Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بزشكيان يتسلم رئاسة إيران ويعود بنائب محمد خاتمي للواجهة

عيّن محمد رضا عارف نائب الرئيس الأسبق محمد خاتمي كنائب أول له وسيؤدي اليمين الدستورية أمام البرلمان الثلاثاء قبل تشكيل حكومته وطرح أسماء وزرائها لنيل الثقة

الكلمة الفصل في السياسات العليا لإيران تبقى في يد المرشد الأعلى (وكالة الأنباء الإيرانية)

ملخص

مسعود بزشكيان هو الرئيس التاسع للجمهورية منذ تأسيسها بعد الثورة الإسلامية عام 1979، وأول شخصية إصلاحية تتولى المنصب منذ 2005 لكن الكلمة العليا تظل للمرشد.

تولى الإصلاحي مسعود بزشكيان رسمياً اليوم الأحد الرئاسة في إيران خلال مراسم تنصيبه من قبل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، بعد فوزه بانتخابات مبكرة أعقبت وفاة المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي.

وأتى تنصيبه في يوم أغلقت المؤسسات العامة والمصارف أبوابها بطلب من السلطات التي دعت المواطنين لتجنب مغادرة منازلهم بسبب موجة حر شديدة.

وعين الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الأحد، نائب محمد خاتمي الرئيس الإيراني الأسبق، محمد رضا عارف كنائب أول له، والذي قال عقب تعيينه بحسب وكالة تسنيم إنه لخدمة الشعب نحتاج إلى دعم ومساعدة جميع محبي إيران.

 

وبزشكيان أول شخصية محسوبة على التيار الإصلاحي تتولى رئاسة الجمهورية في إيران منذ نهاية عهد محمد خاتمي في عام 2005، علماً أن الكلمة الفصل في السياسات العليا للدولة تبقى في يد المرشد الأعلى، وهو منصب يتولاه خامنئي منذ نحو 35 عاماً.

وخلال مراسم بثها التلفزيون الرسمي، تلا مدير مكتب المرشد "نص حكم الإمام الخامنئي في تنفيذ رئاسة الجمهورية للدكتور مسعود بزشكيان". وجاء فيه "تكريساً لإرادة الشعب العظيم، أنفذ أصواتهم في اختيار الشخصية الحكيمة، الصادقة، الشعبية والعالمة... وأقلده منصب رئاسة جمهورية إيران الإسلامية".

ورأى أن "الدورة الـ14 لانتخابات رئاسة الجمهورية، بعد الدورة غير المكتملة لرئيس الجمهورية الفقيد (رئيسي)، إحدى مفاخر الشعب الإيراني، ودليل على استقرار نظام إسلامي راسخ، ومؤشر إلى عقلانية الأجواء السياسية في البلاد ورصانتها".

الرئيس التاسع

وبزشكيان هو الرئيس التاسع للجمهورية منذ تأسيسها بعد الثورة الإسلامية عام 1979. وأقيمت مراسم تنصيبه في حسينية الإمام الخميني في طهران بحضور مسؤولين إيرانيين ودبلوماسيين أجانب، على أن يؤدي اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى (البرلمان) بعد غد الثلاثاء قبل تشكيل حكومته وطرح أسماء وزرائها لنيل الثقة.

 

 

وبعد المراسم، تسلم بزشكيان مقر الرئاسة من محمد مخبر، النائب الأول لرئيسي الذي تولى المنصب بالإنابة بعد وفاة الأخير في الـ19 من مايو (أيار) الماضي.

ويبدأ بزشكيان ولاية من أربعة أعوام بعدما تفوق في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من يوليو (تموز) الجاري، على المحافظ المتشدد سعيد جليلي.

وكانت الانتخابات مقررة في عام 2025، إلا أنها أجريت بشكل مبكر هذه السنة بعد وفاة رئيسي في تحطم مروحية بشمال غربي الجمهورية الإسلامية قبل شهرين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحصل بزشكيان (69 سنة) على أكثر من 16 مليون صوت، أي 54 في المئة من إجمالي عدد المقترعين الذي ناهز الـ30 مليوناً.

وبلغت نسبة المشاركة في الدورة الثانية 49.8 في المئة، في حين أن المشاركة كانت بحدود 40 في المئة في الدورة الأولى، وهي الأدنى في تاريخ الانتخابات الرئاسية في إيران.

وكان بزشكيان الإصلاحي الوحيد الذي منحه مجلس صيانة الدستور الأهلية لخوض الانتخابات الرئاسية، وتنافس مع خمسة من المحسوبين على التيار المحافظ أبرزهم جليلي ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف.

لا صلاحيات مطلقة

ولا يتمتع رئيس الجمهورية في إيران بصلاحيات مطلقة، لكنه يترأس المجلس الأعلى للأمن القومي، والسلطة التنفيذية (لا منصب لرئيس الوزراء في البلاد)، وهي إحدى السلطات الثلاث إلى جانب التشريعية والقضائية. ويؤدي دوراً أساسياً في توجيه الحكومة وسياساتها الخارجية والداخلية. إلا أن رأس الدولة وصاحب الكلمة الفصل في سياساتها العليا هو المرشد الأعلى.

وشكر بزشكيان خلال مراسم التنصيب خامنئي والشعب الإيراني على الثقة التي أولاه إياها، متعهداً تحمل "المسؤولية الجسيمة" لمنصبه الجديد.

بدوره، حض خامنئي الحكومة المقبلة على صياغة مقاربة "نشطة وفعالة" في مواجهة الأوضاع الإقليمية، داعياً إلى إعطاء الأولوية للدبلوماسية في التعامل مع دول الجوار. وقال "ليس لدينا عداء مع الدول الأوروبية، وحينما لا أطرحها كأولوية هذا لأن تعاملها كان سيئاً معنا وليس لدينا مشكلة في إقامة العلاقات معها" في حال تخلت عن "موقفها السلبي".

 

 

وأتت الانتخابات الرئاسية في مرحلة حساسة من التحديات الداخلية والخارجية، تشمل التوتر الإقليمي على خلفية الحرب المستمرة منذ أشهر في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة "حماس" الحليفة لطهران، والتجاذب مع الغرب في شأن البرنامج النووي، والصعوبات الاقتصادية الداخلية في ظل العقوبات الأميركية.

وتعهد بزشكيان خلال حملته الانتخابية السعي لإحياء الاتفاق الدولي لعام 2015 الذي أتاح رفع عقوبات اقتصادية عن طهران لقاء تقييد أنشطتها النووية. وانسحبت الولايات المتحدة أحادياً من الاتفاق في 2018 معيدة فرض العقوبات القاسية خصوصاً على صادرات النفط.

وأبدى بزشكيان في رسالة نشرتها صحيفة محلية صادرة بالإنجليزية في وقت سابق من يوليو الجاري، استعداده للدخول في "حوار بناء" مع الدول الأوروبية على رغم "تراجعها عن التزاماتها"، لتخفيف تأثير العقوبات الأميركية.

وعرض بزشكيان في الرسالة الخطوط العريضة لسياسته الخارجية وشدد على "ضرورة أن تعترف واشنطن بالواقع، وأن تفهم، مرة واحدة وإلى الأبد، أن إيران لا ولن ترضخ للضغوط".

وفي عهد رئيسي، سعت إيران إلى تحسين علاقاتها مع الصين وروسيا وترميم علاقاتها مع جيرانها العرب على رأسهم السعودية، لتجنب تعميق عزلتها.

وبزشكيان هو جراح قلب يتولى تمثيل تبريز، كبرى مدن شمال غربي إيران، في مجلس الشورى منذ 2008. وسبق له أن شغل منصب وزير الصحة في عهد خاتمي.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط