Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أذن" ترمب تقلب الأسواق فما السبب؟

مكاسب بملايين للأصول المرتبطة بالرئيس السابق والتوقعات بتراجع الأخطار

حققت أسهم مجموعة "ترمب ميديا أند تكنولوجي" قفزة في أسعارها بزيادة بنسبة 33 في المئة (اندبندنت عربية)

ملخص

ارتفعت مؤشرات الأسواق الكبرى مع بدء تعاملات الأسبوع بأكثر من نصف نقطة مئوية، ووصل بعضها إلى ارتفاع بقدر نقطة مئوية كاملة

صحيح أن الأسواق حساسة لأي خبر مثير، وتتحرك أحياناً تحت ضغط ما يسمى "العامل النفسي"، وليس على أساس معايير أساسية تتعلق بالعرض والطلب وحقائق الوضع المالي والاقتصادي. وطبيعي أن يختلف ذلك التأثير النفسي من خبر إلى آخر، فبعضها يدفع السوق إلى التفاؤل وبعضها الآخر يهوي بثقة الأسواق. لكن في الغالب تتعلق تلك الأخبار ببيانات اقتصادية أو تصريحات سياسية لها علاقة بالسياسة المالية والنقدية. كذلك تؤثر الأحداث الجيوسياسية، من حروب وصراعات وعقوبات وغيرها، في الأسواق والاقتصادات بشكل عام.

لكن أن يؤدي "خدش أذن" إلى رد فعل قوي وواضح من الأسواق ودوائر المال والأعمال فهذا أمر يثير الاستغراب، حتى لو كانت تلك أذن رئيس أميركي سابق ومرشح لانتخابات الرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل عن الحزب الجمهوري، إذ فتحت الأسواق تعاملات أول أيام الأسبوع أمس متأثرة بالمحاولة الفاشلة لاغتيال دونالد ترمب وإصابته فقط بجرح طفيف في أذنه اليمنى.

ذلك مع أن هذا الأسبوع يبدأ موسم إفصاح الشركات عن أدائها المالي للربع الثاني وعن نصف العام، وإعلان توقعاتها للعائدات والأرباح فيما تبقى من هذا العام، كما أنه أسبوع يبدأ على خلفية أرقام اقتصادية مهمة وتصريحات تشير إلى احتمال بدء البنوك المركزية خفض أسعار الفائدة بعد أكثر من عامين من ارتفاعها بقوة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، فلماذا تأثرت السوق بجرح أذن ترمب وما هو ذلك الأثر.

تفاؤل ومكاسب

ارتفعت مؤشرات الأسواق الكبرى مع بدء تعاملات الأسبوع بأكثر من نصف نقطة مئوية، ووصل بعضها إلى ارتفاع بقدر نقطة مئوية كاملة، وذلك تفاؤلاً ليس فقط بفشل محاولة اغتيال ترمب، ولكن أيضاً بزيادة احتمالات فوزه بالرئاسة الأميركية. ليس فقط لأن أسواق المال ترى في رئاسة ترمب أمراً إيجابياً، ولكن لأن ذلك سيعني تراجع فرص الاضطراب في السياسات المالية والاقتصادية، مما يشجع على وضع خطط الاستثمار.

بغض النظر عن التبعات السياسية والانتخابية لجرح أذن ترمب في محاولة اغتياله الفاشلة، كان هناك أثر آخر لا يقل أهمية للمرشح الجمهوري، إذ ارتفعت قيمة أسهم الأصول المرتبطة بالرئيس الأميركي السابق. إذ حققت أسهم مجموعة "ترمب ميديا أند تكنولوجي"، وهي الشركة الأم لموقعه للتواصل "ترو سوشيال"، قفزة في أسعارها بزيادة بنسبة 33 في المئة، ويعني ذلك عائدات بملايين للرئيس السابق الذي يملك حصة الأغلبية في المجموعة من أسهم بقيمة 3.8 مليار دولار. وارتفعت أسهم المجموعة هذا العام بنسبة 75 في المئة في المتوسط حتى الآن، مع زيادة احتمالات فوز ترمب بانتخابات الرئاسة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كذلك ارتفعت أسهم شركات الأسلحة الشخصية بقوة، أما الغريب فهو ارتفاع سعر العملة المشفرة "بيتكوين" لتتجاوز حاجز 63 ألف دولار، كما ارتفعت أسهم الشركات التي تعمل في مجال المشفرات والأصول الرقمية مثل "كوين بيز غلوبال" و"ماراثون ديجيتال" و"مايكرو ستراتجي". فقد كان ترمب خلال فترة رئاسته يرى أن العملات المشفرة ليست سوى "كذبة كبرى"، أما الآن فتأمل أسواق المشفرات أن تحظى بالتشجيع في فترة رئاسة جديدة لترمب.

توقعات إيجابية

ارتفع أيضاً العائد على سندات الخزانة الأميركي ليصل إلى نسبة 4.21 في المئة، ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن كبير استراتيجيي "إل بي إل فاينانشيال" كوينسي كروسبي أن الأسواق تفادت أي تأثير سلبي لحادثة ترمب، خصوصاً مع تأكيد أنه بخير ومستمر في حملته الانتخابية. واعتبرت كروسبي أن الوقت ما زال مبكراً على موعد الانتخابات كي "تأخذ الأسواق في الاعتبار عامل من سيفوز"، خصوصاً وأن الحزب الديمقراطي لم يؤكد مرشحه بعد، وإن كان الرئيس الحالي جو بايدن أم غيره.

لا يقتصر تأثير خدش أذن ترمب على رد الفعل السريع هذا من الأسواق، بل إن تبعاته قد تكون مهمة أيضاً في المستقبل القريب، إذ نقلت شبكة "سي إن بي سي" عن الشريك في شركة استشارات السوق "سيغنم غلوبال أدفيزرز" روب كايسي قوله إن هناك "تفاؤلاً نسبياً" في السوق بفوز ترمب بفترة رئاسة ثانية هذا العام، وهو ما يعني دعماً إيجابياً للأسهم على المدى القصير.

ويتوقع عدد من المحللين أن يزيد إقبال المستثمرين على الأصول عالية الأخطار مع تلك التوقعات الإيجابية، بالطبع هناك من يرون أن فوز ترمب بفترة رئاسية جديدة قد لا يكون "خبراً جيداً" للسوق بسبب توجهاته الحمائية والانعزالية، لكن الغالبية ترى أن فوز ترمب سيقلل من "الأخطار السلبية" بشكل عام، كما ذكر محللو "نومورا" في مذكرة لعملائهم الإثنين.

في النهاية كل هذا نتيجة خدش أذن ترمب، وما أثاره من تفاعلات وتوقعات بزيادة احتمالات فوزه في الانتخابات، خصوصاً مع تراجع التأييد للمرشح المنافس، الرئيس الحالي جو بايدن.     

اقرأ المزيد