراً، ولا تستهويهم الغرف السرية التي تفصل الناخب وورقته بوشاح أبيض عن الصندوق اليوم الإثنين الـ15 من يوليو كي يختاروا من يمثلهم في المجلس النيابي لأن النتائج باتت معروفة مسبقاً، وهي محسومة سلفاً.

توقعات بمشاركة ضعيفة

كيف ذلك؟ الإجابة تطل برأسها من بين سطور ما يسمى "قوائم الوحدة الوطنية" وهي أسماء اختارتها أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية (ائتلاف سياسي لأحزاب وحدوية واشتراكية برئاسة حزب البعث الحاكم منذ عام 1970)، بحسب ناشطين سياسيين.

وكما هو مألوف فإنه وعبر عقود من الزمن، وبكل المعارك الانتخابية للأدوار التشريعية، كل من يوضع في قوائم التكتل السياسي للأحزاب "ناجح". يقول أحدهم "إن الانتخابات بكل العالم تسمى لعبة سياسية إلا أنها في بلدنا لعبة مكشوفة، النسبة الكبرى من الكتلة السياسية للحزب، لماذا لا تكون الانتخابات أكثر انفتاحاً؟ أين أحزاب المعارضة؟ لماذا لا نشاهد معركة انتخابية بالمعنى الصحيح كما يحدث في باقي الدول؟".

ويتوقع مراقبون مشاركة ضعيفة، وأن التنافس اليوم يدور بين المستقلين الذين يحظون بمقاعد محدودة مقارنة بالأحزاب السياسية التي تهيمن بالكتلة النيابية الكبرى، ومن بينها "حزب البعث" الذي يقود البلاد منذ عام 1963 بعد انتفاضة الـ8 من مارس (آذار).

وفي قراءة للقوائم في المحافظات يمكن إحصاء أعداد المرشحين من الأحزاب والمستقلين، ففي دائرة الحسكة عدد المقاعد من الفئة (أ) يبلغ ثمانية، يترك للناخبين اختيار اثنين من المستقلين، أما الفئة (ب) فيبلغ عدد المقاعد بها ستة، يترك مقعد واحد للمستقلين، وعدد مقاعد محافظة دير الزور ثمانية ومقعد واحد لمستقل وكذلك في الفئة (ب) وهي حال محافظة الرقة، وإدلب وطرطوس والسويداء والقنيطرة ودرعا المنافسة تدور على مقعد واحد بالفئتين.

قوائم الوحدة الوطنية

وفي وقت تستحوذ فيه قوائم الوحدة الوطنية في تلك المحافظة على غالب مقاعد المحافظة وتترك عدداً قليلاً للمستقلين، تحتدم المنافسة بين المستقلين في محافظة دمشق حيث يتنافس أربعة مستقلين في الفئة (أ) في وقت استحوذت الأحزاب السياسية على ستة مقاعد، أما في الفئة (ب) فيتنافس تسعة مستقلين من أصل 19 استحوذت الأحزاب على 10 مقاعد، بينما بمدينة حلب يتنافس اثنان من المستقلين في القطاع (أ) من أصل سبعة وبالقطاع (ب) يتنافس ستة مستقلين من أصل 13.

في المقابل، تستغرب الأحزاب المعارضة والمجتمع المدني استحواذ الحزب الحاكم على الكتلة الكبرى بفرض قوائم كعادتها في كل انتخابات تشريعية، إضافة إلى التكتل السياسي "الجبهة"، وغياب الأحزاب الوليدة على قلتها بعد عام 2011 التي ظهرت أثناء الصراع الأهلي المسلح في سوريا، ويستحوذ "حزب البعث" على 165 من أصل 250 مقعداً وبقية الأحزاب السياسية تحوز 67 مقعداً.

وكان "الحزب الديمقراطي السوري" قد أعلن انسحاب مرشحيه من كل المحافظات السورية في الـ9 من الشهر الجاري، وعزت الأمين العام للحزب لمى دهمان القرار إلى "عدم وجود لجان مستقلة تشرف على الانتخابات، وعدم مشاركة الأحزاب الوطنية في الإشراف على سير العملية الانتخابية وتسلم الصناديق، وكذلك إقصاء شركاء في الوطن من الأحزاب السياسية الأخرى، والقوى الوطنية من قبل القائمين على العملية الانتخابية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

انسحابات

وتفيد المعلومات الواردة من اللجنة القضائية العليا بانسحاب 7437 ومن تبقى بلغ عددهم 1516 مرشحاً، بينما كان عدد طلبات الترشيح 8953 طلباً، وبذلك يكون قد انسحب أكثر من ثلثي المرشحين. وتفاوتت أسباب وعوامل الانسحاب بين أسباب شخصية، وأخرى أفادت بأنها لا تقدر على الاستمرار بالمنافسة، أو أنها انسحبت لمصلحة قوائم الجبهة، وعدم قدرتها على الصمود أمام هذا التكتل.

"مسؤولية وطنية"

واعتبر "حزب البعث" الحاكم أن الإقبال على صناديق الاقتراع مسؤولية وطنية قبل أن يكون حقاً دستورياً، وجاء في بيان نشره على منصاته الرسمية "لقد حمى انتظام الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها طوال أعوام الحرب الدولة والمجتمع والمواطن، ومكن من الحفاظ على الشرعية الوطنية وصونها، ودحض المشاريع التي حاولت حرفه وتفكيكه".

في غضون ذلك يكتسح الاقتصاديون المشهد الانتخابي، إذ برزت قائمة دمشق في العاصمة التي تضم تكتلاً من شخصيات اقتصادية، والحال كذلك في مدينة حلب غير أن القوائم يغلب عليها الحضور العشائري لوجود قائمتي مدينة حلب وقائمة ريف المدينة، مع نجاح شخصيات إعلامية شابة في الاستئناس الحزبي (انتخاب داخلي ضمن صفوف حزب البعث لانتقاء الممثلين عنه للترشح).

في المقابل، برز اسم إحدى الشخصيات الدرامية من الوسط الفني، إذ لوحظ خوض الفنانة السورية رباب كنعان التي اشتهرت بدور (وردة) في المسلسل الكوميدي "جميل وهناء"، هذا الاستحقاق رافعة شعار "مع ليش" لتكسر رتابة باقي شعارات الحملات الانتخابية التي حملت مطالب اقتصادية ومعيشية، وسط غياب "برامج انتخابية" يفترض أن يعلن عنها كل مرشح.

ولفت نظر السوريين شعار أحد المرشحين كونه قريباً جداً من شعار الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي، دونالد ترمب عام 2016 "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، حين أطل المنتج التلفزيوني والبرلماني السابق محمد قبنض بشعار حملته "لنجعل سوريا عظيمة كما كانت دائماً"، وهو من المرشحين الذي أثار جدلاً بعفويته، وخطاباته المثيرة تحت قبة المجلس النيابي.

في المقابل قاطعت مناطق الإدارة الذاتية الكردية بشمال شرقي سوريا الانتخابات البرلمانية، وسط أنباء عن تحرك لقوى الأمن الداخلي الخاصة بالأكراد التي تسمى "الأسايش" لمنع نقل صناديق الانتخابات، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وفرضت طوقاً أمنياً على محيط المربع الأمني في القامشلي.

في هذه الأثناء أعلن المحتجون في الحراك الشعبي المناهض للسلطة من أبناء محافظة السويداء جنوب سوريا مقاطعة الانتخابات، وهي المدينة التي بدأت حراكاً شعبياً واحتجاجات ضد الحكومة بسبب الغلاء والحالة الاقتصادية تطورت إلى مطالب سياسية. وتفيد المعلومات بأن بلدة المزرعة جمعت صناديق الاقتراع من المراكز الانتخابية وأخرجتها خارج البلدة، وفي بلدة مردك قطع المحتجون الطرقات منعاً لوصول صناديق الاقتراع.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير