Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التسلق على التلال ضروري لإجراء الاتصالات في زيمبابوي

تشير الأمم المتحدة إلى أن الإنترنت ليس متاحاً لثلث سكان العالم

يظهر البعض ذكاءً في ابتكار الحيل، إذ يعلقون الهواتف المحمولة على عصي في باحات المنازل أو يربطونها بأغصان الأشجار في محاولة لالتقاط الشبكة (أ ف ب)

ملخص

يحوز أكثر من 97 في المئة من السكان في زيمبابوي البالغ عددهم 16 مليون نسمة هواتف محمولة، وتضم البلاد أكثر من 14.5 مليون اشتراك، بحسب هيئة تنظيم البريد والاتصالات.
وتقر الحكومة بأن مشكلات الاتصالات لا تزال قائمة في المناطق الريفية، واعدة السكان باستثمارات في هذا المجال.

مع غروب الشمس على الصخور المذهلة لمتنزه ماتوبو الوطني في زيمبابوي تلقي مجموعة من الصبيان الحجارة لإخافة القرود وإبعادها رغبة منهم في البقاء بمفردهم لمحاولة الاتصال بشبكة الهاتف.
وتعاني سيلوزوي، وهي قرية تقع على بعد أقل من 50 كيلومتراً من بولاوايو (جنوب البلاد)، ثاني كبرى مدن البلاد، مشكلة كبيرة في شبكة الهواتف المحمولة. ويعد التسلق اليومي على تلال ماتوبو بمثابة خطوة إلزامية لإجراء مكالمة هاتفية أو إرسال رسالة أو تصفح منصات التوصل الاجتماعي.
وتقول ساخيلي سيبيندي (60 سنة)، وهي جدة تجتاز خمسة كيلومترات مشياً من منزلها للوصول إلى الموقع "في عمري هذا أواجه صعوبة في الصعود، ولا أستطيع دائماً الوصول إلى أعلى التل".

مشكلات الاتصال بالشبكة

ليست زيمبابوي البلد الوحيد الذي يواجه مشكلات في شبكات الاتصالات بالمناطق الريفية، إذ تشير الأمم المتحدة إلى أن الإنترنت ليس متاحاً لثلث سكان العالم، أو ما يعادل 2.6 مليار شخص، مؤكدة ضرورة السعي إلى الوصول إلى "إتاحة عالمية شاملة للشبكة" مع حلول عام 2030.
وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يستخدم شخص من كل أربعة الهاتف المحمول للاتصال بالإنترنت، لكن 15 في المئة منهم يعيشون في مناطق لا تغطية للشبكة فيها، بحسب النظام العالمي لمعيار الاتصالات المتنقلة (GSMA).
وتوفر تلال ماتوبو حلاً لسكان سيلوزوي، مع أنها لا تفي دائماً بالغرض، فضلاً عن أن المكالمات تجري على مسمع السكان. وتقول سيبيندي "تصبح القرية برمتها على علم بالشؤون والقصص العائلية".
وليس من السهل الوصول إلى الموقع المصنف على لائحة التراث العالمي لـ"اليونيسكو" الذي يتميز بصخوره.
وتتابع سيبيندي "إذا مرض أحد في الليل يصعب الذهاب إلى الموقع لإجراء مكالمة هاتفية. أما إذ كانت الحالة مرتبطة بوفاة فيبقى أفراد العائلة مع الجثة داخل المنزل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


على أغصان الأشجار

ويظهر البعض ذكاءً في ابتكار الحيل، إذ يعلقون الهواتف المحمولة على عصي في باحات المنازل أو يربطونها بأغصان الأشجار في محاولة لالتقاط الشبكة، ولو بصورة محدودة.
وثبتت أنا تيو (42 سنة) هوائياً فوق برميل معدني قديم تحت شجرة للاتصال بزوجها الذي يعمل في جنوب أفريقيا المجاورة. وتقول "كنت أسير عبر الحقول تحت أشعة الشمس وآخذ قسطاً من الراحة تحت هذه الشجرة وأبدأ بمشاهدة مقاطع فيديو عبر هاتفي، فبدأت رسائل ’واتساب’ تصل إليَّ. وهكذا استنتجت أن الشبكة متوافرة في هذا الموقع".
أما الأشخاص الأقل حظاً فيطلبون من سائقي الحافلات نقل رسائلهم المكتوبة أو الشفهية.


مشكلات للسكان

وفي الدولة الواقعة في جنوب القارة الأفريقية، والتي تواجه أزمة اقتصادية خطرة منذ أكثر من 20 عاماً، يزيد الضعف في شبكة الاتصالات من مشكلات السكان.
ويقول بوكوسيبيثو مويو (29 سنة)، وهو مقاول بناء، إنه يخسر زبائن لعدم قدرته على الاتصال بهم أو تلقي دفعات عبر الإنترنت. ويضيف "يقول معظمهم إنهم لا يستطيعون التواصل معي لأيام عدة، وينتهي الأمر بلجوئهم إلى جهات أخرى في المدينة يمكنهم التواصل معهم بسهولة".
ومع ذلك يحوز أكثر من 97 في المئة من السكان البالغ عددهم 16 مليون نسمة هواتف محمولة. وتضم زيمبابوي أكثر من 14.5 مليون اشتراك، بحسب هيئة تنظيم البريد والاتصالات.
وتقر الحكومة بأن مشكلات الاتصالات لا تزال قائمة في المناطق الريفية، واعدة السكان باستثمارات في هذا المجال. وفي معرض الترويج لـ"شبكة ألياف ضوئية حديثة" و"مخطط للتوصل إلى زيمبابوي ذكية" وعد وزير الاتصالات تاتندا مافيتيرا في مارس (آذار) الماضي بأن البلاد ستصبح "قوة رقمية"، لكن التقدم بطيء وما زال سكان القرى يشعرون بأن مناطقهم متروكة.
وتقول تيو "نحن جزء من هذا البلد، ونستحق أن نحصل على الفرص نفسها التي يتمتع بها الناس في المدن".

المزيد من تقارير