Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لبنان ليس غزة... هل إسرائيل قادرة على جبهة حرب جديدة؟

تقول تل أبيب و"حزب الله" إنهما يفضلان الحل الدبلوماسي لكن أياً منهما لا يبدو على استعداد لتقديم تنازلات

ملخص

 في حين تؤكد إسرائيل استعدادها لأي سيناريو محتمل، وهدد وزير دفاعها يوآف غالانت بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، تشير تقارير إلى أنه تحت السطح تتنامى المخاوف داخل إسرائيل في شأن جنودها المنهكين ومواردها المستنزفة. 

تتواصل الضربات المتبادلة بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان وسط مؤشرات مقلقة على احتمالات تطور الصراع بين الطرفين إلى حرب جديدة في المنطقة المشتعلة منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتعهدت الجماعة المسلحة اللبنانية بشن عمليات ضد أهداف جديدة في إسرائيل إذا واصلت الأخيرة هجماتها عبر الحدود التي أودت بحياة مدنيين لبنانيين. 

وفي حين تؤكد إسرائيل استعدادها لأي سيناريو محتمل، وهدد وزير دفاعها يوآف غالانت بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، تشير تقارير إلى أنه تحت السطح تتنامى المخاوف داخل إسرائيل في شأن جنودها المنهكين ومواردها المستنزفة جراء حرب غزة المستمرة منذ أكثر من تسعة أشهر، ولا مخرج يلوح في الأفق وسط تعثر مفاوضات الهدنة بين تل أبيب وحركة "حماس".

وبالنسبة إلى "حزب الله"، فإن المراقبين يحذرون من قدرات الجماعة اللبنانية التي تفوق كثيراً قدرات "حماس"، ومن ثم ينبغي السؤال عما إذا كانت إسرائيل قادرة على القتال في جبهة جديدة وما مآلات مثل تلك الحرب. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، قال الزميل لدى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات هيثم حسنين إن إسرائيل تستطيع خوض حرب ضد "حزب الله"، إذ إنها انتهت حالياً من معظم أهدافها في قطاع غزة ومن ثم فإن تركيز مؤسساتها العسكرية منصب في الوقت الحالي على حدودها الشمالية،ويضيف أنه "منذ بداية الحرب مع ’حماس‘، كانت إسرائيل حريصة دائماً على عدم الدفع بكامل قواتها العسكرية في غزة، خصوصاً  الجوية تأهباً للدخول في صراع جدي مع ’حزب الله‘ في أي وقت".

ومع ذلك يشير حسنين إلى أن مثل هذه الحرب لن تكون سهلة على الإطلاق، لافتاً إلى الدمار الذي سيحدث في الجانبين والذي سيكون هائلاً، "فإمكانات ’حزب الله‘ لا تقارن بقدرات ’حماس‘، بالتالي سيكون التعامل الإسرائيلي معها أكثر ضراوة".

ويردف أنه في حالة غزة كانت الحدود مغلقة حول القطاع، مما سهل من مهمة إسرائيل ضد الحركة، أما في الحالة اللبنانية فإن "الحدود المفتوحة ستؤدي إلي تدفق الدعم من قبل إيران ووكلائها لـ’حزب الله‘. وثانياً فإن جهود إيران ووكلائها لمساعدة ’حزب الله‘ ستزعزع استقرار المنطقة كمحاولة للضغط على القوى الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب بصورة سريعة، وثالثاً فإن حرباً مثل هذه ستكون لها تداعيات سلبية على اقتصاد المنطقة وأعتقد بأن ذلك لن يكون مرحباً به في عواصم عربية لها علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل لأنها ستؤثر في استقرار هذه العواصم الداخلي".

تقول إسرائيل و"حزب الله" إنهما يفضلان الحل الدبلوماسي لكن أياً منهما لا يبدو على استعداد لتقديم التنازلات التي يتطلبها ذلك الحل. وفي حديث خاص إلينا، قال مدير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى روبرت ساتلوف إن إسرائيل طورت خيارات لخوض صراعات واسعة النطاق على جبهات متعددة، وهو الظرف الذي يمكن أن ينجم عن هجوم لـ"حزب الله" يؤدي إلى سقوط كثير من الضحايا. ومع ذلك، "ليس هذا ما تفضله إسرائيل... فهي تسعى إلى إيجاد حل دبلوماسي- سياسي للجبهة الشمالية باعتبار أن إيجاد صيغة دبلوماسية- سياسية متفق عليها سيظل ضرورياً حتى لو وجهت إسرائيل ضربة قوية للحزب".

ويضيف ساتلوف أنه "لا يمكن للمرء أن يكون متأكداً من أن الأمر سيقتصر على لبنان، نظراً إلى أن ’حزب الله‘، أكثر كثيراً من ’حماس‘، هو وكيل مباشر وعميل لإيران"، مردفاً أنه في حين أن الحزب (بالتالي لبنان) سيتعرض لضربة قوية، فالفرصة ليست ضئيلة لأن تقوم إسرائيل بالتصعيد لاستهداف مواقع مهمة في إيران، أي المواقع التي اختارت عدم ضربها بعد وابل الصواريخ والمسيّرات الإيرانية ضدها في الـ13 من أبريل (نيسان) الماضي. "لذا يتعين على إيران و’حزب الله‘ أن يتعاملا بحذر في الوقت الحالي، خشية أن يتصاعد صراع محلي محصور إلى ذلك النوع من الصراع الذي لا يستطيع المرشد الأعلى أن يرغب فيه".

Listen to "مآلات استراج إسرائيل في حرب جديدة" on Spreaker.

المزيد من تقارير