ملخص
ستة عازفين سوريين ومطربان اثنان شكلوا في العاصمة البريطانية عام 2017 فرقة موسيقية أطلقوا عليها اسم "الانسامبل السوري في لندن"، وخلال سبعة أعوام مضت قدمت الفرقة عشرات الحفلات أحيت فيها مقطوعات كثيرة من التراث كما لحنت إنتاجاً خاصاً كتبه لها مؤلفون سوريون في بلاد المهجر وفي الداخل المثقل بالحرب.
"الانسامبل السوري في لندن" فرقة موسيقية نشأت في العاصمة البريطانية عام 2017 وتضم مجموعة من الفنانين السوريين المهاجرين إلى المملكة المتحدة، بعضهم كان مقيماً منذ زمن وآخرون وصلوا إلى أوروبا عبر رحلة عمل ثم قرروا الاستقرار هنا.
بعد تواصل وتشاور بين العازفين ولدت "الانسامبل السوري" لتجمع ستة موسيقيين ومطربين اثنين، في البداية أحيت الفرقة مقطوعات موسيقية من التراث وقدمتها بصورتها الطبيعية والبسيطة من دون إضافات كما يقول مديرها التنفيذي لؤي الحناوي، ثم شرعت بمعزوفات خاصة كتبها مؤلفون من داخل الوطن وبلاد المهجر بعدما انتشر السوريون حول العالم.
يقول الحناوي في حديث إلى "اندبندنت عربية" إن فرقته تواصلت مع مؤلفين سوريين هاجروا من الوطن خلال الأعوام الـ10 الأخيرة، وبحثت في ما يفعلونه ويعيشونه، وماذا ينتجون من موسيقى، وكيف تأثروا في بيئاتهم الجديدة، لتكون النتيجة باقة من المقطوعات الخاصة التي قدمتها الفرقة على خشبات منصات مختلفة في عموم المملكة المتحدة.
"الانسامبل السوري" لم تتجاهل أيضاً أولئك الموسيقيين الذين بقوا في بلادهم على رغم الحرب، وعزفت لهم مقطوعات كتبوها خصيصاً للفرقة في بريطانيا، فصدحت بها آلات الموسيقى وحناجر المطربين خلال حفلات عدة بداية وخلال فترة وباء كورونا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يرى الحناوي أن هناك أزمة في الموسيقى السورية وهويتها أقدم من الحرب التي دارت في البلاد خلال العقد الماضي وتستمر تداعياتها إلى اليوم، يقول الحناوي إن "منظومة لم ترغب يوماً بوجود هوية للموسيقى السورية، لذلك نجد أن مجموعة كبيرة من الموسيقيين السوريين حوربوا ولم يظهروا، أما البديل فكان أعمالاً سطحية لا قيمة لها".
منذ عام 2017 وحتى 2022 قدمت "الانسامبل السوري في لندن" أكثر من 25 حفلاً في مهرجانات عدة وقاعات مهمة على حد وصف الحناوي، الذي يعتبر أن المملكة المتحدة وطن حقيقي للموسيقى على اختلاف مشاربها وخلفيات مؤلفيها وعازفيها، كما أن حكومتها "تقف خلف من يحلم بفرصة في هذا المجال، ولكن كلفة إنتاج الموسيقى وإقامة الحفلات والمشاركة في الفعاليات تبقى أبرز تحديات المشاريع المستقلة مثل فرقته".
في المرحلة المقبلة تتطلع "الانسامبل" لتقديم مقطوعات سورية أنتجت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ولم تظهر للنور بالصورة المطلوبة واللازمة، لذلك تستعد الفرقة لتقديم مجموعة من هذه المقطوعات في حفل واحد، إضافة إلى أنها تعد العدة لمجموعة خاصة من المعزوفات أنتجها مؤلفون شباب خصيصاً لها، وعبر حفل واحد سوف تستعرض "الانسامبل السوري" موسيقى الوطن كيف مرت بمراحل مختلفة منذ السبعينيات.